الكثير هم الذين شاهدوا تلك الصورة والتي نُسبت إلى فتاة عمانية تحولت إلى هذا المسخ، وتداولها العديد من المنتديات في الشبكة العنكبوتية، ومن خلال رسائل الجوال، صورة عجيبة يحار المرء أمامها بين مصدق، ومكذب، ومستغرب، الكل وقعت عليهم الصورة وقع المفاجأة المذهلة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيرها، أو التهكن بحقيقتها، وبالتالي بدوافعها، وإمكانية حدوثها، مع اليقين الكامل من الكل بعظيم قدرة الله سبحانه وتعالى.. {فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} سبحانه من قادر عظيم، ولعلي اعترف هنا بأنني من أولئك الذي استوقفتهم تلك الصورة كثيراً، وكان الغموض، والعجب، والتأويل، والتحليل، هي بمثابة سيد الموقف بالنسبة لي، أمر محير تقاذفتني معه أمواج عاتية من التفكير العميق، وظلت صعوبة الإدراك تتملكني وأنا أعاود التحديق بتلك الصورة بين وقت وآخر، حتى وصلت إلى مرحلة فقدان الأمل، بل واليأس من فك رموزها، وحل عقدتها التي لا شك بأنها سيطرت على كثيرين مثلي، إلا أن ذلك الإحساس ولد لدي رغبة هائلة في الوصول إلى نتيجة مقنعة، ويظل السؤال: هل حدث هذا الأمر بالفعل؟!، ومن خلال تعايشي المتواصل مع هذا الموضوع حدثت المفاجأة الكبرى، حين عرفت بطريق المصادفة البحتة الحقيقة الكاملة لتلك الصورة، بل ولمجموعة من الصور مرادفة لها، وداعمة لحقيقتها بكل جلاء ووضوح، وإليكم أيها السادة والسيدات الحقيقة المجردة بكل تفاصيلها، الموضوع ببساطة هو أن إحدى الفنانات تصورت ما قد يحدث للبشر من خلال تواصل عمليات الاستنساخ،وما فيها من لبس، وتحريم، وتشريع، وسلوكيات، وأخلاقيات، وقبول، ورفض، وتجاوز للحدود،وكل ما وُرد في هذه العمليات من أخذ ورد، وقامت هذه الفنانة من خلال تخيلها كما أسلفت بما قد يحدث من تلاعب بالجينات الوراثية، وغيرها من عمليات الاستنساخ، تخيلت بأن البشر سيتحولون إلى أشكال وصور أخرى، وبالتالي قامت بعمل العديد من الأشكال على هيئة دمى من الشمع، والسيليكون، والجلد، والشعر الصناعيين، تمثلها الصور المرفقة التالية: في إطار حملة لمناهضة الاستنساخ، والعبث بالجينات..
ويبدو أن أحدهم قد قام بالحصول على إحدى هذه الصور و نشرها على انها فتاة ممسوخة !
مع أرق و أعذب التحايا