رحاب الرحمن
03/02/2008, 06:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
للحوار أهمية كبيرة ..
والهدف منه إقامة الحجة ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي ، وهو تعاون بين المتحاورين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق .
وهو يحقق حاجة الإنسان للاستقلالية وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين .
ومن جهة أخرى تزداد أهمية الحوار في ظل المتغيرات العالم العلمية والمعرفية ، الذي أوجد فجوة دائمة ومستمرة بين ما يمتلكه الفرد من معلومات ومعارف وبين آخر ما توصل إليه العلماء في هذا المجال .
ومن أهداف الحوار :
• إيجاد حل وسط يرضي الأطراف .
• التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى .
• تقريب وجهات النظر بين المتحاورين .
• الخروج بتوصيات مفيدة ترضي جميع المشاركين في الحوار.
• الاستماع لوجهات النظر المختلفة .
• القضاء على الخلافات المذهبية في المجتمع عن طريق الحوار .
لكي تكون محاورا ناجحا ومتميزا ..
• التعبير بشعورك عن أنا وليس أنت ، فتحدث عن نفسك بدلا من الحديث عنه هو .
• أعد صياغة أنا وأنت لتصبح نحن ، فإنها تخلق جوا من التكاتف بين الطرفين بتوجيه اهتمامهما معا إلى المصالح المشتركة .
• التشبث بشعرة معاوية ، ونعني بذلك المرونة والحكمة ، بحيث يشد تارة ويرخي تارة أخرى .
• إقفال المناقشة : و هو أصعب جزء في الحوار فعندما يكون النقاش مع الآخرين تضييعا للوقت وتبديدا للجهد ، عند ذلك يفضل إقفال المناقشة بطريقة لبقة وذكية ، تشعر الآخرين أنه لم ينسحب عجزا أو يترك المناقشة هزيمة .
• القدوة الحسنة : كن قدوة حسنة فيما تدعو إليه من أفكار وآراء حتى تكون ذا تأثير على الآخرين .
• النهاية المؤثرة : لخص عناصر موضوعك ، والدعوة إلى عمل شيء ما مع الدعوات القلبية ، وتقديم الشكر للمستمعين ( القراء ) ومن الروعة أن تترك المستمعين ( القراء ) ضاحكين ، وذلك بعد اختيار اللحظة المناسبة .
• التركيز على الرأي لا صاحبه ، فيركز المحاور على الرأي والمخالفة بغض النظر عن صاحبهما ، وينبغي عدم التجريح .
• ولا تنس أن كلماتك عندما تخطئ في المقصود منها ، فإنك يمكن أن تصححها .
كيف تحاور .. ؟
الحوار ليس بالكلمة الدخيلة على مجتمعنا بل هي أصيلة في حضارتنا الإسلامية ، قال تعالى : (( قال له صاحبه وهو يحاوره )) ( الكهف : 27)
إذا أردت أن تكون محاورا ناجحا تجيد الحوار بأساليب جيدة ، فعليك إتباع الأساليب التالية :
1. الالتزام بالقول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
2. استعد بشكل جيد حتى لا تكون – وأنت تحاور – كحاطب ليل، أو كضال في صحراء .
3. لا تبق على طراز واحد ، فالبعض لا يراعي مستوى من يخاطبهم ، ويتعامل مع جميع الناس على طراز واحد ، فيكون كلامه غير مقنع ، وردوده غير مجدية ، فتزيد الطين بلة وتفسد أكثر مما تفسد ؛ لذلك روي عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسوله )
4. اتفق مع خصمك على أصل يرجع إليه في حالة الاختلاف على مسألة وردت في الحوار تكون الفيصل الذي يستند إليه المحاورون .
5. كن ربانا ماهرا ، الحوار يموج ويضطرب أشد من موج البحر في يوم عاصف ، فإن لم يكن المتحاوران أو أحدهما ربانا ماهرا يمنع الاستطراد والاستئثار بالحديث ، غرقت سفينة الحوار في بحر النقاش العقيم !
6. عليك بالعقل والمنطق ، روي أن رجلا من المسلمين كان يتهم عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه يهودي ، وحاول المسلمون أن يقنعوه أنه مسلم ، فما استطاعوا ، فجاء له الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – فقال له : جئتك خاطبا ، فقال : من ؟ قال : ابنتك ، قال : لمن ؟ قال : لرجل شريف عفيف صالح منفق كريم ، صوام بالنهار ، قوام بالليل ، فقال الرجل : فيما دون ذلك مقنع ، فقال أبو حنيفة : ولكن فيه عيب واحد ، فقال الرجل : وما هو ؟ قال أبو حنيفة : إنه يهودي ، فقال الرجل : يغفر الله لك يا أبا حنيفة أتريد أن أزوج ابنتي من يهودي ؟! فقال أبو حنيفة : نعم لقد زوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – ابنته من يهودي ، وهو عثمان ، فانتبه الرجل واقتنع ، وقال : أستغفر الله ، إن عثمان مسلم ، وليس يهوديا .
