سيارة فريدة من نوعها - سعودية

سيتم إنزالها السوق العام القادم
لو جلست تحت الشمس 3 أشهر لم يتأثر داخل السيارة ولا تدخل اشعة الشمس بالداخل ...

فوزي صبري : 156 يوما لاستخراج رخصة مصنع لدينا ودقائق في دول مجاورة


حوار: فايز الحبيبل
سجلت السعودية إنجازا جديدا في مجال صناعة السيارات، حيث بدأ مصنع العربة في الرياض بتصنيع «عربة 2» بعد نجاح تجربة صناعة سيارة «عربة1» التي شاركت في معارض دولية وحققت المراكز الأولى، خاصة في معرض جنيف الدولي والتي حصلت فيه على المركز الأول العام الماضي.
«الاقتصادية» تجولت في مصنع مجموعة العربة والتقت رئيس مجلس الإدارة المهندس فوزي أيوب صبري الذي شرح آلية عمل المصنع وتوقعاته للمرحلة المقبلة والمعوقات التي تعترض هذه الصناعة وغيرها من المواضيع المهمة. إلى التفاصيل:


بداية هل يوجد في السعودية ما يمكن أن يطلــق علية مصنع سيارات ؟
ـ من وجهة نظري نعم، والدليل هذا المصنع الذي أمامكم، والذي استطاع أن ينافس أعرق المصانع العالمية في مجال تصنيع وتطوير السيارات، وهذا دليل على أن الصناعة السعودية قادرة وبكل جدارة أن تغزو العالم بمنتجاتها.
والمصنع هو أحد فروع مجموعة العربة التجارية، والتي تأسست منذ 25 عاما، وتحديدا في عام 1400 هـ والمصنع يقع على مساحة 5000 متر مربع على طريق الخرج السريع. أما عن المنتجات فالمصنع يقوم بإنتاج عدد من المنتجات المتعلقة بصناعة السيارات لعل من أبرزها تصفيح السيارات بجميع أنواعها الخاصة والعسكرية، وصناعة سيارات عسكرية ذات مهام خاصة، صناعة سيارات كهر بائية مثل سيارات الجولف والسيارات الرياضية التي تستخدم في الملاعب الرياضية، صناعة الكرفانات بالكامل، صناعة الباصات وتجهيزها بالكامل، تطوير وتطويل السيارات الخاصة، تجهيز سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة بالكامل.

لكن لا نرى في منتجات المصنع وجود إنتاج للسيارات المستخدمة للركاب؟
لدى المصنع القدرة على ذلك وسبق أن أنتجنا سيارة وأطلقنا عليها (العربة1)، وشاركنا بها في معرض جنيف الدولي وحصلنا بها على المركز الأول في ذلك المعرض، وهذه السيارة صناعة سعودية بالكامل، ونجري الآن تصنيع (العربة 2) وهي في طور التجهيز وسترى النور قريبا.

كم عدد السيارات التي أنتجت من (العربة 1)، وهل بيعت بالكامل ؟
عدد السيارات التي أنتجناها من هذا الموديل سيارتان فقط والثالثة دمية، والسيارتان تم بيع واحدة وإهداء الأخرى.

لماذا لم ينتج إلا هذا العدد المحدود جدا من هذا النوع؟
السبب أن هذا النوع من السيارات من النوع الفخم جدا وبالتالي تكون تكلفة الإنتاج عالية جدا بحدود 15 مليون ريال، إضافة لذلك كانت الشريحة المستهدفة لهذا النوع من السيارات محدودة جدا، فتعمدنا ألا ننتج إلا بحسب تلك الشريحة المستهدفة، وأحب أن أضيف أن ذلك النوع من السيارات كان التجربة الأولى لنا في السوق وفضلنا ألا نغامر بعدد كبير من السيارات نظرا للمنافسة الكبيرة في سوق السيارات.ت

إنتاج (العربة 2) عام 2006

ماذا عن (العربة 2) ومتى سترى النور؟
(العربة2) شبه جاهزة الآن وسترى النور خلال الشهرين المقبلين بإذن الله، وهي صناعة سعودية بالكامل من النوع الرياضي الفخم جدا، وستكون هذه السيارة مرافقة للمنتخب السعودي في ألمانيا 2006، من أجل تعريف العالم بالصناعة السعودية وإظهار الوجه الآخر للمملكة، وإعطاء العالم صورة مشرفة عن قدرات الشباب السعودي المختلفة غير المحصورة في المجال الرياضي وحسب، وإنما في المجالات الأخرى مثل الصناعة وغيرها.

