كنزٌ فيه هداية ووقاية

كم من الناس يفتقد لذلك الكنز ؟ كم من الناس بدونه ضاعت مكانتهم ؟ بل ضيعوا كل ما كان يمكن أن يكون . هذا الكنز رفع أفراد ،وجماعات ،ودول إلى منزلة تفوق الخيال ،بفضل الله ثم بفضل ذلك الكنز . هذا الكنز هبة من الله لخلقه ، كي يدرك ويعقل الأمور . البعض يحسن استخدامه والبعض يستخدم ذلك الكنز في ما يرضي عدوه . يعتقد هو أنه المستفيد ، لكن النتائج سلبية لصالح ذلك العدو . كم من الأفراد بفضل ذلك الكنز وبعد توفيق الله وصلوا إلى مكانة تقدير واحترام من الآخرين ، كم كان لذلك الكنز من دور في رقي جماعات جُمعت كنوزهم لتكوّن كنزٌ واحد . كم من الأمم استطاعت وهيأت لشعوبها مكانة بين الآخرين .
هذا الكنز ثروة معك ومع غيرك أن سلم العبث به . يهديك سبل السلام ،ليوصلُك إلى عالمٍ يٌعجّ بالمفخرة والعزة لك ولغيرك . اسمعوا قول الحق تبارك وتعالى :{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269
يتظاهر البعض بوجود ذلك الكنز معهم ، بل يصدقه البعض والبعض يطبل خلفه ، نفاق ممّن لا كنز لهم . كل يوم له رأي ، ومع كل باكية وا يباه . مسكينٌ ذلك الفاقد لكنزه ، قد لا يرى شراك نعله ، رغم أن بصره 6/6 . ولكن اسمعوا قول الله فيهم : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179 .
في زمنٍ نحن بحاجة إلى جزء بسيط من ذلك الكنز ،إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه . يحسبون أنهم أحسن من يمتلك ذلك الكنز ، وأن كنزهم لهم ولغيرهم ، لا يدرون أن مستودع كنوزهم على عروشها خاوية . كل أمر يسلكه ذلك الفاقد يعتقد أنه على حق وصواب ، لا يدري أن الكنوز كثيرة ، لكن من أين لي كنزٌ صُقل فيه كل مفيد .؟ اسمعوا قول الله فيهم : {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104.
لم تكن الشهادات العليا وحدها تمتلك لمثل ذلك الكنز ، رجال قضوا نحبهم لا يمتلكون شهادة ، لكنهم يمتلكون كنز ، بل كنوز استطاعوا بها الوصول إلى الهدف ، وأوصلوا من معهم .
اعتقد أن الجميع هنا عرف ما هو ذلك الكنز .؟ وكم هو ثمينٌ .؟ إنه كنزٌ فيه هداية ووقاية
بقلم
د/ محمد الموسى