الحملات الأمنية تنتقل من "الصين" إلى "اليابان"

الحملات الأمنية تنتقل من "الصين" إلى "اليابان"

ضبط 2634 مجهولا بينهم 356 طفلاً و89 امرأة و79 إفريقياً في مداهمة بجازان

مجهولون يختبئون من رجال الأمن داخل المزارع

أسرة كاملة تم القبض عليها في وكر اليابان

جازان: حسين معشي

شهدت منطقة جازان أمس حملة أمنية واسعة النطاق شنتها قوات الشرطة وحرس الحدود وقوات الطوارئ الخاصة وفرق من البحث الجنائي استهدفت ثاني أكبر أوكار عصابات الفساد وتهريب البشر والمخدرات وعصابات استغلال الأطفال والدعارة في جنوب السعودية ويطلق عليه وكر "اليابان"، بعد أن انتهت الحملة الموسعة على وكر "الصين" في الأسبوع الماضي.

وتمكنت الحملة من ضبط 2634 متسللاً ومتسولاً داخل وكر اليابان بينهم 356 طفلاً و189 امرأة، كما تمكنت الحملة من ضبط 79 متسللا داخل الوكر من الجنسيات الإثيوبية والصومالية، فيما حاول عدد من المضبوطين مقاومة رجال الأمن جسديا.

وتم خلال المداهمة إتلاف كميات من الخمور المصنعة محليا وضبط كميات من القات، كما تم العثور على كميات كبيرة من الشمة مخبأة داخل حفر عميقة، تم إعدادها للترويج داخل الأسواق السعودية.

كما تم القبض على عدد كبير من النسوة اللائي يمارسن الرذيلة، والعثور على العديد من أجهزة التسجيل المتطورة والأدوات الموسيقية، وضبط أكبر عصابات تهريب الفل والتي تتولى تهريبه عبر الحدود وتنسيقه وتوزيعه على باقي المحافظات التي تتخذ من الإجازة الصيفية موسما لها.

وقام رجال الأمن بعمليات تمشيط واسعة للمزارع والأحراش الحدودية للقبض على الفارين من مداهمة الوكر، وأزالت فرق من بلدية صامطة جميع المساكن العشوائية في الوكر بالجرافات.

قاد الحملة ميدانياً اللواء أحمد القزاز، بمعاونة كل من العقيد عبدالعزيز حكمي والعقيد عبد الله عسيري والعقيد عبدالله المشيخي، وتجاوز عدد الفرق المشاركة في الحملة أكثر من 25 فرقة.

وأوضح اللواء القزاز لـ"الوطن" أن قوات الأمن نجحت في إزالة ثاني أكبر أوكار الفساد والتهريب على الحدود السعودية اليمنية، وألمح إلى المتابعة الحثيثة من سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر الذي وجه بتوفير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية لنجاح الحملات، وأضاف القزاز أن هناك تنسيقاً بين الأمن السعودي واليمني للحد من عمليات التسلل عبر الحدود وتهريب الأطفال وأنه يجري الآن تنشيط ذلك التعاون للحد من هذه الظاهرة.

ويقع وكر "اليابان" في منطقة متاخمة للحدود اليمنية، ويعتبر المحطة الأولى لتهريب البشر من المتسللين والمتسولين بعد عبورهم الحدود السعودية اليمنية.

وأقامت العصابات هذا الوكر في منطقة لا يمكن الوصول إليها إلا على الأقدام، بحيث تكون قريبة من مصادر المياه وجداول الأودية والمزارع الحدودية، وأقاموا أحياء كاملة من الصفيح، وتم تقسيم الوكر إلى قسم للعائلات وقسم للعزاب وعصابات التسول، كما تم تخصيص إحدى الساحات التي تتوسط الوكر كملهى ليلي أو مرقص للتسامر فيه مساء.

يذكر أن إدارة الأمن الوقائي في شرطة منطقة جازان كانت قد نسقت مع محافظ صامطة ومشايخ القرى الحدودية لفتح طرق مؤقتة للتغلب على صعوبة الوصول إلى الوكر، حيث تمكنت إحدى فرق البحث الجنائي من اختراق الموقع قبل بداية الحملة بعدة ساعات بعد أن تظاهروا بأنهم متسللون يركبون الدواب حتى يتمكن رجال الحملة من توجيه فرق الحملة أثناء مداهمة الوكر، وبدأت الحملة في الساعة الرابعة من عصر أول من أمس واستمرت حتى الساعة الثانية من صباح أمس.