من ذاتك يشع النور..!

أختي المسلمة..

دورك في الحياة يبدأ من ذاتك أنت..

فيجب عليك الارتقاء بنفسك وتطويرها حسيا وشعائريا..

فيجب عليك ـ أختاه ـ أن تحسّني علاقتك بربك وخالقك؛ كي يسدد خطاك ويهديك طريق الخير والرشاد..

عليك بإخلاص النية لله عز وجل في كل عمل تقومين به؛ عبادات ومعاملات..

فعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

"إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.."

(رواه البخاري ومسلم).












فاعتني بعبادتك:

كالصلوات المفروضة، يجب أداؤها في وقتها، بخشوعها وأركانها.

مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وورد يومي من القرآن الكريم.

وكذلك الإكثار من الاستغفار، قال تعالى:

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب".










ولا تجعلي أوقاتك تذهب سدى

واستثمري الفراغ في أمور نافعة؛ كالتحاق بدروس تحفيظ القرآن، وسماع الأشرطة والبرامج المفيدة.

ولا تنسي متابعة أحوال المسلمين، والدعاء للأمة الإسلامية.

وليكن لك ورد محاسبة، تقفين فيه مع نفسك؛ للارتقاء بها، وتتذكرين هازم اللذات، وتدعين بحسن الخاتمة.

وفي جانب المعاملات مع الخلق، فكما سبق .. يجب إخلاص النية لله عز وجل في كل شيء.

وعليك ـ أختاه ـ بالتحلي بصفات "الداعية" بين أخواتك المسلمات؛ من الصبر على الأذى، والتماس الأعذار، ومكافأة المعروف، ومقابلة الإساءة بالإحسان.

وكوني طوقَ نجاة لمن أشرفت على الغرق، بالحكمة والموعظة الحسنة.










أما دورك مع أسرتك

فتذكري عظم حق الوالدين، وصلة الأرحام، وكذلك عظم التفريط في ذلك

فكوني قدوة رائعة في القيام بهذين الحقين الكريمين!

وإن كنتِ ذات زوج وأبناء.. فتذكري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها.."

فليس الزوج هو المسؤول فحسب، بل أنت أيضا مسؤولة عن أبنائك أمام الله عز وجل..










وكما قيل:

لا تكسر غصنا أخضر.. لا تقطف وردا أزهر.. فالطفل من غرس الرحمن.. يحتاج لحب وأمان..!

فهذا تشبيه لما يحدث إذا أهملنا في هذه الأمانة التي رزقنا الله وحمّلنا إياها!

فاعتني بتربيتهم على نهج محمد صلى الله عليه وسلم..

لقّنيهم ما يناسب أعمارهم من العقيدة وأمور دينهم؛ ليشبوا بأرواح مطمئنة، بعقيدة راسخة، ليكونوا جنودا لإعلاء راية الإسلام!

وليست تربيتهم تنحصر في ذلك!

بل اهتمي بشؤونهم وصحتهم ونظافتهم؛ فالمسلم يحرص على أن يكون صحيح البدن، قوي الجسم.

والآن.. جاء دورك مع زوجك.. شريك حياتك

فكوني خير عون له (بعد الله تعالى) في الثبات على الحق، والقيام بواجبات دينه، وواجباته نحو أسرته الصغيرة، وأمته الكبيرة.











نعم أختاه..

من ذاتك المسلمة وبيتك المبارك.. يشع النور

فيعم مَنْ حولك من أب وأم، وزوج وأبناء، وإخوة وأخوات، وأقارب وجيران..

فأعانك الله لتبقي دائما درة مكنونة تشع النور والخير على من حولها، وتكوني مثالا للقدوة الخيّرة؛ بنتا وزوجاً وأماً!