العلاج بسورة البقرة

نتابع حديثنا عن فضل سورة البقرة .



ثالثا: فضل آية الكرسي

وردت روايات متعددة ومختلفة في فضل آية الكرسي تذكر الحادثة (الحوادث ) التي تكشف الشيطان عندما كان يأتي

ليأخذ من التمر أو صدقة رمضان . و هناك ثلاث روايات صحيحة في الموضوع. ولا يمنع أن تكون الروايات الثلاث التي

نردها في هذا الموضوع ليست حادثة واحدة بل حوادث تكررت مع أكثر من صحابي . فالروايات الثلاث رويت أولاهما عن

أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه . والثانية عن أبي هريرة رضي الله عنه. والثالثة عن أبي ابن كعب رضي الله

عنه .وهناك رواية أخرى أيضا عن معاذ بن جبل لم نوردها هنا لوجود الانقطاع في السند كما حكي العلماء.

الرواية الأولى


عن أبي أيوب الأنصاري : أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تجئ الغول فتأخذ منه قال فشكا ذلك إلى النبي صلى الله

عليه وسلم قال فاذهب فإذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأخذها فحلفت أن لا

تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي

معاودة للكذب قال فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل

أسيرك قال حلفت أن لا تعود فقال كذبت وهي معاودة للكذب فأخذها فقال ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي

صلى الله عليه وسلم فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك

شيطان ولا غيره قال فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل أسيرك قال فأخبره بما قالت قال

صدقت وهي كذوب قال هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن أبي بن كعب

قال الترمذي : حسن غريب
قال الشيخ الألباني : صحيح

الرواية الثانية

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو

من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة

شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة . قال قلت يا

رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود . فعرفت أنه سيعود لقول

رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود . فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله

صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك ؟ قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله

قال أما إنه قد كذبك وسيعود . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر

ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا

أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ

ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل

أسيرك ؟ قلت زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد



صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال . يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان . رواه البخاري.


الرواية الثالثة.

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهد فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو

بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال فسلم فرد عليه السلام فقلت ما أنت جن أم إنس قال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد

كلب وشعر كلب فقلت هذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك على ما

صنعت قال بلغني أنك تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك فقلت ما الذي يحرزنا منكم

قال هذه الآية آية الكرسي

قال فتركته وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال صدق الخبيث

رواه ابن حبان في صحيحة وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــ

وبالتدقيق في الروايات الثلاث نجد ما يلي :


رواية أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه :فقد علم مسبقا أن الغول هي من تأتي لتسرق من السهوة التي كان فيها

التمر وفي تفسير ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من اخبره عندما اشتكى له نقص السهوة ...


أما رواية أبي هريرة فإن ابا هريرة لم يكن يعلم أن الذي كان يضبطه في سرقة زكاة رمضان التي كان قد أمره الرسول

صلى الله عليه وسلم بحفظها إنما هو شيطان..وهذا يفيد انه كان يأتيه بصورة لم يكن أبو هريرة يستطيع أن يفرقه

فيها عن الإنس .أما رواية أبي بن كعب رضي الله عنه فتفيد أن الشيطان عندما جاء ليسرق من ( جرين ) كان

يحتفظ بالتمر فيها والذي وجده ينقص في كل يوم .كان يأتي بهيئة الغلام المحتلم والشيطان قد [b]اخبره بأنه جن [/B

]عندما سأله أبي رضي الله عنه هل انت انس ام جن.. كما أن أنه عندما ناول الجني يده لأبي كانت يده كيد الكلب

وشعره كشعر الكلب .

فالجني في الروايات الثلاث لم يأت على هيئة واحدة وهذا يرجح أن هذه الروايات هي أحداث متعددة وليست

حادثة واحدة بروايات متعددة ..

ثانيا : عملية رصد الجني تمت بالروايتين الأولى والثانية كانت لثلاث مرات وفي المرة الثالثة تمت الإشارة إلى

أية الكرسي التي تحفظ الإنسان من الشيطان.إنما اخبر الشيطان بذلك من اول مرة يتم ضبطه بها .برواية أبي دون إعادة عملية الرصد له.

ثالثا :
الإشارة في رواية أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ،

((فقالت إني ذاكرة لك شيئا ،آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره)) على الإطلاق والعموم . وقوله

(( ولا غيره) دل على أثر آية الكرسي ودورها في حفظ المسلم حتى من غير الشياطين.

أما رواية أبو هريرة رضي الله عنه ((قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ

آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان

حتى تصبح))

أشارت إلى أثر آية الكرسي يقرأها الإنسان عندما ينام فيحفظه الله سبحانه وتعالى ولا يستطيع الشيطان أن يقربه

حتى يصبح)

ورواية أبي ابن كعب : ((فقلت ما الذي يحرزنا منكم قال هذه الآية آية الكرسي)) فأشار إلى أن آية الكرسي حرز من

الشيطان على الإطلاق والعموم .

وبهذا يتبين من جمع الروايات الثلاث المشار إليها بأن آية الكرسي إنما تحفظ الإنسان من الشيطان وغيره ،في الليل أو

النهار أو عند النوم (كافة احوال الإنسان) وهذا ما أشارت اليه الروايات الأخرى التي لم نشرإليها ؟

ويتبع فيما بعد ... بقية الموضوع