وكم سيكون سعرها؟
سيكون سعرها في حدود 750 ألف ريال. ولماذا لا تقومون بإنتاج سيارات تستهدف الشريحة المتوسطة أو المستهلك العادي إن صح التعبير على غرار المنتجات الأخرى من السيارات اليابانية والأمريكية والكورية والموجودة في السوق المحلية؟
أتمنى ذلك وهذا هدف من أهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها، وعندنا القدرة على ذلك، ولكن حاليا يصعب علينا منافسة المنتجات الأخرى مثل السيارات اليابانية والكورية، نظرا لانخفاض التكلفة لديهم مقارنة بتكلفة الإنتاج لدينا، وكما قلت سابقا لدينا القدرة ولكن نحتاج إلى دعم من الجهات ذات الاختصاص مثل وزارة الصناعة والتجارة وغيرهم من الجهات الحكومية الأخرى.

إنتاج تاكسي السعودية

ما خططكم المستقبلية بعد العربة (2) ، وهل سنشاهد العربة (3) (4) (5) ؟
خطتنا المستقبلية تستهدف إنتاج سيارات منخفضة التكاليف على غرار تاكسي لندن المعروف، وسيكون استخدامها كسيارات أجرة وسيارات خدمات أخرى، بدل السيارات اليابانية والكورية المستخدمة حاليا كسيارات أجرة (تاكسي ) والهدف من ذلك أن تكون واجهة مشرفة للصناعة السعودية يطلع عليه كل زائر للمملكة، على غرار تاكسي لندن كما ذكرت سابقا.
أيضا نسعى حاليا لتدشين سيارات عسكرية حاملة جنود مصفحة بالكامل ذات قدرات ومهام متعددة، وهي صناعة سعودية بالكامل، وسترى النور قريبا، إلى جانب أنه سيتم قريبا تدشين سيارة نقل صغيرة تستخدم كسجن متنقل في الأماكن المزدحمة، وذلك من أجل سهولة القبض على المجرمين والمخالفين في تلك الأماكن المزدحمة ونقلهم بدون إحداث أي إرباك للآخرين، وهى صناعة سعودية بالكامل.
أما ما يتعلق بالعربة (3)، (4)، (5) فسوف نقوم بإنتاجها إن شاء الله وفقا للمواصفات العالمية ومن حيث انتهى الآخرون من النواحي الفنية والتقنية.

فيما يتعلق بسوق السيارات السعودية، في تقديركم ما أكثر السيارات وجودا في السوق السعودية حاليا؟ وما حصتها السوقية ؟
أعتقد أن السيارات اليابانية هي أكثر السيارات وجودا في السوق السعودية، وذلك نظرا لجودتها وسعرها المناسب للمستهلك السعودي، أما من حيث حصتها السوقية من حجم السوق السعودي فتصل إلى 80 في المائة من الحجم الكلى للسوق، والنسبة الباقية للماركات الأخرى.

156 يوما للحصول
على رخصة مصنع

من وجهة نظركم ما أبرز العوائق التي تواجه الصناعة السعودية عموما وصناعة السيارات بشكل خاص ؟
للأسف العوائق كثيرة جدا لعل من أهمها البيروقراطية المميتة في أروقة الوزارات والهيئات ذات العلاقة بالصناعة، وإليك مثال بسيط جدا عندما أردنا أن نفتح سجلا تجاريا أستغرق الحصول عليه أكثر من شهر كامل بينما في دولة مجاورة لم يتجاوز حصولنا عليه سوى أربع ساعات، أيضا من أجل أن نحصل على رخصة مصنع محليا استغرق ذلك بالضبط 156 يوما، هذا من اجل استخراج رخصة فقط، بينما في دول أخرى لا يستغرق ذلك سوى دقائق معدودة.
كذلك صعوبة الحصول على الأيدي العاملة في ظل التوجه للسعودة حاليا، نحن نعانى من عدم وجود أيد عاملة سعودية، أريد أن أسأل هنا معاهد التدريب المهني والمعاهد الفنية الأخرى، التي يصرف عليها ملايين الريالات سنويا ومنذ أكثر من 20 سنة أين خريجو تلك المعاهد لم نجد إلى الآن سباكا سعوديا أو دهانا أو نجارا أو ميكانيكيا أو سمكريا، أين خريجو تلك المعاهد، أريد إجابة شافية من مسؤولي تلك المعاهد، نعم نريد مصنعنا بالكامل سعوديا وهذا فخر لنا، ولكن أين أولئك الفنيون؟
أيضا نعانى بالإضافة إلى تلك العوائق من ارتفاع أسعار المواد الخام والمتمثلة في الحديد تحديدا، التي بالفعل تعيق تقدم كثير من الصناعات المحلية، ومنها بالطبع صناعة السيارات.

