صقر الجنوب هنا متابعة ردع القوات السعودية للمتمردين الحوثيين اولا باول تابعونا

هدوء حذر في جميع الجبهات وتكهنات بتنصل الحوثي من الآليات


الأحد, 07-فبراير-2010 - 01:39:59
- خاص/ صنعاء - قالت مصادر "نبأ نيوز" أن تراجعاً كبيراً في حدة العمليات العسكرية ساد منذ مساء أمس جميع محاور القتال في صعدة والملاحيظ وسفيان والجوف والشريط الحدودي للمملكة العربية السعودية، تخللته بعض الأحداث "المحدودة" لتبادل اطلاق النار، وصاحبه حذر شديد من قبل القطعات العسكرية من احتمالات شن هجمات حوثية "غادرة" اعتاد على مثلها الحوثيون في مثل هذه الظروف.

وعزت المصادر ذلك الهدوء إلى ما كشفه أمس السبت المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الارياني من آليات لوقف الحرب تم إرسالها عبر وسيط ثالث إلى قيادة التمرد، وبانتظار الموافقة عليها أو رفضها، وهو ما قال الارياني بأنه بمجرد موافقة الحوثيين عليها سيتم وقف العمليات العسكرية.

مصادر سياسية يمنية في صنعاء ذات انتماءات حزبية متعددة شككت في إمكانية نجاح المساعي الحالية لانهاء الحرب في صعدة، وأعربت عن قلقها من أن الحوثيين قد يعلنون في ردهم الأول على الآليات "موافقتهم المبدئية"، وذلك كي لا تفوتهم فرصة الترويج الاعلامي لأنفسهم أمام الرأي العام الخارجي كسعاة للسلام، إلاّ أنها توقعت أنهم سيتنصلون من تنفيذ أياً من البنود الواردة في الشروط الستة، وسيختلقون عشرات الذرائع التي تضع الجانب الحكومي واللجان المشكلة موضع التشكيك، بأنه المسئول عن عرقلة التنفيذ.

وترجع هذه المصادر تكهناتها في تنصل الحوثيين الى قولها بأن الحوثيين "لا يمتلكون أي أجندة سياسية" ليفاوضون الدولة بشأنها، ولم يسبق لهم أن عرضوا مثل تلك الأجندة في أطروحاتهم، وبالتالي فإنهم يرون ان الشيء الوحيد الذي يكفل حماية نفوذهم هو وجودهم المسلح على الجبال، وفي مختلف مفاصل عدداً من المديريات التي ليس فيها أي تواجد للسلطات الحكومية.. في الوقت الذي تشترط الدولة– وفقاً لما ذكره الدكتور الارياني- فتح الطرقات أولاً وتأمين الوصول الى مختلف الأرجاء اليمنية سواء في المناطق "المغلقة" لتنظيماتهم أو غيرها التي تشهد صراعاً مع الدولة.

كما تذهب هذه المصادر إلى التشكيك بالنوايا الحوثية، كون الحوثيون– على حد قولها- "لا يمتلكون خياراتهم الخاصة، وإنما ينفذون خيارات أطراف خارجية تقف وراء تسليحهم، والتمويلات الهائلة التي بذختها عليهم"، وبالتالي فإن الأمر مرهون بإرادة تلك الأطراف التي قد لا تلتقي مع الارادة اليمنية للسلام، خاصة في ظل غياب أي رؤيا واضحة للأهداف الحقيقية من وراء حرب صعدة.

وتعتقد المصادر السياسية إن الحوثيين لم يعلنوا موافقتهم على الشروط الستة إلاّ كجزء من مناورتهم الاعلامية التي يحترفون لعبتها، وإذا ما وافقوا على الآليات المطروحة- رغم كل الاختلالات التي فيها- فإنها لن تكون اكثر من (استراحة محارب) يستنفذون من خلالها المزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم، ومراجعة حساباتهم، وتداول فرصهم المحتملة، ثم قلب الطاولة مجدداً..

فالحوثيون في النهاية ليسوا دولة، ليعاب عليها نكثها العهود، وخرق المواثيق والاتفاقات.. وإنما هم ثلة من العصابات التي لا تعترف بقانون، ولا قيم إنسانية، ولا ثوابت وطنية، ولا حتى أعراف قبلية.. وإنما دستورها الوحيد هو البندقية، وبربرية العنف...

وإلاّ فزعيم التمرد الذي لم يبلغ بعد الـ29 من عمره, وبالكاد أكمل الشهادة الثانوية، وجبال صعدة الصماء لا تلهم أحداً بعلم، أو خبرة، أو معرفة..!