الإنسان كقدر الضغط ، كلما زاد عليه الضغط تـنفّـس ، والإنسان المادي الخاوي من القيم والمبادئ عندما تشتد عليه الضغوط الإجتماعية يـتـنـفّـس نفاقاً إجتماعياً وعندما تضغطه الحالة الإقتصادية الصعبة يتحوّل إلى متملق حقير يُقدّم كلمة الباطل على كُـرّاسة الحق ، ويغيّر الليل إلى نهار ، ويجعل الحجاج بن يوسف كعُمر بن عبدالعزيز ، تجده يُقـبِّـل رأس الحاكم ويقول ( الله يخليك لنا كل الأمور على أحسن ما يرام ) وما أن يُغادر الحاكم إلى حاضرته ، حتى تجد المنافق الإجتماعي يحجز ويقول ( من يروح معي للحاكم نشتكي ) عندما يأتي الوالي في زيارة غير مفاجئة ، تجد طابور المُنافـقـين والمُطـبّـليـن والمرتزقة عن اليميـن وعن الشـمال ( يَـنهِقون تمام يا طويل العمر ) .
وعندما يُولد المولود لدينا نقول ( الله يجعله من حفظة كتاب الله ) ونحن نعلم يقيناً أن بيت الأب ملئ بالأغاني وقنوات الفجور ، ونحن نعلم يقيناً كذلك أن الظل لا يستقيم والعُودُ أعوج !
عندما يدخل المشرف التربوي على مُعلّم النفاق الإجتماعي ، يتحوّل ذلك الأسد الهصور إلى حمل وديع ، ويستحيل الجني إلى صبـيـح عكس المثل المشهور الذي يعود كما هو عند خروج المشرف من عتبة الباب ( وينقلب صـبـيح إلى جني ) ما الذي حدث ؟ إنه قدر الضغط !
قدر الضغط هذا يجعل العلماني من دُعاة الإصلاح ، ويجعل العالم الصادق مُتطرّفاً وينقلب السحر إلى ألعاب بهلوانية مُسلّية ، ويصير أكل مال اليتيم دعماً لميزانية الدولة وتستحيل الضرائب و الأتاوات إلى روافد مالية وطنية ، وتُصبح الكلمات الخطابـية إستعراضاً للنفاق والكذب ، رجلٌ يعرف الناس عنه الفجور والحفلات الغنائية نجعله مُفكّراً ومثقفاً ، وقاطع الرحم نقول ( حُطّـه على يميـنـك ) وتارك الصلاة نُعـيّـنه ( رئيساً للبلدية ) .
إن الخداع وقدر الضغط هذا ينطلي على الحمقى والمُغـفّـلين و لا ينطلي على الحقيقة !
( يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفُسَهم وما يشعُرون ) .
دمتم في خير وسعادة وحفظكم الباري .