معوقات تصدير المنتجات
ماذا عن التصدير وهل هناك عوائق تؤثر في دخولكم للأسواق الخارجية؟
الأسواق الخارجية من الأسواق المهمة لنا ونسعى دائما للبحث عن تلك الأسواق الخارجية بجهودنا الذاتية، وهذا يمثل عائقا لنا حيث يرفع من تكلفة الإنتاج علينا، في ظل عدم وجود دعم من الجهات التي تدعم الصادرات السعودية، فنحن نبحث عن الأسواق وندخلها وننافس بجهودنا الذاتية، بالإضافة إلى ذلك هناك الجمارك السعودية فهي تمثل عائقا لتصديرنا حيث تمكث سيارتنا التي نريد أن نصدرها عدة أيام في الجمرك بدون سبب يدعو لذلك، فقط روتين وبيروقراطية تثقل كاهل المستورد من السوق السعودية والمصدر قبل ذلك.

في ظل التوجه الحالي من قبل الدولة لجذب الاستثمارات الأجنبية للسوق السعودية، ألا يوجد لديكم نية للاستفادة من شركات السيارات العالمية كشراكة معهم ؟
سؤال مهم جدا، وبالفعل المملكة في حاجة فعليا إلى الشركات العالمية الكبرى التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد من خلال نقل التقنية وتوطينها في السوق المحلية، وأعتقد أننا نحتاج لمثل الشركات والاستثمارات، ولكن للأسف لانجد حاليا إلا الشركات التي تبحث عن فرص الربح السريع، نظرا لأننا دولة نفطية ولدينا دخل كبير، وهدفهم هو تحقيق الأرباح فقط وليس نقل التقنية وتوطينها، ونحن من هذا المنبر الإعلامي على استعداد أن ندعم الصناعة المحلية بالشراكة مع الشركات العالمية التي ستوطن الصناعة لدينا، وليس هدفها البيع والشراء فقط.

القوات الأمريكية والبريطانية أهم زبائننا

اشتهرت مصانع العربة بتصفيح السيارات العسكرية واستطاعت أن تنافس كبريات المصانع العالمية في هذا المجال، حدثنا عن ذلك ؟
نعم ولله الحمد والمنة استطعنا أن ننافس كبريات الشركات العالمية التي سبقتنا بمراحل عديدة في هذا المجال، واستطعنا أن نتغلب عليها، ومما يثبت ذلك اختيار القوات الأمريكية لنا كمصنع للقيام بتصفيح سياراتهم ضد الرصاص واعتماد كثير من منتجاتنا المتعلقة بالتصفيح لديهم، ومن ثم بعد ذلك اختيار القوات البريطانية لنا للقيام بتصفيح سياراتهم العسكرية والخاصة، وهذا يدل على أننا وصلنا إلى درجة عالية من الجودة وفق المواصفات العالمية المتمثلة في مطابقة مواصفات منتجاتنا لمواصفات حلف الناتو، وبعد تزايد الطلب علينا من تلك القوات للعمل معهم زادت الثقة في منتجاتنا، وهذا بالطبع دفع كثيرا من الشركات العامة والخاصة للتعاقد معنا للحصول على منتجاتنا سواء من التصفيح أو غيرها. كما أحب أن أضيف أننا الوحيدون في الشرق الأوسط الذين يوجد لدينا مختبر كامل لإجراء التجارب الحية لإطلاق الرصاص من أجل تجربة الحديد المصفح. أيضا يوجد لدينا بالإضافة إلى مصنع التصفيح مراكز صيانة لتقديم كل الخدمات المساندة لجميع أنواع السيارات وهو ما يميزنا عن الآخرين، وكذلك لدينا مصانع خاصة لجميع أنواع السيارات المطورة سواء العسكرية أو الخاصة منها سواء من حيث التصفيح أو التطويل، وأستطيع أن أقول إننا الوحيدون في الشرق الأوسط الذين نقوم بالتصفيح الكامل للسيارات بالشكل والتصميم الذي يطلبه العميل وبجودة تفوق تصوراته.

