هل الهيئة جهاز قمعي؟

بدر بن أحمد كريِّم

هل الهيئة جهاز قمعي؟
كما هي عادته أمسك الرجل الأول للأمن السعودي (الأمير نايف بن عبد العزيز) العصاة من منتصفها. ففي الوقت الذي أنصف فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مذكرا بمحاسنها، طالب أفرادها الميدانيين بالمرونة في التعامل، وهنا تكمن المعادلة الدينية الأخلاقية، فلا إفراط ولا تفريط، بل وسطية في المعالجة و «خير الأمور الوسط».
رفض الأمير الاتهامات التي يوجهها بعض الناس للهيئة، عما إذا كان صحيحا ما يقوله بعضهم من أنها «جهاز تسلطي قمعي يترصد الناس» وهي تهمة باطلة من وجهة نظري، وإذا كانت هناك حالات فردية كانت موجودة، فلا ينبغي التعميم عليها، ولا يؤخذ المحسن بجريرة المخطئ، والمحاسبة واردة، والمساءلة ضرورة، والعقوبة لمن أساء خير ضمان لعدم تكرار الأخطاء المقصودة.
وكعادته أيضا دعا «الأمير نايف بن عبد العزيز» الإعلام السعودي إلى ألا يضخم الأمور، والكتاب بألا يفتعلوا خصومات مع الهيئة، والجمهور بأن يتعاون معها، كما دعاها هي نفسها بأن لا تكرر الأخطاء، والأخطاء يمكن أن تصدر من أي إنسان «أنا قلت ليس هناك جهة أو شخص سليم من الأخطاء، فالكمال لله وحده، لكن هناك تضخيما في بعض المرات من وسائل إعلام إن كانت محلية أو أجنبية لبعض الأخطاء، وإذا كان الإنسان سيركز على البحث عن السلبيات، فإنه سيجدها حتما» («عكاظ»، 24 جمادى الآخرة 1430هـ، ص 2) وهذا رأي في محله، ويجب أن يكون سبيل الإنسان للإصلاح، وطريقه لتلافي الأخطاء، ومن الهم أيضا ـ والقول للأمير نايف ـ: «أن يكون هذا الإنسان، وتلك الوسيلة عادلة في ذكر الخطأ والصواب حتى يقبل منه. أما إصلاح الخطأ إذا حدث، فهو عين الصواب، وهذا ما تعمل عليه الهيئة».
في الماضي كان هناك بعض أفراد من الهيئة لا يحسنون التعامل مع الناس، هكذا فهموا ـ للأسف ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!! مع أن اسم الهيئة مؤلف من شطرين: أمر بالمعروف كما أمر الله، ونهي عن المنكر كما نهى الله، وسوء الفهم وارد، ولكن اتساع دائرته هو المعضلة العظمى، وثالثة الأثافي، وحل أي أزمة يكمن في معالجتها بأسلوب «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».
منافع الإعلام كثيرة وكذا مساوئه، ولذلك طالب نايف بن عبد العزيز الصحف السعودية، «بتحري الصدق، وصحة المعلومة في ما تنشره من أخبار ومقالات، وألا تستقطب كتابا أصحاب أهواء ضد العقيدة، لأن هذا الأمر لا يليق بأي صحيفة تصدر في هذه البلاد التي تلتزم بالشريعة الإسلامية» (صحيفة الحياة، 25 جمادى الآخرة 1430هـ، ص2) وتضخيم الأخطاء وإثارة الناس حولها أمر مستنكر، والتعميم بأن أي مؤسسة إنما تزاول القمع!! والتسلط!! والإكراه!! لا يجوز.
فاكس: 014543856
BADR8440@YAHOO.COM