نواف بيك البريدية
19/11/2009, 05:13 PM
أضعف الإيمان - أرامكو هي الحل
داود الشريان
اختيار شركة «ارامكو» لتأسيس وتنفيذ والإشراف على جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، رغم وجود وزارة التعليم العالي، خلق جدلاً واسعاً بين النخب في السعودية، ووصل الى وسائل الإعلام، وكتب فهد سعود في صحيفة «إيلاف»، تحقيقاً صحافياً بعنوان «الأصوات تعلو في السعودية: أرامكو هي الحل!»، نقل فيه وجهة نظر الأصوات السعودية التي ترى ضرورة ان تتولى شركة «أرامكو»، « قيادة التنمية وتطوير أدوات المؤسسات، في مقابل الفكر التقليدي الذي يعصف بالمؤسسات العامة والهيئات الأكاديمية التقليدية، الذي يراه الكثيرون السبب الأساسي في تراجع التنمية في كل جوانب الحياة في السعودية».
لا شك في ان ارامكو نشرت ثقافة غير معهودة في السعودية، وهي العمل بصمت، فهي أنجزت الجامعة العملاقة خلال وقت قياسي من دون تصريح واحد، وفي مقابل هذا الإنجاز الحقيقي تقوم الهيئة العامة للاستثمار بالحديث عن المدن الاقتصادية منذ سنوات، وتنفق الملايين على الحملات الإعلانية، رغم انها لم تنجز سوى مبنى الإدارة في مدينة واحدة، والأمثلة في تحويل الأعمال الروتينية الى إنجازات وتضخيم الذات اكثر من ان تحصى.
الحماسة لشركة ارامكو جاءت أيضاً في مقال كتبه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ونشر يوم الثلثاء الماضي في جريدة «الوطن»، ناشد إدارة الحكم المحلي، والمؤسسات الحكومية الاستفادة من تجربة ارامكو، وهي المرة الأولى التي يصدر نقد مباشر وجريء لأسلوب الإدارة الحكومية، من مسؤول في مكانة خالد الفيصل، ما يعني ان ثمة قناعة رسمية وشعبية بأن السعودية تواجه أزمة إدارية تهدد مستقبل التنمية.
رئيس جامعة شيكاغو السابق، والاقتصادي الأميركي المعروف، ميلتون فريدمان، قال ذات يوم «لو كلفت الحكومة الفيديرالية بالمسؤولية عن صحراء رملية سيكون هناك نقص في الرمال في غضون خمس سنوات». والحقيقية ان الإدارة الحكومية في السعودية تكاد تجعل من الرمل بضاعة نادرة، حتى أصبح البلد يواجه أزمات في الماء والكهرباء، فضلاً عن تدني مستوى خدمات التعليم والصحة، لكن الحل ليس في ارامكو، فهذه الشركة العملاقة لا تملك عصا موسى، والحل هو في الخصخصة، ومعاودة الانفتاح على العالم في التجارب الإدارية، وشركة ارامكو التي أسسها الأميركيون في ثلاثينات القرن الماضي اكبر دليل على أهمية التمسك بهذا النهج.
========================
نحتاج «أرامكو» مستنسخة لبقية المشاريع
د. عبد الله الحريري
من عجائب الأمور أننا عندما نصمم على بناء المشاريع العملاقة فإن إرادة الجميع تتجه نحو تحقيق تلك المشاريع بشكل منافس وفي مدة تاريخية، وعندما نتراخى ونفقد الإرادة والتصميم والمتابعة تموت مشاريعنا وهي العملاقة وهي واقفة.
