عفوا … يا قناة السيوف

عفوا … يا قناة السيوف

لقد استبشرنا خيرا بانطلاقة قناة السيوف الشعبية على ارض هذا الوطن الغالي والتي كنا نتوقع أنها سوف تكون من ضمن القنوات التي تسعى إلى خدمة الموروث الشعبي خصوصا موروثنا الشعبي في المنطقة الجنوبية … ولكن ما شاهدناه يوحي لنا بأن هناك تخبط وعشوائية ومركزية في القرار واجتهادات شخصية لا نلمس منها ثقافة أدبية أو علمية تسعى إلى تقديم مواد تظهر الوجه الجمالي للفلكلور الشعبي. وكذلك نجد أن هناك ضياع للهدف الأساسي في زحمة المصالح الشخصية وعدم وجود الهيكلة التنظيمية التي تفرق بين القنوات الشعبية وقنوات العلاج بالوصفات الشعبية. و من خلال ما قدمته هذه القناة نجد انه لا جديد …. لا إضافة … لا تميز .... بل إن القائمين عليها لم يستفيدوا من القنوات التي سبقتهم في هذا المجال ولم يحاولوا البدء من حيث انتهى الآخرون .

ورغم تحفظنا على أداء القناة أو الطريقة التي تقدم بها المواد المنقولة … فأن ما أثار دهشتنا واستغرابنا هو ما بدأت به في الفترة الأخيرة من أسلوب غير مقبول في طلب الدعم من الجمهور أو الأمراء أو شيوخ القبائل !..

إن بعض ما نقرأه على شريط القناة بصفة مستمرة يمثل إساءة لأبناء الجزء الجنوبي من بلد الحرمين الشريفين والذين لديهم من الانتماء والمواطنة ما يفوق الخيال منذو توحيد المملكه العربيه السعوديه على يد المعفور له بأذن الله الملك عبدالعزيز أل سعود بل إن هذا الحس الوطني نتوارثه جيلا بعد جيل . فهنيئا لنا بقادتنا وحكامنا وعلى رأسهم أبو متعب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهنيئا لهذا البلد برجال الجنوب الذين لديهم الاستعداد للتضحية بأنفسهم وما يملكون فداءا للدين والقادة والوطن. ونعود الى موضوعنا ودعونا نستعرض بعض مما نشاهده على شريط هذه القناة:

- "الإلحاح في طلب الدعم المادي".

إن من العوامل الأساسية لأي مشروع بعد رسم الهدف له أن يتم دراسة كيفية تمويله والصرف عليه بميزانية واضحة وسليمة المصادر حتى يصل إلى معادلة مصروفاته بإيراداته . ولكن أن يتم إطلاق المشروع ثم تطلب المساعدات المادية علانية والمشروع لم يصل إلى إقناع المستهدفين بنجاحه اعتقد أنه أمر لم يرد في علم الإدارة.

- "القناة سبب في عدم متابعة القنوات الهابطة والانترانت وما يحتويه من اباحية"

لا اعتقد أننا نستطيع أن نحكم على قناة مبتدئة ومدى تأثيرها على المشاهدين . وإذا أقنعنا أنفسنا بذلك فأننا لسنا واقعيين وليس لدينا ثقافة علمية بل أن شبابنا وأكاد اجزم يستطيع أن يميز بين الغث والسمين فيما يشاهده .
أما فيما يتعلق بالانترنت فإنه يعتبر اكبر وسيلة إعلامية نستطيع من خلالها اخذ المعلومة من مصدرها الأساسي بكل شفافية. حيث يحتوي على الدراسات العلمية والمعلومة القيمة المفيدة بما فيها خدمة الموروث الشعبي بدون أي مقابل أو البحث عن الشهرة، وإنما في الغالب من باب محبة لهذا الفن والسعي لنشره بالطريقة الصحيحة والحضارية للآخرين .

- "القناة قامت بحل مشكلة عقوق الوالدين وعقوق الاصحاب والعنوسه ...... الخ".
لو صدقنا الدور الاجتماعي الذي تقوم به فاعتقد أننا نلبس القناة ثوبا فضفاضا ونحملها مالا تطيق ونسعى إلى قتلها في مهدها .

- "أن القناة تمثل مشروع ثقافي اجتماعي وأمني ".

نعم نحن نحتاج إلى نشر ثقافتنا للمناطق الأخرى ولكن ليس بهذه الطريقة البدائية والإقليمية وإنما يجب أن يكون هناك نقلة ثقافية تساهم في نشر الموروث الجنوبي من إقليميته إلى الآخرين وهذا يتطلب جهد وفكر حضاري من رجال يسعون إلى الوصول والمنافسة مع الفلكلورات الشعبيه للمناطق الأخرى منافسة شريفة بعيدا عن الارتجالية . وأنا مازلت اجمع عصارة فكري لتفسير دور القناة الأمني هل يكون من خلال التجمع أو (الثبوت) كما أوردت القناة في شريطها أمام الشاشة !.. ربما ؟

- مقولة "نعيق الغربان ".

لا اعتقد أن هذه الكلمة لائقة بأن تكتب على شاشة قناة تقول أنها تخدم الموروث الشعبي الجنوبي. فلو تأملنا قليلا لوجدنا أن من يريد أن يخدم يجب عليه أن يضحي من اجل ما يسعى إليه وتقبل للرأي والرأي الأخر بدون أي تشنج فكري وإذا كان لا يملك الإمكانية لذلك فالأفضل أن يبتعد عن الساحة ويترك الأمر لمن يستطيع ذلك دون الإساءة للآخرين .

وفي الختام .. اسأل القائمين على هذه القناه أن يراعوا ما ذكرنا وهذا ليس له هدف إلا أننا نود أن يخدم الموروث الجنوبي الشعبي بطريقه علمية وحضارية ... وان نعكس تصرفاتنا سواءا أقوالا أو أفعالا لخدمة هذا البلد الكريم ... لما يمتلكه أبناء الجنوب من ثقافة وحضارة وولاء وانتماء وإخلاص في خدمة الدين والمليك والوطن .... ودمتم.

أخوكم البرق اللامع
اليوم الجمعة: 12/3/2010