الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
العودة   أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع > ~*¤ô§ô¤*~ المنتديات العامة ~*¤ô§ô¤*~ > لقاءات الأكاديمية
 

لقاءات الأكاديمية إستضافة أحد المسؤولين او المبدعين المثقفين لنتعرف على الجوانب الشخصية والثقافية في حياته سواء من المنتدى او خارجه ( كافة اللقاءات توضع هنا )

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 23/09/2007, 06:06 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
Awards Showcase
لوني المفضل Maroon
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : Aug 2004
 فترة الأقامة : 7652 يوم
 أخر زيارة : اليوم (06:02 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 64,173 [ + ]
 التقييم : 16605
 معدل التقييم : صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي



العيد في جدة بين الماضي والحاضر
23 تشرين أول 2006

ايمان حسين : العيد في جدة بين الماضي والحاضر. لعيد الفطر المبارك بجدة عادات وسمات إذاعة جدة التقت بعمد أحياء جدة القديمة . بداية مع العمدة سامي باعيسى عمدة حارتي الشام والمظلوم الذي بدأ حديثه قائلاً: يبدأ الاستعداد للعيد تقريباً من الليالي الخمس الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث يبدأ الأهالي بترتيب أمور الاحتفال بالعيد, وتبدأ ربات البيوت بتنظيف المنازل وتجديد الأثاث وشراء مستلزمات العيد للأطفال من ملابس وألعاب، وعند ضرب مدافع العيد التي توجد قديماً بجوار باب جديد، تبدأ ليلة العيد، وفيها يستعد جميع الأهالي للذهاب إلى صلاة العيد بالمشهد، وبعد الصلاة يقومون بالمعايدة على بعضهم البعض ويجتمعون في مركاز العمدة، ثم بعد ذلك تبدأ مراسم العيد بالذهاب إلى أكبر شخص في العائلة لمعايدته والإفطار عنده بحضور كافة أفراد العائلة، ويتم تقديم العيدية للأطفال .

ويحدثنا العمدة عائض السلمي عمدة حي الكندرة عن مظاهر العيد في جده قائلاً : يختلف الاحتفال بالعيد من حي إلى آخر ولكنأ حياء جدة القديمة متشابهة فمثلا اجتماع أبناء الحي نلتقي سابقا في المصلى واليوم أصبح في المساجد وهكذا والآن هنالك تغيير ولكنه ليس جوهري فبحكم التباعد الحاصل في الوقت الحاضر بظروف العمل فهنالك من عُين في المنطقة الشرقية ومن في خارج المملكة العربية السعودية وتبقى لذكريات العيد رونق خاص وعن الاستعدادات القادمة لعيد الفطر القادم فنحن نعمل احتفال بالحي بدعم بعض الأخوان في الحي وتبنيهم لهذا فهم يعملون لمدة أربعة أيام متواصلة في اليوم الأول حفل خطابي بالمساء يتخلله بعض الأناشيد والمسابقات وتوزيع الجوائز على الأطفال ومن تم نكمل باقي الأيام ببرامج للأطفال من العاب وغيره , واليوم الأطفال مختلفين عن الأمس فهم يريدون التنقل بين الملاهي الترفيهية وهذا في السابق غير موجود, فقد كانت الألعاب الشعبية مثل لعبة المزمار والعاب أخرى , و حالياً هنالك احتفال سنوي كبير يقام بالكورنيش .
وأما العمدة / منصور عمر عقيل الشرقي عمدة حي الصحيفة فيقول: من المظاهر التي عندنا في الحي جزء يشتري للعيد والجزء الثاني يذهب للعيدروس وهي عبارة عن العاب بأسلوب قديم من (مراجيح) وهي موجودة الى الآن ولها نكهة حتى في الوقت الحاضر برغم من الألعاب الحديثة الا ان لازالت الأسر تأتي بأبنائها لهذة المنطقة فيتذكروا الماضي وكان معظم الشباب سابقاً في نهاية شهر رمضان يقوموا بدورية لمعاودة بعضهم البعض بيت بيت وللأسف الشديد في الوقت الحاضر نحن افتقدنا هذا الشئ حالياً فإما ان تجد رسالة بانه غير موجود او تتم المعايدة عبر رسائل الجوال والأدهى والأمر هنالك من يقضي العيد خارج المملكة .



