رميت بعمامتي على الملك فيصل طالباً المسامحة فعفا عني

فيحان بن تالع أول من سكن أم الدوم: رميت بعمامتي على الملك فيصل طالباً المسامحة فعفا عني

محمد سعيد الزهراني (الطائف)

فيحان بن تالع العتيبي رجل بلغ التسعين من عمره ومتزوج من ثلاث وله من الابناء عشرون اكبرهم توفي في حادث سيارة واصغرهم طفلة لم تتجاوز العامين وبلغ عدد احفاده اكثر من سبعين حفيدا.

الشيخ فيحان قال لنا وهو يروي ذكرياته انه عاصر جميع ملوك المملكة..

يقول فيحان: في عام 1383هـ نزلنا في ام الدوم وكنت انا اول من سكنها وليس معي احد.. ومكثت فيها سنتين وجاء معي بعدها 3 رجال واخذت فيها قطعة ارض وقسمتها وقطعتها.. وعندما اردت ان ابني فيها كان كل من يراني يرميني بالحجارة ويستهزئ بي ويقول من يبني هنا فهذا رأس جبل لا يصلح البناء فيه وبعد ذلك بدأ الناس يبنون فيه.

وعندما فكرنا بانشاء مدرسة كانوا يضحكون علينا ولكننا كنا عاقدين العزم على تنفيذ ذلك فأعطيتهم بيتي ليصبح مدرسة واحضرنا مدرسا فلسطينيا في ذلك الحين وكان اسمه محمود وكان مدرسا واحدا لثلاثين تلميذا.

ويستمر فيحان في سرد ذكرياته مع الملك عبدالعزيز: عاصرت الملك عبدالعزيز يرحمه الله وعرفته عن قرب حيث كان طيب الله ثراه يذكر لنا احداث دخول الرياض وكنا معجبين به ونتسامر بطولاته وقصصه ونحبه ونحفظ اشعاره ومنها قوله:

يا سابقي شلى مع الجافورة

عن ديرة ماعاد نقعد فيها

اسري ومصباحك مدينة نورة

مدينة عجلان قدّم فيها

ويعرج فيحان في حديث ذكرياته ليروي بعض الاحداث التي حدثت له مع الملك فيصل فيقول:

قديما تسلط على الجهل بعض الغرباء وكان معي ناقة وجاءني احدهم وقال ان الناقة معها ابل اي يريد ان يشتريها فطلبت منه 5 ريالات لكنه رفض فتهددته وضربته وطردته فشكاني لسعد بن لوي في الخرمة الذي حولني الى الملك فيصل يرحمه الله ولم يكن قد تولى الملك وقتها فسجنني الملك فيصل 10 أيام وجعل لناقتي والابل راعيا ثم اطلق سراحي واعطاني الابل فقمت بشكوى الملك فيصل عند ابيه الملك عبدالعزيز في الرياض فكتب (يعطى شرع الله ولا شيء غير شرع الله) فذهبنا لنائب الحجاز في ذلك الحين وكان الامير عبدالله الفيصل فطلبني من أهل الخرمة ولكنهم انكروني وقالوا انه بدوي وليس في حدودنا ولا نعرف له مكانا.. ولكنني وقعت مرة اخرى في يد الملك فيصل يرحمه الله وكانوا ينادونه بالامير في ذلك الحين فرميت عمامتي على رقبته وامسكت به وطلبت منه ان يسامحني ويعطيني باقي ابلي وقد كانت فعلتي تلك مشينة وكبيرة في حق الملك فيصل بان ارمي بعمامتي على رقبة الامير ولكننا كنا بدوا ونجهل في تلك الامور كما انني كنت صغيرا وقد حدثني من كان معه بعدها انه لولا صغر سني في ذلك الحين لامر الملك فيصل بأشد العقاب علي ولكنه سامحني.

ويتذكر الشيخ فيحان وفاة الملك عبدالعزيز يرحمه الله: الملك عبدالعزيز اوصى بأن يكون الملك من بعده لابنه سعود ويكون فيصل ولي عهده فلم تحدث في تلك الايام عند انتقال الملك للملك سعود أية فوضى وقد كان كانتقال الحكم للملك عبدالله يحفظه الله بعد وفاة الملك فهد يرحمه الله.. وهكذا فقد كانوا جميعهم متفقين في امور سياساتهم.

واعرف عن آل سعود انهم لا يردون راعي الطلب او الشكوى سواء كان فقيرا أو غنيا قويا أو ضعيفا.. وفي واقع الامر -والحديث ما يزال للشيخ فيحان- لم نكن نتوقع في يوم من الايام ان تكون لنا هذه الحضارة في جميع مدن المملكة.. وام الدوم عندما نزلتها كانت صحراء خالية اما الآن فكما ترون لدينا فيها مركز للشرطة ومراكز صحية ومدارس وجوامع وما كنا قبل ذلك الا بادية ننتقل في كل مكان ونرعى الغنم واما الآن فنحن في خير كبير ولله الحمد.