الاعلامي والشاعر الكبير عبد الله بن سعيد الحارثي يجيب على سؤال صقر الجنوب

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الجنوب

مرحبا هيل عد السيل بالشاعر والاعلامي الكبير الاستاذ / عبد الله بن سعيد الحارثي

عندما يكون الضيف شاعر وإعلامي ومثقف فأنت تحتار من أين تبدا وماذا تكتب وفي خضم هذه الحيرة وجدت أنها فرصة ممتازة أن أسال سيد الكلمة والحرف بما يكتب وما يتناقل الناس في المنتديات والمجالس الاخرى خارج المنطقة الجنوبية من أن الشعر الجنوبي بدأ في عصر الانحطاط الشعري بسبب تجاوزات بعض الشعراء وانهماكهم في السباب لبعضهم البعض فقد لاتخلو حفلة من الحفلات بدون ذلك السباب وبطريقة علنية تصل الى الهمجية في حين آخر . ولا نهظم الشعر الجنوبي حقه فهناك شعراء كبار كبار يترفعون عن النزول الى هذا المستوى من الكلمات . شعراءنا القدامى كانوا يأتون بالحكمة والنصح والغزل وسرد القضايا وحتى عندما يختلفون فيما بينهم يبطنون المعاني بينهم وكلا من الشعراء يعرف مايرمي اليه الشاعر اما الان فيعم التصريح بالتجريح .. سؤالي ماريك فيما تقدم وكيفية العودة بالشعر الجنوبي الى مكانته السابقة ايام بن ثامرة وغيره وهل صدق الاخرون فيما قالوا ان الشعر الجنوبي بدأ ينحو الى عصر الانحطاط .. ارجو ان تتناول كأعلامي مثقف هذا الموضوع بكل صراحة وكذلك توجه رسالة صريحة الى شعراءنا بالترفع وان يمتعونا بدون ان يجرحوا القبائل او يتبادلوا السباب فيما بينهم البين والتي ماتخرج الامور في غالب الاحيان عن مسارها الى الاسوأ .. وتقبل وافر احترامي وتقديري

:
:

أهلا بك أخي الجميل / صقر الجنوب
وجودك هنا إثراء للحوار ومفخرة لي شخصيا ,
كما أشكر لك تلك الغيرة على الموروث الذي يمثل هويتنا الجغرافية والتاريخية كذلك .
السؤال هنا ممتد إلى مدى بعيد , ويحمل أبعادا , ربما لست على قدر كاف من التجربة والخبرة التي تشفع لي أن أطرح رؤية عريضة وواسعة حيال ذلك , ولا تصدر إلا من مجرب ومعايش ومتعمق في هذا المجال .
أعجبني كثيرا تسليط الضوء على حقيقة تغافل عنها الكثير , وصدقني أخي متى ما تغافل الجمهور عن سقطات أعداء الموروث وعما يدور فيه , فإنه سيبوء بالخسران المبين .
ولكن يا صديقي العزيز .. أنت لو نظرت إلى المشهد بصورة عامة , لوجدت أن هذا الشتات والهبوط ينتشر في الشعر بشكل كبير . أنا لا أعارضك فيما قلت سوى في نقطة واحدة , وهي " مقارنتك " الوضع الراهن لشعر العرضة بالوضع الذي كانت عليه في السابق . ؟ لأن وضع الشعراء في السابق يختلف كثيرا عما نحن عليه الآن من رفاهية وبذخ في العيش وتوفر للتقنية بشكل أدى إلى تخلخل الذائقة بشكل عام . أيضا الوضع السابق يحتكم فيه الشاعر للشعر الحقيقي فقط , لأنه يولد من معاناة وتجربة حقيقية وليست مزيفة كما هو عليه الوضع الآن , عندما يتشدق الشاعر بـــ ( سنفعل ونترك ) وهو سيتجه لمقهى الشيش والجراك والمعسل , عقب انتهاء الحفلة .
لا تنسى أن السابق من جيل الشعراء القدامى عايشوا أحداث سياسية واقتصادية وتاريخية شكلت لديهم ثقافة صلبة , ولغة قوية وتأثروا بما دار من أحداث حولهم , وأصبح الشعرفي تلك الآونة إنعكاس مباشر لحالة الرجل الجنوبي المعاصر .
ولكن لو وجد حل مناسب في تلقيح الذائقة العامة وتعديل لسلوك الشاعر الشعري , فإن هذا الحل ينبع من الشعراء أنفسهم , فالشاعر هو الوحيد الذي يملك " سلطة المنبر " وسلطة المنبر في نظري هي السلطة القادرة على إيصال الوعي لدى المتلقي بسرعة البرق , وتطويع الذائقة وتوجيها كذلك . وليت شعراءنا يحصنون أنفسهم بالتوعية , واستقاء الموروث بما يناسب حياة مجتمعاتهم المعاصرة . ويتوافق مع المعطيات بشكل حضاري . فالشعر في نهاية المطاف هو حضارة الشعوب ومرآة لواقعها الحقيقي .
وفيما يتعلق بطلبك , فأنا أعدك بتقديم ما يليق بشعر العرضة الناضج البعيد كل البعد عن المهاترات والتراشق بالعيوب والهزل من القول . كتى ما سنحت لي الفرصة لتقديمه إعلاميا .
:
أشكرك أخي صقر الجنوب , وتمنياتي لك بالتوفيق .