كيف تعوضين أبناءك عن غيابك في العمل؟

معظم الآباء يحاولون الإقلاع عن التدخين عند ولادة طفل جديد

دراسة كندية تؤكد ان قدوم طفل جديد يشكل حافزا للاباء لترك عادة التدخين نتيجة احساسهم بالمسؤولية.

أوتاوا - أظهرت دراسة كندية أن الرجال المتزوجين من المدخنين يميلون إلى الإقلاع عند التدخين عند ولادة طفل جديد، حيث يشكل قدومه حافزاً لهم لترك هذه العادة التي تتهدد صحة الأفراد من مختلف الفئات العمرية.
وأجرى الفريق الذي ضم باحثين من جامعة "بريتيش كولومبيا" الكندية دراسة شملت خمسة وعشرين رجلاً تراوحت أعمارهم ما بين 22- 50 عاماً، كانوا جميعاً آباء جددا، وقد انحدروا من أصول مختلفة مثل جنوب قارة آسيا، و شرق أوروبا، كما انحدر بعضهم من منطقة الشرق الأوسط.
وتضمنت الدراسة إجراء مقابلتين مع كل شخص من المشاركين، الأولى عند ولادة الطفل والثانية بعد انقضاء ستة أشهر على ولادته، وذلك بهدف تقييم سلوك وآراء المشاركين حول ممارستهم عادة التدخين، كما طلب إلى كل منهم ترتيب إجراءات تضمن التقاط صور لهم أثناء تدخينهم في الأماكن المختلفة، والتي يلجئون إليها بغرض نفث دخان سجائرهم بعيداً عن الأطفال.
وتشير نتائج الدراسة التي يمولها معهد "الصحة ونوع الجنس" التابع لمجموعة المعاهد الكندية لبحوث الصحة إلى أن قدوم طفل جديد، يشكل حافزاً قوياً للإقلاع عن التدخين عند الآباء، فقد حاول معظم أفراد العينة، الإقلاع عن التدخين خلال الفترة التي امتدت ما بين معرفة الفرد منهم بحمل زوجته وحتى بلوغ طفله شهره السادس.
وبحسب النتائج فقد تعرض الآباء للضغوطات التي كان مصدرها إحساس كل منهم بأن تعريض طفله الجنين أو الوليد للتدخين القسري، الناجم عن ممارسته عادة التدخين، يتناقض مع دوره كرب للأسرة والذي يفترض أن يقدم الحماية لأفراد أسرته.
كما كشفت الدراسة عن أن الآباء يعمدون إلى تغيير الأماكن التي يدخنون فيها عند قدوم الطفل الجديد لتجنيب تعريضه لدخان السجائر، فهم يلجئون إلى الشرفات والفناء الخارجي للمنزل، بالإضافة إلى التدخين داخل السيارة، حيث تبين أن المكان الأخير هو الأكثر شهرة بين تلك الأماكن للقيام بهذا الأمر، وذلك بحسب ما أظهر تحليل عينات الصور التي التقطت لأغراض الدراسة.
وينوه الباحثون إلى أهمية التفات المختصين إلى الآباء الجدد في الحملات التي تهدف إلى مساعدة الأفراد على الإقلاع عن التدخين، فهم يملكون الحوافز ولكنهم يحتاجون إلى المساعدة لإنجاح مساعيهم في هذا الجانب.
كما يؤكد القائمون على الدراسة على ضرورة تغيير أسلوب الخطاب الموجه للآباء عما يستخدم في الحملات التي تسعى إلى خفض نسبة المدخنات بين الأمهات، حيث لا بد من أن استخدام لغة أكثر قوة عند توجيه الحديث إلى الآباء، وذلك بحسب رأيهم.(قدس برس)