نحن الآن لا نعيش مشكلة مالية بقدر ما نعيش مشكلة إرادة ورغبة صادقة في تحقيق الأهداف المرسومة والمكتوبة على الورق فالكثير من المشاريع التي أصبحت حلما ننتظره كبعض المطارات الدولية وسكك الحديد ومن التكنولوجيا وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي سترفع من شأن البلد والمواطن، أصبحت الآن مابين الترسية والتنفيذ والبلد أصبح ورشة عمل إلا أن بعض تلك المشاريع المهمة قتلها البطء والتراخي وكثرة العوائق ومشكلات المقاولين، التي لم نسمع بمثلها مع شركات عملاقة كـ «أرامكو»، فهل نحتاج الآن إلى «أرامكو» في كل مكان حتى تقوم مقام الوزارات والمؤسسات الأخرى؟ وهل «أرامكو» كشفت لنا الجانب المشرق والإرادة والتنظيم الذي يجب أن نحذو حذوه؟
أعتقد أن أمامنا الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة ومحاسبة فمن غير المعقول ما يحدث من (لت وعجن) ودراسات وضياع وقت في أمور ستنقلنا إلى مصاف الدول المتحضرة ونسكت عن أداء القائمين عليها ونقدم لهم المبررات في وقت يجب أن نسمح بالمزيد من تلك المبررات التي كنا نسمح بها في الماضي نتيجة مرور المملكة بمصاعب مالية.
اليوم الملك عبد الله قدم التسهيلات والقوة المالية للجميع وقال لهم لا وجود للأعذار والمطلوب منهم العمل والإنجاز وتركهم وضميرهم ومواطنتهم، وترك لهم مفهوم أن الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وماذا أضاف ترهل الوزارات من القوى العاملة على أدائها وإنتاجيتها، وهل هناك أهداف تنفذ حسب خطة زمنية محددة، وهل ما تعلن عنه تلك المؤسسات من أهداف وخطوات تنفذ فعلا؟ وما أخبار التقارير السنوية التي يعجز مدراؤها عن إعدادها فيتم الاستعانة بمن يعدها ويركز على الصور والتلميع للجهاز ويخرج التقرير عن هدفه ويصبح حصة تعبير عن ذلك الجهاز، وما أخبار مركز قياس أداء الجهاز الحكومي الذي أنيط بمعهد الإدارة العامة وهل ما زال يبحث عن كفاءات لكي يعمل؟ ومتى - إن شاء الله - سيعمل؟ وهل إذا قاس أداء أي وزارة أو جهاز هل سيكتفي بالتوصيات ويترك المحاسبة وتعديل السلوك؟.
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3556.htm)
داود الشريان
اختيار شركة «ارامكو» لتأسيس وتنفيذ والإشراف على جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، رغم وجود وزارة التعليم العالي، خلق جدلاً واسعاً بين النخب في السعودية، ووصل الى وسائل الإعلام، وكتب فهد سعود في صحيفة «إيلاف»، تحقيقاً صحافياً بعنوان «الأصوات تعلو في السعودية: أرامكو هي الحل!»، نقل فيه وجهة نظر الأصوات السعودية التي ترى ضرورة ان تتولى شركة «أرامكو»، « قيادة التنمية وتطوير أدوات المؤسسات، في مقابل الفكر التقليدي الذي يعصف بالمؤسسات العامة والهيئات الأكاديمية التقليدية، الذي يراه الكثيرون السبب الأساسي في تراجع التنمية في كل جوانب الحياة في السعودية».
لا شك في ان ارامكو نشرت ثقافة غير معهودة في السعودية، وهي العمل بصمت، فهي أنجزت الجامعة العملاقة خلال وقت قياسي من دون تصريح واحد، وفي مقابل هذا الإنجاز الحقيقي تقوم الهيئة العامة للاستثمار بالحديث عن المدن الاقتصادية منذ سنوات، وتنفق الملايين على الحملات الإعلانية، رغم انها لم تنجز سوى مبنى الإدارة في مدينة واحدة، والأمثلة في تحويل الأعمال الروتينية الى إنجازات وتضخيم الذات اكثر من ان تحصى.
الحماسة لشركة ارامكو جاءت أيضاً في مقال كتبه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ونشر يوم الثلثاء الماضي في جريدة «الوطن»، ناشد إدارة الحكم المحلي، والمؤسسات الحكومية الاستفادة من تجربة ارامكو، وهي المرة الأولى التي يصدر نقد مباشر وجريء لأسلوب الإدارة الحكومية، من مسؤول في مكانة خالد الفيصل، ما يعني ان ثمة قناعة رسمية وشعبية بأن السعودية تواجه أزمة إدارية تهدد مستقبل التنمية.