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


قديم 23/09/2007, 06:12 PM   #2
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : اليوم (06:02 AM)
 المشاركات : 64,173 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي




جدة- هيئة التحرير
نحمد الله تعالى الذي هدى أمة الإسلام سبيلها وألهمها رشدها وخصها بفضل لم يكن لمن قبلها، فالعيد شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من أجل مظاهره، لقول الحق تبارك وتعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}"الحج:23" فيوم العيد يوم فرح وسرور لمن طابت سريرته، وخلصت لله نيته، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذ فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم بفضله ومغفرته، ليس العيد لمن لبس الجديد وتفاخر بالعدد والعديد، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد، وسكب الدمع تائباً رجاء يوم المزيد، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بخالقه ومولاه.

خلفية للفرح

إن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء، فاضجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم؟، فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا)، رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: (تغنيان بدف)، وقد استنبط بعض أهل العلم من هذا الحديث مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، فللعيد نكهته وفرحته وأجواؤه الخاصة بالفرح والسرور، والحب والتسامح ومصالحة الذات التي تمتد للصلح العام مع المجتمع، وقد ارتبطت مختلف مدن ومناطق السعودية منذ القدم بالعديد من الأهازيج الشعبية الجميلة، والأغاني التراثية التي اكتسبت حلاوتها من الابتهاج بقدومه، و التي تضفي شاعرية جميلة بين الأسر في المجتمع، ولعلّ أشهرها الأغنية الرائدة "آنستنا يا عيد" للفنان علي بن علي الآنسي يرحمه الله بصوته وبأصوات فنانين آخرين، وتعد هذه الأغنية عملاً استثنائياً ومن أجمل ما تم إبداعه لتلائم هـــذه المناسبة السعيدة بالكلمات واللحن والأداء.


العيد في برحات جدة

وعن أبرز مظاهر عيد الفطر في جدة، ذكر الأستاذ محمد صادق دياب في كتابه: "جدة التاريخ والحياة الاجتماعية": (في صبيحة يوم العيد يذهب الأهالي لأداء الصلاة في مصلى العيد ويسمونه: المشهد، وينتشر بعد ذلك الأطفال بملابسهم الملونة فيملؤون الطرقات ركضاً وغناءً إلى حيث تقام مراجيح العيد في بعض برحات جدة، ومن أشهرها برحة "العيدروس" و برحة "المظلوم" وبرحة "الشام")، كما ذكرت الكاتبة ناهد أنديجاني في جريدة الشرق الأوسط جانباً من مظاهر العيد في القديم: (قرب صلاة العشاء يسير المسحراتي في حارة المظلوم حاملاً طبلته، جاراً حماره المزيّن بنقوش من الحناء، إضافة إلى الخرجة الخشبية التي تعلو ظهره، ويتبعه ابنه الصغير إما راكباً على ظهر الحمار أو ماشياً إلى جانبه، ويبدأ بدق طبلته قائلا: (من العايدين، من الفايزين، فلان مسّاك الله بالخير، مسّاك الله بالنعيم)، وحينها يعرف الناس أن شهر رمضان انقضى وجاء عيد الفطر، فتبدأ نساء الدار بتجهيز الهدايا التي يقدمنها للمسحراتي من الأرز والشاي والسكر والملابس، ويصعد ابنه الصغير إليهن ليعود محملاً بتلك الهدايا ويضعها على الخرجة الشبيهة بالصندوق الخشبي، وبعدها ينهي سلامه لأهل الدار قائلاً: (أعادكم الله في كل عام يا أهل فلان الفلاني)، وفي نفس الوقت كان مسحراتي كل حي يزاول عمله مهنئاً أهل الحي بالعيد، الذي كان يبدأ وينتهي بأهزوجة يرددها أهالي الحي من الصغار والكبار.

