اخواني رواد منتدى رباع الشامخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحو لي في اول مشاركه لي معكم بعد ان كنت اتابع منتداكم عن كثب اريد ان استنتج شي يقنعني بعدم الاقدام على كتابة هذا الانتقادالصريح ولاكن دون جدوى فانتظاري طويلا وتمعني فيما طرح ولايزال يطرح في منتداكم اومنتديات غيره لم ترشداني لاجد ظالتي التي ابحث عنها لاسيما انني ركزت على منتداكم دون غيره لانه يحمل اسم علمي كبيرالا وهو الاكاديميه فارجوا من القائمين على هذا الصرح ان ينظرو لطرحي هذا بكل تعقل وموضوعيه بعيدا عن العاطفة والتعصب وان لم يستطيعوا ذلك فليعرضوه على الاكاديميين من اساتذه وباحثين مختصين او لهم درايه عن هذا الموروث فالمنطقه الجنوبيه عامه ومنطقة الباحه خاصه تزخر باصحاب الدرايه من امثال هولاء وللعلم ياخوان فانا جنوبي وولدت وترعرعت في الجنوب واحب العرضه وقد اللفت قصائد قديما في العرضه ربما مقلدا لبعض الشعراء الاعلام في هذا اللون وربما لملكة شعريه امتاز بها وانا لا ادري ولاكن قناعاتي تراجعت بعد كثير من البحث والتمعن والتدقيق فانا لم اعد اقتنع بهذا الموروث المسمى شعر العرضه والسبب ان الشعر العربي على مر عصوره ، واختلاف طبقاته ، لم يعرف ما يسمى بشعر العرضة الذي هو أشبه بالهذيان وأقرب لتبادل الأحاديث الملحنة على إيقاع ( الزير) الصاخب.
نعم .. قد يكون تراثًا ، ولكنَّه ليس شعرًا ، فالشعر معروف منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحديث بأنه الكلام الموزون المقفى الذي يحمل معنى . فلا يكون الشعر شعرًا حتى يكون على وزن وقافية ويحمل فكرة ومعنى ويكون ذا مضمون وفكرة.
والمتأمل لشعر العرضة لا يجد وزنًا ولا قافية ، وإن وجد الأول فلن يجد الثاني ، والعكس أيضًا ، ناهيك عن المعنى المفقود أحيانًا ، فالشاعر يحاول تطويع قافيته كيفما اتفق ، المهم أن يجعلها موافقة للحن ، حتى وإن رمى بمعنى الكلمة جانبًا واكتفى بشكلها المجرد .
نرى الكثيرين من محبي هذا الهذيان يطربون للحن ويتمايلون مع صوت المستشعر طربًا ، ومن يقرأ لهؤلاء فلن يجد وزنًا ولا قافية ، وأتحدى من يثبت عكس ذلك ، ودونكم النت ، ابحثوا ونقبوا عن قصائد هؤلاء ، فلن تجدوا في جعبتهم إلا الغثاء الذي تملُّه الذائقة السليمة .
من يعرف الشعر الصحيح يعرف بأن وزن البيت بل وزن الشطر الواحد قد يختل لزيادة حرف أو نقصان حرف متحرك ، ومن قرأ كتابًا واحدًا في العروض يدرك ذلك جيدًا. على النقيض تمامًا تسمع وتقرأ لهؤلاء المستشعرين فتجد الزيادات في البيت الواحد تصل إلى كم غير بسيط من الأحرف المتحركة .
قد تكون حروفي تجري بعكس سفينتكم ، وتخالف التيار ، ولكن ... دع عنك أقوالهم وضع قصائدهم في الميزان الصحيح ، حينها ستعلم أن هؤلاء يقتاتون على السذج، فقد أصبح لهم المكاتب والمنسقين من أجل حلب الراكضين خلفهم حتى الدم .
مشكلتنا أننا اعتدنا بعض الأمور في حياتنا وتوارثناها وهي ليست بالصحيحة ، فالطفل يذهب مع أبيه ليحضر احتفالأ ، ويرى أباه يستمع ويطرب مع هذا المستشعر ، ويتراقص طربًا مع هذا الفاتن الذي يسمى (الزير) – أقول يراه – فينشأ على هذا الأمر ويتشرب ما كان عليه آباؤه من وهم ويقتنع بأن هذا هو الشعر الحقيقي الذي يلامس المشاعر ويأخذ السامع إلى هناااااك ... حيث النشوة الزائفة . فيعيش المسكين على أوهام القصائد الخالدة .
كن عاقلاً ... وضع الأمور في نصابها ، ولا تكن معهم فتسمي الأمور بغير مسمياتها ، ولا تأخذك العاطفة فيموت منك العقل . ما يقال في العرضة لا يسمى شعرًا، ومن قال لك غير ذلك فقد استخف بك .
اخيراأقول : هذا مبلغ علمي .... وليس من الضروري أن تؤمن بما أقول ولكن من الضروري أن تحترم ما أقول ، فالعقول تختلف في إدراكها للأشياء ، وهذه هي سنة الله سبحانه وتعالى .