انتصرنا لغزة ليلة أمس.

سكون وهدوء سبق العاصفة ، القلوب على الأكف مُتضرعة ، القلوب لدى الحناجر من هول
المعركة . الكل ينتظر الفرج ، لعل تلك الدولة العربيدة تنال عقابها من العذاب . الناس
هدأت ، والشوارع تكاد تكون خالية من المارة ، والمحاربون وسط المعمعة ، لا تسمع إلاّ أصوات
السيوف تجلجل والخيل تُصهل ، والنساء تزغرد على ذلك النصر المبين . كل دولة لها يوم تشاهد فيها
النصر . أعدت الطائرات والحافلات لتنقل المحاربين والمتفرجين إلى أرض المعركة . دموعٌ انهمرت
فرحاً بذلك النصر ، وأخرى حزينة على ذلك النصر .
عدد القتلى في صفوفنا أكثر بكثير من العدو ، ليست مشكلة طالما أنّا هُزمنا غداً ننتصر في موقع آخر ، الحرب خدعة والأيام دواليك . هكذا يقولون المحاربون القدامى . البيوت تهدمت في غزة على الرؤوس،
ليست مشكلة طالما أننا رفعنا علمنا يرفرف . النصر هو النصر والهزيمة هي الهزيمة
ليست مشكلة طالما أننا بالميدان ، ميدان المعركة هو واحد طالما الخصمان متقابلان . الأطفال جوّعت ويتمت والأرامل كُثر ، ليست هذه المشكلة ، لابد من التضحية في سبيل النصر ولو بعد حين . إسرائيل وصلت القمّة في تطوير سلاحها الجوي والبحري والبري ، ليست مشكلة طالما أننا نجيد اللعب على الجانبين ودفاعنا قوي يذود عن المرمى ، الخسارة واحدة . نصر وهزيمة . انتهت مقدمتي .
لست أدري أهكذا البنيان المرصوص الذي أوصانا به المصطفى عليه السلام .؟ لست أدري هل الأمة كا الجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى .؟ من يهنأ الضحك والفرح بالفوز ونسيان المهم .؟ هل هولاء القوم لم يعُد يفهمون حديثا .؟ أشلاء مترامية وعدوٌ متغطرس واستباحة دماء وعرض ، ونهب للأراضي ، واحتقار أُمّة والناس صرعا.؟ لست أدري هل مُسخنا كما مُسخوا أم أن السكوت علامة الرضا .؟ هل وصل بنا الغباء والتبلد ، كما استقر بالخنزير وزوجته .؟ لست أدري هل المطاعم التي تزخر بالمأكولات الشرقية والغربية فيها بلاء دُس لنا لنصحو ولا أحساس لنا .؟ هل هو مُخطط غبي يجعل الأمة تنشغل باللعب واللهو عن أخواننا هناك .؟ لعلكم سمعتم القادة في مصرَ بالأمس وهم يعلنون أن الأراضي المصرية تحتها خط أحمر .، الم أقل أن المخطط الإسرائيلي الأمريكي يريد الزج بحماس في سيناء، ليسهل ضربها لاحقاً ، ألم أقل لكم في أول كتاباتي عن غزة أن الأمر خطير جداً ، والمنطقة كلها قادمة على تغيير ديموغرافي .؟ ليت كلامي عارٍ من الصحة . دائرة السوء تدور حولنا منّا ومن أعدائنا ، وفي نظرنا أن بترولنا سيأتي بهم صاغرين .؟ من أين ونحن أغفلنا ديننا وأمّتنا المغتصبة .؟ من أين ونحن نتحدث عن المباريات والفوز والهزيمة .؟ من أين وقنواتنا تعج بالسافرات .؟ من أين ومن أين .؟ لقد بلغ السيل الزُبا والناس موتى . أمر وصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون . غزة ابشري لقد انتصرنا لك ليلة أمس.