أهازيج العيد

يقول الأستاذ محمد رجب نائب مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة: (كل من في جدة كان يغني ويرقص رقصة العيد)، ويُعرِّف الأهزوجة بأنها :جملة غنائية مؤلفة ومتداولة بين الناس من جيل لآخر، ومن المعلوم أن أهل جدة يحبون الفن والجمال والإبداع، فالأهازيج متعددة، منها ما يقال في المناسبات فقط، ومن أشهر ما كان يردده الأطفال: (حدارجة مدارجة، من كل عين سارجة، يا رايحين الحاضرة خذوا معاكم بقرة، تحلب وتسقيني، صيني على صيني، والرب يعطيني)، وقد ارتبط البحارة بتلك الأهازيج بطريقة غير مباشرة، وأكثر من تفنن وأبدع في الأهازيج هم البحارة وكانت الألعاب التي تنصب في العيد كالأراجيح والصناديق تصنع من خشب المراكب الشراعية وقوارب الصيد، وكان الأطفال والصبيان يلعبون بها وهم يتغنون بأهازيج العيد، وكان بائعو الطبل والدفوف يجاورون تلك الألعاب إضافة إلى جلوس عازفي "السمسمية" وهــم من البحارة في نفس المكان، وهكذا تجتمع كل الأحاسيس المتناغمة لتولد الأهازيج.


صور من الواقع

يواصل نائب مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة، متذكراً مقطع من أهزوجة عمرها أكثر من خمسين عاماً كانت تتردد في الأعياد أثناء اللعب بالمزمار والرقص على الدفوف: (يا رب تنصر ملكنا، تجعل له خيمة مظلة، وأحفظ ولي عهده، وأحفظ وطننا)، وقد عرّف محمد صادق دياب المزمار في كتابه: المشار إليه آنفاً بقوله :(هو أشهر ألوان الفنون ليس على مستوى جدة فحسب، ولكن على مستوى مدن الحجاز بأكملها، فهو فن يجمع بين الرقص والغناء والطبول، يلتف فيه المشاركون على شكل دائرة تتوسطها شعلة الحطب، يدور حولها الراقصون في ثنائيات منتظمة وهم يحملون العصي الغليظة، بينما ينهمك الجميع في ترديد ما يُسمى بـ "الزومال". فحتى النساء كن يغنين ويعزفن على الآلات الموسيقية الشعبية البسيطة، ويحتفلن بالعيد في بيوتهن، ويتذكر (رجب) عندما كانت تصطحبه والدته وهو صغير إلى ساحة السقافية - المنطقة التي بني عليها فندق قصر الكندرة الآن - حيث سار معها من حارة المظلوم راكباً الحمار المزيّن وعليه البردعة أو التخت المكون من مقعدين متواجهين، يقول: (كانت هناك فرقة نسائية تجيء من مدينة رابغ أو من حي الرويس، تترأسها شيخه بدويّة، وكانت فرقتهن غنائية يحتفلن بالعيد لمدة ثلاثة أيام، يغنين أهازيج ويرقصن رقصة كالعرضة البدوية، ويتواصل الغناء من بيت لبيت وهن يرفعن علماً ملوناً يختلف من فرقة لأخرى، حتى اليوم الأخير، وكن يجتمعن في ساحة بالسقافية، ومازلت أتذكر ملابسهن التي شــــــدتني كثيراً، كن يرتدين الخلاخل الفضية، والأســــاور وغيـــــرها مـن الحلي البدوية).



ألعاب العيد

وذكر الأستاذ محمد يوسف طرابلسي في كتابه: "جدة .. حكاية مدينة" الذي صدر مؤخراً: (في الليلة الأخيرة من رمضان، وبعد ثبوت الرؤية وإطلاق المدفع إيذاناً بدخول عيد الفطر المبارك، يردد الأطفال أغاني مؤثرة في توديع الشهر الكريم، وسؤال الله أن يعيده عليهم، وكان العيد في جدة ينصب في ثلاث حواري: حارة اليمن، حارة المظلوم، وحارة الشام، وكان يبدأ صباحاً ويبلغ ذروته بعد العصر ويمتد حتى وقت العشاء، بعكس ما هو عليه الحال اليوم حيث تبدأ الملاهي في العيد ذروتها بعد العشاء، وكان موقع عيد اليمن بمنطـــــقة العيدروس، وعيد المظلوم أمام مدرسة الفلاح، أما الألعاب التي كانت معــروفة فهي العيقلية التي يردد فيها الأطفال:

