يحدث الاختلاف بين الأسرة الواحدة ، والتي قد لا يبلُغ قوامها شخصين أو أكثر ، بل يحدث الاختلاف بين الشخص ونفسه ( النفس اللوامة ) من ينكر هذا ؟ والاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضيّة . لكن هذا المكان ينبغي أن يعنى كثيرا بالاحترام لأسباب عدة : هو بستان للجميع وتستطيع أن تتجول فيه كما تشاء ، تجد فيه الورود بأنواعها وعذب الكلام والفوائد الجمّة. معلومات قد تجدها وأنت في يوم ما كنت بأشد الحاجة إليها ووجدتها هنا وإن لم تجدها قد تسأل عنها وغيرك يُجيبك عنها أن وجدت . هذا المكان تعرّفت فيه على أُناس أفاضل وبهم من الخير الكثير ولا يعني اختلاف شخص مع أحدهم أن الخير بعيدا عنهم ، البعض إن لم يعطى ما يريد تجد من التهم والشتائم ما أن لا تستطيع سماعها . البعض من الفواكه والخضروات تسقى بماء واحد ، لكن يختلف الطعم ، قالها عزوجل ، كذلك الناس ليسوا سواء ولا كلٌ يشبه الآخر ، هذه الدنيا ( الصغير ينبغي عليه تقدير الكبير ، والكبير يجد العذر للصغير ) ويقدر سنه وعقله ،حتى تبخر السفينة في أمان وترسو أيضا بأمان . هذا المكان جمعنا على أحسن حال ،ومن فيه عرفنا هم بالكلمة ووثقنا بهم وكلمتهم . من الصعب أن نجد الجميع كما نشتهي ، لكن من الصعب أيضاً أن يذهب البعض إلى ما يريد غيرهم . مكانٌ جمعنا وأودعنا فيه بوحنا وفكرنا ، وما لدينا من تجارب أليس حريٌّ بالوفاء منا .؟ أليس من المفروض إذا اتخذنا قرار ما ...أن يدرس ذلك القرار قبل وضعه هنا .؟ أم أننا نقرر وعلى الجميع الرضوخ لما نقرر .؟ لا ليس هذا عدلا البتة . لكن من ضاقت به الأرض ذرعا ولا يستطيع تحمل ما يجري حسب رؤيته الشخصيّة يعتذر ، ومن هنا غيره سيقوم بالسؤال والبحث عنه ، إن عاد عاد معززا ومكرما وإن أبا بقي محترما ومذكورا للجميع بالخير ، إن رحلت رحلت والجميع راضين عني ووضعت بصمة شرف لي يقتدي بها غيري ، وروعة وقفة ، وإن بقيت بقيت وعلى هامتي شرف البقاء . هذا هو الوفاء في نظري . إمّا أن نحدد شروطنا وإن قبلتم وإلا أنتم ليس أهل للبقاء معكم . هذالا يرضاه عقل ولا عرف . بالمقابل من يريد أن يبقى في قلاقل وفتن ؟ من يريد أن يكون مُزمجرا مع الصغير والكبير لأسباب ليست ذات جدوى ولا حتى منطقيّة .؟ من يريد أن يسمع من فلان وعلان عبارات التهكم والإقلال من الشأن .؟ لماذا لا نعيش هنا أخوة وأخوات يعمنا الصفاء والأخوة الصادقة ، ونقول كلمة الحق التي أمرنا بقولها هنا وفي أي مكان . هذا هو الصفاء الذي ننشده . لا أخفيكم لقد قلت في نفسي لما لا تترك هذاالبستان الطيب على ما فيه من الناس الطيبين ،؟ وتسلم من حديث هذا وشتم ذاك .؟ لما لاتبقى في مأمن من القول الطيب في مكان يقدر الصغير الكبير ويحترمه .؟ خشيت أن تأخذني العزة بالإثم وقلت في نفسي إن في هذا البستان فلان وفلان أناس طيبون ما ذنبهم .؟كلي عشم واعلم أنكم أهل لعشمي أن نترك الماضي بعيدا ونبدأ الصفحة البيضاء الناصعة ندون عليها كل مفيد , وفقني الله وإياكم للخير والرشاد .
أخوكم د. محمد الموســــــــــــى