رئيس جامعة شيكاغو السابق، والاقتصادي الأميركي المعروف، ميلتون فريدمان، قال ذات يوم «لو كلفت الحكومة الفيديرالية بالمسؤولية عن صحراء رملية سيكون هناك نقص في الرمال في غضون خمس سنوات». والحقيقية ان الإدارة الحكومية في السعودية تكاد تجعل من الرمل بضاعة نادرة، حتى أصبح البلد يواجه أزمات في الماء والكهرباء، فضلاً عن تدني مستوى خدمات التعليم والصحة، لكن الحل ليس في ارامكو، فهذه الشركة العملاقة لا تملك عصا موسى، والحل هو في الخصخصة، ومعاودة الانفتاح على العالم في التجارب الإدارية، وشركة ارامكو التي أسسها الأميركيون في ثلاثينات القرن الماضي اكبر دليل على أهمية التمسك بهذا النهج.
========================
نحتاج «أرامكو» مستنسخة لبقية المشاريع
د. عبد الله الحريري
من عجائب الأمور أننا عندما نصمم على بناء المشاريع العملاقة فإن إرادة الجميع تتجه نحو تحقيق تلك المشاريع بشكل منافس وفي مدة تاريخية، وعندما نتراخى ونفقد الإرادة والتصميم والمتابعة تموت مشاريعنا وهي العملاقة وهي واقفة.
نحن الآن لا نعيش مشكلة مالية بقدر ما نعيش مشكلة إرادة ورغبة صادقة في تحقيق الأهداف المرسومة والمكتوبة على الورق فالكثير من المشاريع التي أصبحت حلما ننتظره كبعض المطارات الدولية وسكك الحديد ومن التكنولوجيا وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي سترفع من شأن البلد والمواطن، أصبحت الآن مابين الترسية والتنفيذ والبلد أصبح ورشة عمل إلا أن بعض تلك المشاريع المهمة قتلها البطء والتراخي وكثرة العوائق ومشكلات المقاولين، التي لم نسمع بمثلها مع شركات عملاقة كـ «أرامكو»، فهل نحتاج الآن إلى «أرامكو» في كل مكان حتى تقوم مقام الوزارات والمؤسسات الأخرى؟ وهل «أرامكو» كشفت لنا الجانب المشرق والإرادة والتنظيم الذي يجب أن نحذو حذوه؟
أعتقد أن أمامنا الكثير من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابة ومحاسبة فمن غير المعقول ما يحدث من (لت وعجن) ودراسات وضياع وقت في أمور ستنقلنا إلى مصاف الدول المتحضرة ونسكت عن أداء القائمين عليها ونقدم لهم المبررات في وقت يجب أن نسمح بالمزيد من تلك المبررات التي كنا نسمح بها في الماضي نتيجة مرور المملكة بمصاعب مالية.
اليوم الملك عبد الله قدم التسهيلات والقوة المالية للجميع وقال لهم لا وجود للأعذار والمطلوب منهم العمل والإنجاز وتركهم وضميرهم ومواطنتهم، وترك لهم مفهوم أن الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى، ولكن ماذا بعد ذلك؟ وماذا أضاف ترهل الوزارات من القوى العاملة على أدائها وإنتاجيتها، وهل هناك أهداف تنفذ حسب خطة زمنية محددة، وهل ما تعلن عنه تلك المؤسسات من أهداف وخطوات تنفذ فعلا؟ وما أخبار التقارير السنوية التي يعجز مدراؤها عن إعدادها فيتم الاستعانة بمن يعدها ويركز على الصور والتلميع للجهاز ويخرج التقرير عن هدفه ويصبح حصة تعبير عن ذلك الجهاز، وما أخبار مركز قياس أداء الجهاز الحكومي الذي أنيط بمعهد الإدارة العامة وهل ما زال يبحث عن كفاءات لكي يعمل؟ ومتى - إن شاء الله - سيعمل؟ وهل إذا قاس أداء أي وزارة أو جهاز هل سيكتفي بالتوصيات ويترك المحاسبة وتعديل السلوك؟.
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-3556.htm)