يا بنات حمّوها
الشريفة عزة
لا تـبردوها
في زواج أخوها

وهناك ألعاب الألواح والشبرية والصناديق، كما كانت بعض الأسر في بداية الستينيات والسبعينيات الميلادية تخرج في الأعياد والإجازات الأسبوعية للنزهة في "غبة عشرة"، وهي عبارة عن تل مرتفع يطل على البحر شمال غرب التحلـــية حالياً على كورنيـــش جـــدّة، وهم يرددون:

يا غبة عشرة
نطرب ونغني
يا روحي على الاثنين
ونمسك مفرق الدربين

الأطفال في العيد

(باكر العيد... ونذبح البقرة.. جيبوا مسعود، كبير الخنفرة) هذه إحدى الأهازيج والأغاني الشعبية التي اعتاد الأطفال الترنم بها، أثناء لعبهم وتناولهم الطعام، كما لم تغب عن قصصهم، الفرحة بقدوم العيدين سواء الفطر أو الأضحى، هذا ما ذكرته الأستاذة هدى الصالح في جريدة الشرق الأوسط، تحت عنوان: "أطفال الألفية الجديدة يبكون العيد ويطلبون أهازيجهم الشعبية الرمضانية"، كتبت تقول: (فإذا ما تناول الأطفال طعام إفطار آخر يوم، أخذوا يترقبون رؤية هلال العيد، والذي ما إن تثبت رؤيته حتى يشرعوا في الغناء وتبادل التهاني والمرور على المنازل ليلة العيد طلباً للعيدية مرددين: (قرقيعان وقرقيعان، بيت قصير برميضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام، عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم). فإذا ما جمعوا أكبر قدر منها، هرعوا إلى الحدائق للعب في الأراجيح، التي تزيّنت لإغراء الأطفال على ركوبها، ليبدأوا في الترديد مرة أخرى" (ما عيدوه المسكين)، لمن لم يحالفه الحظ بجمع نقود وحلوى أسوة برفاقه، وفي مكان آخر يبدأ الأطفال في الاحتفال بالعيد عقب الصلاة مباشرة، حيث يمرون في مجموعات بالشوارع، يطرقون أبواب المنازل للسلام على أهل البيت والتهنئة مرددين خلال سيرهم أهازيج منها: (أعطونا عيدية عاد عليكم)، وقولهم: (جعل الفقر ما يعيد عليكم ولا يكسر رجليكم). أما الفتيات الصغيرات فيرددن: (أمي تناديني تبغى تحنيني، في سحلة صيني صيني). ويأخذ الأطفال بالدوران على معظم سكان الهجرة أو القرية لجمع ما يقدم لهم وتقسيمه بعد ذلك فيما بينهم بالتساوي إن كان نقوداً، أما إذا كانت حلوى فيشتركون في أكلها جميعاً، وهناك أهازيج شعبية شهيرة شاعت بين الأطفال قديماً، جمعت ما بين بساطة اللحن وعفوية التعبير، أضفى عليها الأداء الطفولي الجماعي أثناء اللعب رونقاً خاصاً توارث جيلاً بعد جيل.

العيد في الطائف

وصفت الكاتبة السعودية ناهد أنديجاني مظاهر الاحتفال بالعيد في مدينة الطائف قديماً بقولها: (أبويه أعطيني العيدية.. اشتري لعبة وهدية)، أهزوجة تتغنى بها الفتيات وهن يلعبن بالأراجيح الخشبية والصناديق التي نصبها سراج الزرقي وعبد اللطيف السليماني وصالح بهلول احتفالاً بالعيد، في الساحة الفسيحة المترامية على مد البصر بجوار مسجد عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ويوشوشون في أذن بعضهم بموعد لعب "المدوان" في تلك الساحة، إلا أن هناك من الصبيان من يفضل برحات أخرى، وكانت الأفضلية تبعاً لعدد الفوانيس والأتاريك التي تزين برحات حيهم، مثل برحة حمام الشفا التــركي، وبرحة آل رجب الصائغ، وبرحة ابن يحيى، وبرحة ابن عباس، وبرحة الزرقي).

