20/08/2004, 04:27 AM
|
#5
|
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
|
المشاركات :
3,254 [
+
] |
التقييم : 311
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
التنشئة الاستبداديّة تحطّم شخصية الابن
رغم تميّز العلاقات الأسريّة في البلدان العربية بالثبات والاستقرار إلا أنّ هذه العلاقات شهدت مؤخراً تغيراً ملحوظاً، فمظاهر التنمية الاقتصادية، والهجرة الداخلية من الريف للحضر أو الخارجية، وانتشار وسائل الإعلام والاتصــال المختلفة، كلها أدّت إلى تغيّرات أســــاسـيـة في البناء الاجتماعي والنفسي الذي ارتكزت عليه الأسرة العربية، ممّا انعكس على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة.
إنّ هذه التغيرات الحديثة والمتتالية في ملامح الأسرة العربية جعلتها تتجه بقوة نحو نموذج الأسرة النووية (الأب - الأم - الأبناء) والتي أصبحت تأخذ أهميتها على حساب الأســرة الممتدة بالمفهوم الواسع الشامل للأهل والأقارب، فلم تـعـد هـذه الأســرة الممتدة جماعة مرجعية بالنسبة للأســـرة النووية، وهذا ما أفقد العــلاقــات الترابطية مع الأقــــارب أبعادها المادية والمعنوية، وكان له أثره حتى على العــلاقـــات داخـل الأسـرة النووية ومن ثم على علاقة الطفل بالأم والأب والإخوة.
تشكيل شخصية الطفل/لا شك أنّ الأسرة هي العامل الأشدّ تأثيراً في تشكيل شخصية الطفل، وتحديد معالم السلوك الاجتماعي لديه - وإن كان هناك عوامل أخرى تؤثر في الطفل اجتماعياً ونفسيّاً مثل الأصدقاء، والجيران، ووسائل الاعلام - إلا أنّ البيئة الأسريّة تظلّ لها المكانة الأولى بين هذه العوامل، حيث إنّ العلاقة الانفعالية والاجتماعية بين الطفل وأفراد أسرته تجعل منهم عناصر لها دلالة خاصة في حياته.تقوم الأسرة بدورها عن طريق ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية للطفل والتي من خلالها يكتسب العادات، والتقاليد، والتعاليم الدينية، والمعايير القيمية، اعتماداً على عوامل مثل: الثواب والعقاب، والملاحظة والتقليد، والتوحد مع الآخرين، كما سنوضح فيما بعد. وتختلف طرق التنشئة من أسرة لأخرى، حيث تنتهج بعض الأسر نهجاً قائماً على الحوار المتبادل مع الطفل، وأخذ مشاعره وآرائه بعين الاعتبار، والإصغاء إليه بحيث يمكنه التعبير عن ذاته بحرية، فهذه الطريقة التي تقوم على الديمقراطية والتسامح وتوفير جوّ من الحب والحنان تمهد الطريق للنموّ السليم وتنمية الاستقلالية، وتعزيز الثقة بالنفس. وتنهج بعض الأسر نهجاً مغايراً، يقوم على الاستبداد والتسلط ويستند إلى القمع والقسوة وغالباً ما يكون للأب دور أساسي في ذلك. ولا بــدّ أن نؤكــــد أنّ لــهـــذا النــهــج -الأخير- خطورته الجسيمة، فهذه التنشئة - التي تنبني على تطبيع الطفل للانصياع لإرادة الكبار، وتحديد قيمة الفرد بعوامل السن والجنس، لا بما يفعله من مسؤوليات أو كفاءته الخاصة كأن نجد الطفلة الأنثى، أو الذكر الأصغر سناً، هما الأكثر تعرضاً للتسلّط والقهر النفسي دون الاستناد لأيّـة عوامل أخرى موضوعية - هذه التنشئة تؤدي بالطفل إلى أحد أمرين:
إمّا قبول الطفل ما يعرض عليه، وقتل روح المبادرة والاستقلالية وخلق روح سلبية بداخله، أو ثورة الطفل وتمرده ومعارضته لكل ما يطلب منه، وقد يكون ذلك بداية الجنوح وخلق شخصية مضادة للمجتمع وكل نماذج السلطة الأبوية.
الاتجاه الاستبدادي من مخاطر هذا الاتجاه الاستبدادي في التنشئة تثبيت مشاعر الخوف في نفس الطفل، وإعاقة النموّ النفس-اجتماعي لديه بصورة سويّة، إضافة إلى انتقال ظاهرة القسوة والقمع من جيل إلى جيل، فقد أثبتت دراسات عدة أنّ من أهمّ العوامل المؤثرة في سلوك الأهل تجربتهم السابقة مع أسرهم، فالتجارب الإيجابية المليئة بالحب والعطف، تظل حاضرة في الذهن ومؤثرة عندما يصبح الطفل أباً أو أماً في المستقبل...ومن المظاهر السلبية الأخرى في التنشئة الاجتماعية، التغير المفاجئ في معاملة الأهل للأبناء في سنوات العمر المختلفة، فنجد مثلاً الأسلوب التسامحي المفرط والتدليل الزائد حتى سن الرابعة أو الخامسة، بعد ذلك يبدأ الأهل في مطالبة الطفل بالطاعة ورفض الكثير من سلوكياته عندما تتعارض مع سياق المجتمع.
ويلعب الأب دوراً رئيساً في هذه السلطة القامعة والقاسية أحياناً، يشاركه في ذلك الذكور الكبار، فبقدر ما تتسم الطفولة المبكرة بالتسامح والمرح والمرونة، تتسم الطفولة المتأخرة بالتحكم والتسلّط والقسوة، تلك الفجوة في المعاملة تضفي على الطفل - الشاب، الخجل والتشاؤم وعدم الثقة بالنفس والتردد في أخذ القرارات.
|
|
ليت عند الباب نهرا من العسل والسماء تمطر سحايسها ذهب والفرح ثوبا عسى مابه طسل والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب
|