7. احمل راية الرفق والحنان ، جامل الناس تكسب ود الجميع ، وهذا الأسلوب غاية في تهيئة النفوس لتلقي العلم وحسن الانتفاع بالمناظرة .
جامل الناس تحز رق الجميع =رب قيد من جميل وصنيع
عامل الكل بإحسان تُحب=فقديما جمل المرء الأدب
8.ابدأ بنقاط الاتفاق ، عند البدء في الحوار تجنب عرض نقاط الاختلاف ؛ لأنه يوقف الحوار من أوله !
آداب الحوار :
• الإخلاص والتجرد .
• الإصغاء وحسن الاستماع .
• الابتعاد عن التعصب .
• الالتزام بالقول الحسن وتجنب منهج التحدي والانتقام .
• الاستشهاد بالقصص بأسلوب جذاب .
• استعمل الكلمات الإقناعية : ( جديد .. مجرب .. فعال .. الخ ) .
• لا تستخدم عبارة ( يجب عليك القيام بـ ........ ) .
• الالتزام بوقت محدد في الكلام .
• تقدير الخصم واحترامه .
• التركيز على الفكرة لا صاحبها .
• عدم اتهام النيات .
• الأمانة والصدق .
• إذا كنت مستعجلا اعتذر ، وحدد موعدا آخرا .
• إنهاء الحوار بأدب ولباقة .
• اللباقة : ( أن تقول أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها )
أنواع الحوارات :
1. الحوار بين الشباب والشيوخ : يطلق على هذا الحوار ( صراع الأجيال )
2. حوار الاستزادة من المعلومات والثقافة : نجد متحاورين يهدفون إلى زيادة معلوماتهم وإثراء ثقافتهم ، برغبة تنم عن حب الفكر ، وعشق الحقيقة ، والعمل على استمرار التعلم دون كلل أو ملل .
3. حوار الحقيقة ( البحث عن الحقيقة ) : وهذا رجل العلم بمفهومه الحقيقي !
4. الحوار المنتج للأفكار : وهو الحوار المفيد الهادف للوصول إلى الحقيقة ، أو اكتشاف جوانب جديدة وتقديم أفكار بناءة .
_______________________________
(( منقــــول ))
تلخيص واختصار من كتاب : قواعد ومبادئ الحوار الفعال ..
إعداد : عبد الله بن عمر الصقهان
محمد بن عبد الله الشويعر
مراجعة وتقديم : د. فهد بن سلطان السلطان
الناشر : مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني – الرياض 1427 هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
للحوار أهمية كبيرة ..
والهدف منه إقامة الحجة ودفع الشبهة والفساد من القول والرأي ، وهو تعاون بين المتحاورين على معرفة الحقيقة والتوصل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطريق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق .
وهو يحقق حاجة الإنسان للاستقلالية وحاجته للمشاركة والتفاعل مع الآخرين .
ومن جهة أخرى تزداد أهمية الحوار في ظل المتغيرات العالم العلمية والمعرفية ، الذي أوجد فجوة دائمة ومستمرة بين ما يمتلكه الفرد من معلومات ومعارف وبين آخر ما توصل إليه العلماء في هذا المجال .
ومن أهداف الحوار :
• إيجاد حل وسط يرضي الأطراف .
• التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى .
• تقريب وجهات النظر بين المتحاورين .
• الخروج بتوصيات مفيدة ترضي جميع المشاركين في الحوار.
• الاستماع لوجهات النظر المختلفة .
• القضاء على الخلافات المذهبية في المجتمع عن طريق الحوار .
لكي تكون محاورا ناجحا ومتميزا ..
• التعبير بشعورك عن أنا وليس أنت ، فتحدث عن نفسك بدلا من الحديث عنه هو .
• أعد صياغة أنا وأنت لتصبح نحن ، فإنها تخلق جوا من التكاتف بين الطرفين بتوجيه اهتمامهما معا إلى المصالح المشتركة .
• التشبث بشعرة معاوية ، ونعني بذلك المرونة والحكمة ، بحيث يشد تارة ويرخي تارة أخرى .
• إقفال المناقشة : و هو أصعب جزء في الحوار فعندما يكون النقاش مع الآخرين تضييعا للوقت وتبديدا للجهد ، عند ذلك يفضل إقفال المناقشة بطريقة لبقة وذكية ، تشعر الآخرين أنه لم ينسحب عجزا أو يترك المناقشة هزيمة .
• القدوة الحسنة : كن قدوة حسنة فيما تدعو إليه من أفكار وآراء حتى تكون ذا تأثير على الآخرين .
• النهاية المؤثرة : لخص عناصر موضوعك ، والدعوة إلى عمل شيء ما مع الدعوات القلبية ، وتقديم الشكر للمستمعين ( القراء ) ومن الروعة أن تترك المستمعين ( القراء ) ضاحكين ، وذلك بعد اختيار اللحظة المناسبة .
• التركيز على الرأي لا صاحبه ، فيركز المحاور على الرأي والمخالفة بغض النظر عن صاحبهما ، وينبغي عدم التجريح .
• ولا تنس أن كلماتك عندما تخطئ في المقصود منها ، فإنك يمكن أن تصححها .