الاحتفالات في جازان

أما أهازيج العيد في "جازان"، فقد وصفها الأستاذ أنور خواجي في مقال له بجريدة "الرياض" بقوله: (فرحة العيد في جازان فرحة عظيمة وسرور وحبور، وتظهر الأفراح في كافة المدن والقرى التي تلبس أثواباً قشيبة، وحللاً راقية مطرزة بأسمى معاني الفرح والسعادة، وتستمر عادة أفراح العيد في المنطقة ثلاثة أيام بلياليها، تتخللها الألعاب والأهازيج الشعبية ومختلف أنواع الفنون الشعبية التي تتميز بها المنطقة، مثل رقصة "السيف" و "العزاوي" و"الزيفة"، وهي رقصة شعبية يجيدها كبار السن أكثر من الشباب، ولا تقام هذه الرقصة إلا ليلاً حيث يحلو السهر على دقات الدفوف والطبول وأهازيج الشعراء الشعبيين، ومن بعض العادات والتقاليد الشعبية القديمة في المنطقة، كان الناس يتفاخرون ويتباهون عند استقبال ليلة العيد بالملابس الشعبية الجميلة، وتنشغل النساء والفتيات بصناعة الكواف (الطواقي) المصنوعة من القطن والكتان، على أضواء الفوانيس والترانيم العذبة والأهازيج الشعبية المتميزة، وللرجال لباسهم الشعبي المميز الذي يتكون من "السديرية" الملونة المصنوعة من القطن، والتي تقوم حالياً مقام القميص و "الحوك"، وهو إزار مشهور يسمى "المضيف"، أبيض الشكل وأحياناً يكون ملوناً بألوان خضراء وهو غالي الثمن، كما لا ينسى الوالد أطفاله وزوجته من شراء النباتات العطرية الشعبية التي تتميز بها المنطقة، مثل الفل والكادي والنرجس والوالة والبعثيران والشمطري "الحبق" ذي الرائحة الجميلة النفاذة، كما تضم "المخضارة" الطيب والقرنفل والحسن الأحمر، وكلها مواد عطرية جميلة تقوم مقام "البرفانات" والعطور الحديثة، وتستخدم في يوم العيد، حيث يستخدمها الشباب والأطفال "عُصابة" على الرأس بهدف الزينة وإثبات الرجولة، كما يلبس الشباب أنواعاً من الأسلحة البيضاء كأداة مكملة لرجولتهم مثل "الجواخي" و "الجنابي" المصنوعة من الفضة أو النحاس. أما كبار السن من الأعيان فيلبسون بالإضافة إلى الإزار والرداء المصنوع من القطن الممتاز، الشال القطني الغالي الثمن، والذي كان لا يتوافر إلا لعدد قليل من الناس في ذلك الوقت، ثم اللحاف، ومنه أنواع جميلة وغالية الثمن، ومازال يستخدمها أهالي المناطق الجبلية حتى يومنا هذا، ويتجول الناس يوم العيد بعد الصلاة لتهنئة بعضهم بالعيد السعيد، ويتقبلون التهاني، ثم يخرج الجميع في احتفالية رائعة حاملين معهم أواني فخارية مليئة بالمأكولات الشعبية التي تتميز بها المنطقة مثل المرسة، والثريد، والمخموعة والخمير والمغش والحنيذ، يجتمعون في ساحة كبيرة واسعة ويمدون الموائد الطويلة، ويأكل منها الجميع، أما الأطفال فيرددون بعض الأهازيج مثل قولهم:

يا رمضان شلَّ ملاعقك
يا رمضان والعيد لاحقك

ويقولون مودعين شهر رمضان ومستقبلين العيد السعيد:

دقوه.. دقوه.. سيدي رميضان..
يابو السعادة
حطو المصلة فوق السداجة

وتنشغل النساء بمنسوجات "الكواخي" وهي الطواقي التي توضع فوق الرؤوس وتصنع من القطن، وذلك على ضوء الفوانيس وتسمى "الغنامي"، وتطلق هذه الصفة على النساء اللاتي يشتغلن بصناعة الطواقي، وهناك عدد من الأهازيج الجميلة التي تقال في العيد، ومنها هذه الأهزوجة للشاعر إبراهيم عبدالله مفتاح، من كتابه: "فرسان الناس والبحر والتاريخ":

شوقتني يا ليل شوق الغنامى
اللي على الفانوس كانوا يعيّدون
وأتعبتني يابو حلايا وشامة
وأبو عيون في بحرها يغرق النُّون
من فرحتي ماشي عليَّ ملامة
لو بحت باللي بيننا صار مكفون
شوقي إليك شوق الشجر للغمامة
ساعة مطر تنثر على القلب حنُّون
يحيي بوادي الروح نبتة خزامى
وتشعل ثواني الوقت آهات وشجون
كيف احتمل نظرة وسامة
ونقشة قدم من خطوها الدرب مفتون
حتى يجي شعبان يا الله السلامة
وفي أمان الله يا اللي يقتون

أما الأطفال، فكانوا يمارسون لعبة "التدرية"، وهي لعبة تشبه ألعاب الملاهي الحديثة (المراجيح)، إلا أنها كانت تصنع من الخشب ويستمتع بها الأطفال كثيراً لأنها كانت اللعبة الشعبية الوحيدة المتوافرة للأطفال، وكانت هناك بعض الأهازيج الشعبية المصاحبة للعبة "التدرية".


ومن اللافت أن جل الأهازيج الشعبية التي يترنم بها الطفل في مختلف الدول العربية، تصب عادة في منبع واحد - رغم بعض الاختلافات في مفرداتها اللغوية أو اللفظية، والذي يعود سببها إلى اختلاف اللهجات المحلية والإقليمية - ففي الشام اشتهر الأطفال بترنيم: (بكرة العيد ونعيد، ونذبح بقرة السيد، والسيد مالو بقرة نذبح بنتو هالشقرا)، وهي شبيهة بما يردده أطفال الخليج: (أعطونا حق الليلة، وإلا بنذبح عييلة، جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي)،وفي الآونة الأخيرة قام البعض بإعادة توزيع ألحان الأهــــازيج العربية الشهيرة باللحن الخليجي، مثل:

(رمضان جانا وأفرحنا بو بعد غيابو أهلاً رمضان، رمضان جانا)، لتتحوّل في اللجهة الإماراتية إلى: (رمضان يانا وافرحنا با بعد غياباً أهلاً رمضان، رمضان يانا).

وقد اختفت أهازيج العيد تلك واندثرت ولم يبق منها اليوم سوى الأهازيج الخاصة ببعض الأندية الرياضية، وسبب هذا هو التحول الاجتماعي السريع والمفاجئ في المجتمع الذي أفقده الكثير من مقومات الحياة والإحساس القديم بها، وأيضاً بسبب أننا نعيش في زمن تبعثرت فيه الحدود بين الثقافات والعادات والتقاليد، فلم يعد هناك مجال لخصوصية الثقافة في أي مكان من العالم، ولذلك فقد أصبحت تلك الأهازيج الشعبية في طي النسيان، وصارت تذكر فقط عند إجراء البحوث وتأليف الكتب عن الثقافة والفنون الشعبية، ويذكر الأستاذ عبدالله أبكر في كتابه: "صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري"، سبب زوال تلك الأهازيج قائلاً: (في زماننا غشيتنا الأغاني الغربية التي لا يفهمها أولادنا البتة ويرددونها عبر الألعاب التي حلت محل الأناشيد الإسلامية)، ويحمل الآباء الوزر قـائلاً: (لو قام الآباء بتلقين أبنائهم هذه الأناشيد، لما طرقت تلك الأغاني الغربية مسامعهم بل حتى الأغــــاني العربية التي لا تمت إلى الأدب بصلة)

© نوفمبر2006 مجلة " أهلا وسهلا


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w