حتى نكون خير خلف لخير سلف ؟

من حكايات الأباء والأجداد في الزمن الماضي الترحال من ديرة إلى ديرة وذلك لكسب العيش وما يلحقهم من المعاناة والمشقة .
عاشوا الأولين في عناء وتعب وفقر ولكن تغلبوا على ذلك كله بالصبر والعزيمة القوية وقبل ذلك الإيمان الصادق والنيّة السليمة والأخوّة الحميمة .
إذا رجعت بنا الذاكرة قليلا إلى الوراء لنتذكر قصص الأولين فإننا نجدنا أمام تاريخ مجيد وأصالة فريدة وحبٌ وانتماء ورجولة وحكمة وفراسة وفطنة .. حتى تجد الطفل الصغير يجيد عادات الكبار وتقاليدهم فهو المضيّف للضيف إذا كان الوالد غائبا ويرد على الضيف في علمه ويرحب ويسهّل به .
كذلك يكون الراعي لأسرته في حال سفر الأب مدة طويلة للعمل خارج قريته ، ويتعلم المسؤلية
وحسن التصرّف في كل الأمور والاهتمام بأهله وقضاء حوائجهم وأهمّ من ذلك كله إقامة الصلاة مع الجماعة في المسجد والحرص عليها والاحترام والتقدير لكل أهل القرية ومساعدتهم في شؤون الحياة .
حقيقة كانت حياة الأولين حياة الفقر والشدّة والقسوة ... لكن كان يسودها الحب والألفة والتعاون ممّا ادّى إلى ندرة الأمراض النفسية والعصبية التى نسمع عنها ونشاهدها اليوم أجارنا الله وأياكم منها ... كذلك النيّة الصافية واللسان الصادق ممّا جعلهم مجتمعٌ واحد .. امّا اليوم تفكّكٌ أسري وعلاقات اجتماعيةٌ منحلّة وظهور أشياء جديدة لم يعرف عنها الأولون شيئا .
حكايات وقصص كثيرة وحافلة عن الأولين تؤرّخ في مجلّدات وليتنا نستفيد من هذه الحكايات والقصص حتى نكون خير خلف لخير سلف .
رحم الله آبائنا وأجدادنا وموتى المسلمين والمسلمات أجمعين وجمعنا وأيّاهم في مستقرّ رحمته ورضوانه .. ودمــــــــــــــــــتم بـــــــــــــــودّ .