كيف تحاور .. ؟
الحوار ليس بالكلمة الدخيلة على مجتمعنا بل هي أصيلة في حضارتنا الإسلامية ، قال تعالى : (( قال له صاحبه وهو يحاوره )) ( الكهف : 27)
إذا أردت أن تكون محاورا ناجحا تجيد الحوار بأساليب جيدة ، فعليك إتباع الأساليب التالية :
1. الالتزام بالقول الحسن ، وتجنب منهج التحدي والإفحام .
2. استعد بشكل جيد حتى لا تكون – وأنت تحاور – كحاطب ليل، أو كضال في صحراء .
3. لا تبق على طراز واحد ، فالبعض لا يراعي مستوى من يخاطبهم ، ويتعامل مع جميع الناس على طراز واحد ، فيكون كلامه غير مقنع ، وردوده غير مجدية ، فتزيد الطين بلة وتفسد أكثر مما تفسد ؛ لذلك روي عن علي – رضي الله عنه – أنه قال : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ، أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسوله )
4. اتفق مع خصمك على أصل يرجع إليه في حالة الاختلاف على مسألة وردت في الحوار تكون الفيصل الذي يستند إليه المحاورون .
5. كن ربانا ماهرا ، الحوار يموج ويضطرب أشد من موج البحر في يوم عاصف ، فإن لم يكن المتحاوران أو أحدهما ربانا ماهرا يمنع الاستطراد والاستئثار بالحديث ، غرقت سفينة الحوار في بحر النقاش العقيم !
6. عليك بالعقل والمنطق ، روي أن رجلا من المسلمين كان يتهم عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أنه يهودي ، وحاول المسلمون أن يقنعوه أنه مسلم ، فما استطاعوا ، فجاء له الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – فقال له : جئتك خاطبا ، فقال : من ؟ قال : ابنتك ، قال : لمن ؟ قال : لرجل شريف عفيف صالح منفق كريم ، صوام بالنهار ، قوام بالليل ، فقال الرجل : فيما دون ذلك مقنع ، فقال أبو حنيفة : ولكن فيه عيب واحد ، فقال الرجل : وما هو ؟ قال أبو حنيفة : إنه يهودي ، فقال الرجل : يغفر الله لك يا أبا حنيفة أتريد أن أزوج ابنتي من يهودي ؟! فقال أبو حنيفة : نعم لقد زوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – ابنته من يهودي ، وهو عثمان ، فانتبه الرجل واقتنع ، وقال : أستغفر الله ، إن عثمان مسلم ، وليس يهوديا .
7. احمل راية الرفق والحنان ، جامل الناس تكسب ود الجميع ، وهذا الأسلوب غاية في تهيئة النفوس لتلقي العلم وحسن الانتفاع بالمناظرة .
جامل الناس تحز رق الجميع =رب قيد من جميل وصنيع
عامل الكل بإحسان تُحب=فقديما جمل المرء الأدب
8.ابدأ بنقاط الاتفاق ، عند البدء في الحوار تجنب عرض نقاط الاختلاف ؛ لأنه يوقف الحوار من أوله !
آداب الحوار :
• الإخلاص والتجرد .
• الإصغاء وحسن الاستماع .
• الابتعاد عن التعصب .
• الالتزام بالقول الحسن وتجنب منهج التحدي والانتقام .
• الاستشهاد بالقصص بأسلوب جذاب .
• استعمل الكلمات الإقناعية : ( جديد .. مجرب .. فعال .. الخ ) .
• لا تستخدم عبارة ( يجب عليك القيام بـ ........ ) .
• الالتزام بوقت محدد في الكلام .
• تقدير الخصم واحترامه .
• التركيز على الفكرة لا صاحبها .
• عدم اتهام النيات .
• الأمانة والصدق .
• إذا كنت مستعجلا اعتذر ، وحدد موعدا آخرا .
• إنهاء الحوار بأدب ولباقة .
• اللباقة : ( أن تقول أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها )
أنواع الحوارات :
1. الحوار بين الشباب والشيوخ : يطلق على هذا الحوار ( صراع الأجيال )
2. حوار الاستزادة من المعلومات والثقافة : نجد متحاورين يهدفون إلى زيادة معلوماتهم وإثراء ثقافتهم ، برغبة تنم عن حب الفكر ، وعشق الحقيقة ، والعمل على استمرار التعلم دون كلل أو ملل .
3. حوار الحقيقة ( البحث عن الحقيقة ) : وهذا رجل العلم بمفهومه الحقيقي !
4. الحوار المنتج للأفكار : وهو الحوار المفيد الهادف للوصول إلى الحقيقة ، أو اكتشاف جوانب جديدة وتقديم أفكار بناءة .
_______________________________
(( منقــــول ))
تلخيص واختصار من كتاب : قواعد ومبادئ الحوار الفعال ..
إعداد : عبد الله بن عمر الصقهان
محمد بن عبد الله الشويعر
مراجعة وتقديم : د. فهد بن سلطان السلطان
الناشر : مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني – الرياض 1427 هـ