اليس منا من دعا إلى عصبية
تزايدت هذه النعرة في أيامنا هذه وكان لمزايين الأبل الفضل الكبير في إنعاشعها وابتعاثها حتى أصبح يحتفى بها خصوصاً هنا في نجد ، والجميع يعرف كيف أخذت بعض القبائل على عاتقها إقامة تلك المهرجانات البعيرية ، وكثيرٌ من صفق لها واعتبرها إنجازٌ كبير في عالم الحيوانات والرابح هي تلك الناقة أو ذلك البعير ، صُرفت أموال طائلة لقيام تلك الإحتفالات البعيرية حتى يقال أن بعض القبائل فاق ما صُرف من أجل بعارينها(200) مليون ريال لكي يظهر مهرجانها البعيري أفضل من القبيلة الأُخرى .قال لي أحد الأصدقاء بقايا الطعام يُحفرله في باطن الأرض ثم يُدفن . مئات الأشخاص يقبعون داخل السجون اثقلت كاهلهم الديون ويشكون من إلتزاماتهم المادية والتي لايستطيعون سدادها ، مئات المرضى والبعض منهم قد لايستطيع شراء الدواء الذي يكلف الشيء الكثير ، مئات الأُسر لاتستطيع شراء حاجيات اولادها المدرسية ، فُرض جراء هذه المهرجانات على كل أُسرة مبلغ وقدره ، نسوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلع جذور الجاهلية وجراثيمها ، وسدَ كل منتافذها حيث قال عليه الصلاة والسلام (ليس منا من دعا إلى عصبية) رواه أبو داود . وحُرمت حمية الجاهلية وكما قال عليه الصلاة والسلام (من نصر قومه على غير حق فهو كالبعير ردى فهو ينزع بذنبه. ) تغيَرت بعد ذلك عقلية العربي المسلم وأصبح ذوقه أعلى وأسمى من هذه التغاهات التي تكاد تعصف بِنا وتُعيدنا إلى الجاهلية الأولى . لم يصل هذا الأمر إلى هذا الحد بل توالت المشاكل بين تلك الفبائل حتى اصبحت تُنشد الأشعار والتي يتخللها الشتم والسب ، ويقال أن تلك العدوى إنتشرت بين أفراد القبيلة نفسها، بُثت العداوات والمشاحنات بين أفراد هذا المجتمع لمسلم ، كل ذلك من أجل الإرتقاء بالبعير ورفع منزلته مهما كلف الثمن . والله الهاديء إلى سواء السبيل .
آخر تعديل دكتور الموسى يوم
12/02/2008 في 07:14 AM.
|