أسلوب التربية بالعمل والممارسة:

الدين الإسلامي ليس دين ألفاظ رنانة وطقوس وهتافات ليس لها معنى،بل هو دين عمل وتطبيق وممارسة تبين الإنسان والله تعالى خالق الكون،وما فيه وبين الإنسان ونفسه،وبين الإنسان وأخيه الإنسان،وبين الإنسان والحيوان،وحيث القرآن الكريم على أن يكون عمل الإنسان مطابقاً لأقواله،قال تعالى:{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[1]}.ويجب على المربي أن تكون أقواله مطابقة لأفعاله،وينفذ كل ما يعد الناشئ به كي يغرس الثقة بينه وبين الطفل وبالتالي يصدقه فيما يأمره به،عن عبدالله بن عامر أنه قال:" أتانا رسول الله e في بيتنا وأنا صبي،قال:فذهبت أخرج لألعب،فقالت أمي: يا عبدالله تعالى أعطيك،فقال الرسول e وما أردت أن تعطيه،قالت: أعطيه تمراً،قال:فقال رسول الله e "أما انك لو لم تفعل كتبت عليك كذبه[2]".كما ينبغي على المعلم والمربي أن يجمع في تربيته للناشئ بين الطريقة النظرية والعمل والممارسة ليكون التعليم أكثر وقعاً،وتأثيراً في النفس وأكثر فهماً وإدراكاً،وتطبيقاً في واقع الحياة،وكان الصحابة رضي الله عنهم يتبعون هذه الطريقة،عن أبن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن[3] " وعن أبي عبدا لرحمن قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي e أنهم كانوا يقترؤن من رسول الله e عشر آيات،فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعملوا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فعلمنا العمل والعمل[4] " ومن آداب الطعام الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم،ويجب أن نعلمها للناشئة منذ الصغر،التسمية عند البدء بالطعام،وأن يأكل من أمامه وباليد اليمنى. عن عمر بن أبي سلمه قال: كنت في حجر رسول الله e،وكانت يدي تطيش في الصفحة،فقال لي"يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك[5].وخير قدوة لنا في العمل والممارسة الرسول e،فعندما وصل المدينة المنورة بني مسجده بالمربد،فعمل فيه رسول الله e بنفسه ليرغب المسلمين في العمل فيه،فعمل المهاجرون والأنصار[6]
وعن أنس بن مالك قال:سمعت رسول الله e يقول وهو يناول أصحابه وهم يبنون المسجد( ألا إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرين[7] ).
لذلك على المربي والمعلم أن يشارك الناشئة في المناقشة العلمية لتنمية فكره ومعارفه وكيفية إدارة النقاش،وأن يهتم المعلم في عمله ويتقنه كي يعلم الناشئة الدقة والنظام وبالتالي حسن النتائج الشعور بتحمل المسؤولية في العمل ليغرس في النفوس حب العمل والإخلاص في العمل،وأن كل إنسان مسؤول عن عمله أمام الله تعالى{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً[8]}.التواضع وحب العمل مهما كان العمل صغيراً واستبعاد الغرور،وخير قدوة لنا الرسول e عمل في بناء المسجد ليحث الصحابة رضي الله عنهم على العمل فيه.
مع تحياتي اخوكم د/احمد صالح زارب(ابو عبدالمحسن)

[1][سورة الصف ،أية:3]

[2][ مسند أحمد ،ج3،ص447]

[3][ ابن كثير،تفسير القرآن الكريم،ج1،ص3]

[4] [ مسند احمد ،ج5،ص410]

[5]"[ صحيح مسلم بشرح النووي،ج13،ص193]

[6][ ابن هشام،السيرة النبوية،ج2،ص102].

[7] [ مسند احمد ،ج3،ص180]

[8] [سورة الكهف،أية:110]

أخوي(ابو عبدالمحسن)

يعطيك العافيه على هذا الموضوع الذي يحمل في طياته ارشادناإلى أسلوب التعامل مع الاخرين
وكيفية التعامل بيننا كمسلمين كما ارشدنا لذلك قدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فلك كل منا كل الشكر والتقدير وجعل ذلك في موازين حسناتك

الله عطيك العاافية اخوي الكريم