28/02/2007, 02:00 AM
|
#2
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
«سكودا» لم تعد آسفة **سمير عطالله
«سكودا» لم تعد آسفة
أعلنت شركة «فولكسفاغن» هذا الأسبوع، أرباحها السنوية. ولم تكن للشركة الأم أرباح تذكر، لكن النتائج الباهرة مصدرها اثنان: سيارات «أودي» وسيارات «سكودا». و«سكودا» هي السيارة التشيكية الشيوعية التي اشتراها الألمان وحولوها من طنبر، متلكئ، متعثر، متخربط، إلى سيارة حقيقية. وكانت «سكودا» مدار تندر ونكات خصوصاً في براغ. وزاد في الإضحاك أن الكلمة تعني «آسف» بالتشيكية. ومنذ أن دبت على الأرض وهي آسفة، وفي حالة اعتذار دائم: عفوا على التأخير. عفوا على التعطيل. آسفة على أن دولابين من أربعة لا يعملان. «سكودا» يا دموع العين سكودا، بدل الموّال الشهير، سكابا يا دموع العين سكابا.
كانت هناك سيارة أخرى في ألمانيا الشرقية عند الرفيق فالتر اولبرخت تسمى «ترابانت». وكانت تشبه «سكودا» في كل شيء تقريباً: باب اليمين أعلى من باب اليسار. والزجاج يتساقط تحت المطر تضامنا معه. ومسّاحات الزجاج الخلفي تعمل شرط أن تتوقف مسّاحات الزجاج الأمامي. ولكن الفارق الوحيد كان أن «ترابانت» لا تعتذر عن شيء بل كلما تساقط زجاجها أنشدت الأناشيد الحماسية في تحية الزعيم فالتر اولبرخت وتثمين دور الرفيق لينين.
ما هو السر في أن الألماني الغربي كان يصنع أفضل سيارة شعبية في العالم، وأن الألماني الشرقي كان يركب أسوأ سيارة بعد سكودا؟ أجل. لقد حزرت. الفارق هو النظام. هو أن تذهب إلى عملك مكرهاً أو فرحاً. أن تستفيق من النوم لأنك تعمل لعائلتك وأولادك، أو أن تستيقظ للذهاب إلى المصنع من أجل الرفيق مولوتوف. أو خروشوف. أو غورباتشوف.
الفارق بين «سكودا» في عهدة «فولكسفاغن» وبين «سكودا» في عهدة ورعاية وأوامر الرفيق ستيلنوفيتش، كالفارق بين الحرية التي كان يتمتع بها المستر «نبنز» والحرية التي يتمتع بها الرفيق «هنز». لا يمكن أن تجرد الإنسان من حريته ثم تطلب منه أن يبدع. ولا يمكن أن ترسله إلى سيبيريا منفيا في ثلوجها ثم تطلب منه أن يكون مواليا للنظام. إنك تحصد فقط ما تزرع. وعندما تزرع في النفوس المرارة والعذاب والألم واليأس، فلن يكون الحصاد سوى المر، والمرارة، والعلقم.
لم تعد «سكودا» آسفة ولا متوقفة على طرقات براغ. إنها الآن سيارة ناجحة في أنحاء العالم. وهي سيارة تاكسي في باريس. ولا أحد يعرف ماذا يعني اسمها. لقد نسي العالم حقبة لم يبق منها شيء. والألمان الذين كانوا يفاخرون بفولكسفاغن، أصبحوا يعلنون أن سكودا (آسفة سابقا) هي مصدر أرباحهم. وكل ما اقتضي في ذلك، زيادة بسيطة في رواتب العمال، وجهد بسيط في التوزيع، والتأكد من أن دواليب السيارة تعمل من دون أناشيد حماسية في تثمين فكر الزعيم لينين. فقط القليل من العناية بنوعية المطاط. وشكراً.
|
|
|