أهمية البحوث الصناعية

يعاب على كثير من المصانع المحلية عدم اهتمامها بجانب البحوث المتعلقة بالتطوير والتجديد في صناعتها، ماذا عن هذا الجانب لدى مصانع العربة ؟
حقيقة من وجهة نظري أن الصناعة التي لا تقوم على البحوث المستمرة والتطوير تكون قد فقدت أهم عناصر النجاح هذا أولا، وثانيا نحن في مصانع العربة نولي هذا الجانب اهتماما كبيرا جدا، ولولا ذلك لما وصلنا إلى منافسة كبريات المصانع العالمية، ومما يثبت اهتمامنا بهذا الجانب حصولنا على المركز الثالث بعد شركتي أرامكو وسابك من خلال مؤتمر الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص الذي أقامته جامعة الملك سعود، والذي كان يهدف إلى إيجاد شراكة مستدامة وفاعلة بين الجامعة والقطاع الخاص من أجل خدمة التنمية في المملكة، وكانت مشاركتنا في هذا المؤتمر من أجل التأكيد على الدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه هذه الشراكة في مجال البحوث وخصوصا في مجال الهندسة الميكانيكية.

الحاجة إلى استثمار
أجنبي فاعل

برأيكم إلى ماذا تحتاج الصناعة المحلية لدينا في الوقت الحالي لمواجهة المنافسة القادمة، وخصوصا عند الدخول فعليا في منظمة التجارة العالمية؟
من وجهة نظري تحتاج الكثير، ولكن أهم ما نحتاجه حاليا هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون وألا نبدأ من الصفر في صناعتنا، أيضا نحتاج إلى جذب للاستثمارات الأجنبية التي توطن التقنية لدينا، وليس الاستثمارات التي تبحث عن الربح السريع ومن ثم تغادر دون أن تترك أثرا في السوق المحلية، وكذلك وأهم ما نحتاجه كصناعيين القضاء على الروتين القاتل في الإجراءات الإدارية سواء من قبل الجهات الحكومية ذات العلاقة بالصناعة أو من غيرها.

كيف ترون مستقبل الصناعة السعودية خلال السنوات العشر القادمة ودور الشباب السعودي في هذه الصناعة؟
خلال السنوات العشر القادمة ستشهد الصناعة السعودية تطورا هائلا، إذا لم تبدأ من الصفر وبدأت من حيث انتهى الآخرون وذلك حتى يكون النمو سهلا والنجاح مضمونا بإذن الله . أما دور الشباب السعودي فسيكون له دور بارز وفعال إذا تم توجيه قدراته لما ينفع مستقبل الصناعة المحلية، فأعتقد أن الشباب يحتاج منا فقط إلى التوجيه والتدريب لكي يقوم بدوره على أكمل وجه، والتوجيه الذي أعنيه توجيه من خلال المدرسة والجامعة ومراكز التدريب ووسائل الإعلام المختلفة.

الأمير سلمان
أبو الصناعيين

هل من كلمة تختتمـــــون بها هذا اللقاء ؟
أود القول إن عوامل النجاح للصناعة متوافرة في سوقنا المحلية، فلدينا قيادة تدعم وتهتم بما يؤدي إلى النجاح، ولها الفضل بعد الله فيما وصلنا إليه، فلولا دعمها ووقوفها بجانبنا لما تحقق لنا ما نحن فيه، وأحب أن أقول كلمة حق في رجل أعطى كثيرا من جهده ووقته لدعم الصناعة ليس في الرياض فحسب ولكن على مستوى المملكة، وهو أبو الصناعة بحق الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فله منا الشكر باسمي واسم الصناعيين في مملكتنا الغالية لأنه أبو الصناعة السعودية بالفعل.