صقر الجنوب هنا متابعة ردع القوات السعودية للمتمردين الحوثيين اولا باول تابعونا

حربها مع الحوثيين ومع نزوح الآلاف

خبراء ومحللون: السعودية لن تواجه أزمات إنسانية في إيواء النازحين






نازحون ينزلون أغراضهم جازان (السعودية) - محمد يحيى
أدت الحرب التي تقوم بها السعودية ضد اعتداء الحوثيين على اراضيها، الى نزوح المئات من المدنيين لأسباب مختلفة قد تكون أمنية، وقد تكون استباقية ذاتية خشية التعرض للأذى والقتل.

وبعد التطورات الأخيرة على أرض الميدان وإعلان محافظة الحرث منطقة عسكرية مما يعني النزوح الكامل لأهالي 240 قرية وضرورة توفير بدائل لسكنهم سواء مخيمات إيواء أو غيرها، بدأت بعض الأسئلة تثور ومن خلال الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عن النازحين، وهل ستكون هناك بوادر كارثة إنسانية قد تنتظر هؤلاء النازحين رغم الجهود الحثيثة لجهات معنية بالإنقاذ المدني لاحتواء الوضع، خصوصا مع قرب دخول فصل الشتاء وهو ما يتوقع معه كالمعتاد انتشار الأمراض الناتجة عن تغير الأجواء وأكثرها حضورا أمراض الرشح والأنفلونزا بالإضافة للزائر الثقيل الجديد وباء انفلونزا الخنازير.



أطفال نازحون أمام خيمتهم
وربما يأتي التحذير الأخير للجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة دخول فصل الشتاء على آلاف المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع أو المضطرين إلى النزوح مؤكدا على عدة أمور حيث قالت من ضمن ما تعرضت له عن أوضاع النازحين في مختلف أنحاء العالم أنه "إذا كان الناس في مناطق الحرب منشغلون بسلامتهم في المقام الأول، فإنه يتعين عليهم أيضاً أن يناضلوا من أجل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى، حيث أن النزاع يعرض حياتهم للخطر أكثر فأكثر".

النازحون من القرى السعودية على الحدود من اليمن ينطبق عليه نفس الحال، فهم تفاجأوا بالوضع الجديد رغم توقعات مسبقة، إلا أنها لم تكن متوقعة بهذه السرعة، كما أن الخيارات التي أمامهم كانت محدودة وقتها وطلب منهم الانضمام لمخيمات كانت تحت الإنشاء في البدايات.

حول ذلك يقول الخبير العسكري العميد عمرو العامري لـ"العربية.نت" عن الوضع وتوقعاته المستقبلية "من المستبعد حدوث ذلك في السعودية والحمدلله فهي مقتدرة على منع ذلك ولن تتأخر. النزوح مؤسف ويحتاج استعدادات عاجلة فعلا. قد يكون الوضع مفاجئ للطرفين ولكنه قد يكون أيضا للضرورات عسكرية ويجب الاستجابة لها بشكل كامل فأمن الوطن فوق كل شيء".

وعن رؤيته يقول "العامري": شخصيا لا أتوقع أن تواجه السعودية أية مشاكل فلديها الاستعدادات الكافية وتستطيع توفير كل ما يحتاجه النازحون وعلى هؤلاء أن يتحلوا بالصبر فلا شيء يتم خلال ساعة أو ساعتين واستبعد تماما أن تكون هناك حاجة لتدخل منظمات إغاثة دولية سواء إنسانية أو غيرها. أما تقرير الصليب الأحمر فهو تقرير اعتيادي ومخاوف متوقعة بنيت على مقارنة غير واقعية بين واقع السعودية ودول أخرى لديها مشاكل كثيرة أهمها اقتصادية تتسبب في حدوت أزمات إنسانية".

أسرة نازحة
فيما يرى المقدم (متقاعد) محمد الحكمي أن " الوضع مطمئن ولا يبعث على القلق ونحن كسعوديين على استعداد حتى لاستضافة النازحين في بيوتنا لو اضطر الأمر فهم إما ضيوف أو أقارب.

ومن ناحية فلا أعتقد أن النازحين سيواجهون أي تهديدات في الإغاثة والنقص للمؤن وغيرها فكل شيء كما شاهدنا مجهز ومكتمل ومع الأيام ستضيف الجهات المشرفة المزيد من التجهيزات لا أرى أن ثمة مشاكل في الأفق في هذا الأمر، ولن يطول الأمر وسيعودون لديارهم قريبا إن شاء الله".

من جهة أخرى قال لـ"العربية.نت" أحد العاملين في هيئات الإغاثة في المخيمات "في البداية كان الوقت يمثل مشكلة حقيقية والنازحون يتوافدون بسرعة لذا حصل بعض التقصير في البداية في التجهيزات ولكن تم توفير الكثير من الأساسيات وهذه الأيام أعتقد لا ينقصهم شي ولديهم أيضا خيارات أخرى غير المخيم، مثل السكن في الشقق حسب المتوفر وهذا قد يجرهم إلى محافظات بعيدة قليلا لوجود أزمة سكنية بسبب ذلك".

فيما أكد أحد أعضاء لجنة المالية الممولة المباشرة لتجهيزات الإيواء والتخييم "قريبا ستصرف معونات مالية، كما يتم تسكين من يرغب في المخيم أو في العقار حسب رغبته وحسب المتوفر، وهناك لجان مشكلة وتتابع يوميا ولا تتساهل. لن نواجه مشاكل، ومع تحسن الأحوال ستكون الحياة طبيعية للجميع الذين عليهم أن يدركوا أن هذه ظروف حرب ولها اعتباراتها والتكاتف فيها مطلوب".

وقد التقت "العربية.نت" عدداً من النازحين، ويقول (أ.ع) من قرية مجدعة (أقصى الحدود) "خرجنا باكرا ومع أولى التحذيرات، أسرتنا كبيرة وبالتالي كان المخيم مزعجا لنا لضيقه ولأنه في البداية لم يكن جاهزا تماما بعكس الآن، لكن على القائمين على التسجيل والمخيم الصبر على ما يواجهون من ازدحام ومطالبات. ليس سهلا على أحد أن ينتقل من بيته المجهز إلى خيمة بسيطة تقف بجانبها سيارته موديل 2009 هذه المفارقة بحد ذاتها مؤلمة كثيراً ..".

ويضيف حسين محمد من قرية (الغاوية) بالقرب من مخيم (البيضاء) "جئنا متأخرين وطلبوا منا الانتظار للتسجيل حتى يتم التجهيز لكنني وأسرتي لم نستطع الصبر ففكرت أن أذهب للاستئجار، ومادامت هناك معونات مالية ستعطى فلن نواجه مشكلة، لكنني الآن بين نارين أدفع الإيجار والمعونات المالية لم تدفع حتى الآن شخصيا لم أحصل على شيء وربما أعود للمخيم في محافظة أحد المسارحة".

أما (م.ع)، الذي كان يفترش الأرض أمام خيمته، فقال لـ "العربية.نت": نحن مستعدون للصبر وحتى القتال في سبيل الوطن، هذه الحالة مزعجة قليلا لكننا سنعتاد عليها، نريد المساعدات المالية بسرعة، هذه الأيام الأجواء جيدة ولطيفة لكن ماذا عن الأيام القادمة لو طالت الفترة؟ وكيف لو ازدادت الأعداد؟.

الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم السعودية قررت السماح لأبناء النازحين بالدراسة في أي مدرسة من مدارس السعودية، بعد أن تسببت أحداث الجنوب في تعطيل الدراسة منذ اليوم الأول لها.