أمريكا تحيي اليوم ذكرى الحدث الذي مازالت تداعياته ماثلة ..ذكرى 11 سبتمبر يلفُّها حزن

أمريكا تحيي اليوم ذكرى الحدث الذي مازالت تداعياته ماثلة ..ذكرى 11 سبتمبر يلفُّها حزن مضاعف لتزامنها مع إعصار كاترين
ا
صورة أرشيفية لأحداث إعصار كاترينا و 11 سبتمبر
نيويورك : عادل الناصر
صورة أرشيفية لأحداث إعصار كاترينا و 11 سبتمبرنيويورك : عادل الناصر
ذكرى الحادي عشر من سبتمبر في هذا العام وتحديداً في هذا اليوم يبدو أنها لن تمر كعادتها في السنوات الماضية .. في هذا العام هناك حزن مضاعف، فأمريكا تمر بأصعب الظروف مع تزامن الذكرى بكارثة إعصار كاترينا، الذي راح ضحيته عشرات الآلاف. إعصار كاترينا ـ والذي غيب تماماً إحياء هذه الذكرى ـ ما زال يكدر عكر أمريكا وربما لن يهدأ لها بال حتى تنتهي من أحزانه، ومن ثم ستتذكر حادث سبتمبر الأليم في عام 2000م.
لقد مرت 4 أعوام على الهجمات الإرهابية التي ذهب ضحيتها حوالي 3 آلاف أمريكي في مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع. وستكرم اليوم الأحد الذي يوافق 11سبتمبر النشاطات التذكارية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم وتحتفي بجهود إعادة البناء.
وقد عثر الأمريكيون منذ 11 سبتمبر على سبيل يدفعهم للمضي قدماً، لإعادة البناء وإعادة النظام إلى الحياة، وللتعبير عن إجلالهم لمن فقدوهم حتى أثناء شعورهم بالأسى لاستمرار وقوع الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم المختلفة. وما زال الناس يذكرون ويفتقدون أولئك الذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم، كما ما زال للهجمات تأثير عميق على الأحداث العالمية.
وتواصل نيويورك عملية تعاف ملحوظة من الهجمات، وقد تم اختيار تصميم هندسي لإعادة بناء (منطقة الصفر)، موقع وقوع الحادث، يشتمل على نصب تذكاري رحب، الغرض منه تذكير الولايات المتحدة بثمن الحرية.
أما في آرلنغتون في فرجينيا فقد تجسدت القدرة الأميركية على التغلب على الصعاب في السرعة والحماسة اللذين اتصفت بهما عملية إعادة بناء وزارة الدفاع التي تمت خلال عام واحد من تضرر المبنى نتيجة إصابة جناحه الغربي إصابة مباشرة أودت بحياة 184 شخصاً.
وسيحيي الأمريكيون في جميع أنحاء الولايات المتحدة الذكرى الرابعة من خلال صلوات ومراسم خاصة بينها المراسم التذكارية التي تقام سنوياً في منطقة الصفر في مدينة نيويورك في 11 سبتمبر. وسيقوم أشقاء وشقيقات من قضوا نحبهم في مركز التجارة العالمي بتلاوة أسماء الضحايا في مراسم إحياء الذكرى في العام 2005. وبالإضافة إلى ذلك، ستجتمع عائلات الضحايا في نفس المكان الذي كان يقوم فوقه البرجان التوأمان بالنزول إلى منطقة الصفر، وهي منطقة أصبحت الآن تحت مستوى الشارع. وعند غروب الشمس، ستطلق (التحية بالضوء) حزمتي أشعتها مضيئة إياها طوال الليل كرمز لروح السكان.
وستستضيف وزارة الدفاع المشاركين في مسيرة الحرية (أمريكا تدعمكم) التي ستنطلق من مبنى البنتاغون إلى منطقة الساحة القومية في الساعة العاشرة صباحاً، ثم يتلوها حفل موسيقي يشارك فيه مطرب الأغاني الريفية الفنان كلِنت بلاك.
وقد سمح للجمهور بزيارة موقع نصب البنتاغون التذكاري، ونصب أبطال أميركا التذكاري الموجود داخل مبنى وزارة الدفاع أمس السبت الموافق العاشر من سبتمبر من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر، وذلك لأول مرة منذ الهجوم. وستنظم جولات في الموقع وتعرض نسخ عن التصميم الذي تم اختياره للنصب.
وفي واشنطن أيضاً، نظم مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية نشاطاً شاركت فيه أديان مختلفة على ضوء الشموع عند البركة الموجودة عند قاعدة مبنى الكونغرس يوم الجمعة الماضي، وذلك من الساعة 6:45 مساءً حتى الساعة 7:45 مساءً. وتضمن النشاط كلمات ألقاها زعماء أديان مختلفة علاوة على تقديم مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (جائزة صوت الوحدة). وأقيمت صلاة المغرب بعد هذا النشاط مباشرة.
وكانت المنظمة غير الربحية (متحدون من خلال الذكرى) التي تم تنظيمها بعد الهجمات، قد بدأت مشروع (لحاف رقع ذكرى ضحايا 11/9( لإبقاء ذكراهم حية في النفوس. ويشتمل لحاف الرقع على 142 لحافاً منفصلاً مربّع الشكل طول كل ضلع من أضلاعه 10 أقدام. وتبلغ مجمل مساحة اللحاف الكامل 15 ألفاً و500 قدم، ويشتمل على رقعة لكل ضحية. وقد نظمت جولة يُعرض فيها اللحاف في جميع أنحاء البلد إلى أن يتم تقرير المكان الذي سيتم الاحتفاظ به فيه بشكل دائم، وسيكون من الممكن مشاهدة هذا اللحاف في واشنطن في 9-11 سبتمبر.