مكة تعيش ليلة الوفاء والولاء للمليك

عروض شعبية وتمثيل للبادية والحاضرة

مكة تعيش ليلة الوفاء والولاء للمليك

فالح الذبياني (مكة المكرمة)

شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الحفل الكبير الذي أقامه أهالي مكة المكرمة مساء أمس احتفاء بمبايعته أيده الله ملكا للمملكة العربية السعودية.

وكان في استقباله حفظه الله عند وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور خالد نحاس ومعالي الدكتور محمد عبده يماني والاستاذ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه والاستاذ عادل عبدالله كعكي. اثر ذلك عزف السلام الملكي.

ثم تشرف أعضاء اللجنة التنفيذية لحفل أهالي مكة المكرمة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين فيما كانت مجموعة من الاطفال ينثرون الورود في طريقه أيده الله.

كما قدمت مجموعة من الاطفال باقات من الورود لخادم الحرمين الشريفين ترحيبا بمقدمه حفظه الله بينما كان المنشد عباس مالكي يردد مجسا ترحيبيا من الفلكلور المكي.

وكان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يداعب الاطفال بأبوة حانية.

بعد ذلك توالت فقرات الحفل حيث القى الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وقال:

باسم اهالي مكة المكرمة حاضرة وبادية ارحب بكم في مهبط الوحي ومأرز النبوة ومنطلق الدعوة والفتح, مرحبا بكم في رحاب البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً.

مرحبا بكم في احب بلاد الله الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم, مرحبا بكم في قبلة الامة ومهوى أفئدة الناس, ومحج اهل الايمان, الذي شرفكم الله بخدمته, وانعم عليكم برعايته, وأكرمكم بالانتساب اليه.

خادم الحرمين الشريفين..

لقد كان من ابرز السمات في شخصية والدكم العظيم الملك المؤسس الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه), حبه العظيم لمكة المكرمة واهلها, واهتمامه الشديد بكل شؤونها, وكان من اكرم منجزات عهده رعايته المستمرة للمسجد الحرام, وحدبه على ساكنيها واختصاصهم دائما بالاقامة الطويلة بين ربوعها, والتفقد الدائم لكل احوالها, وكل ذلك ميراث عظيم وقدوة حسنة تركها لكم والدكم (رحمه الله تعالى)

ثم قال:

لقد تعاقبت على خدمة المسجد الحرام اجيال من اهل مكة المكرمة, سواء في الامامة او التدريس او الافتاء والاذان, وان اهلكم في هذا البلد الامين ليتطلعون ويأملون ان تتواصل خدماتهم هذه في عهدكم الميمون, وان يساهموا برعايتكم وتوجيهكم في حمل رسالة هذا الشرف العظيم بخدمة المسجد الحرام.

وبودنا يا خادم الحرمين - رعاك الله - ان توجه بعض الجهود لرعاية هذه المنافع بين المسلمين لتفعيل تبادلاتهم التجارية وان يكملوا بعضهم الآخر ويتعاونوا تجارياً وصناعياً وزراعيا فإنهم بذلك يكونون قوة لا مثيل لها في العالم, وان دولتنا العظيمة هي الوحيدة المؤهلة لذلك النشاط وسيسجل لكم التاريخ هذه الخطوة الرائدة بأحرف من نور..

فحبذا لو تفضل مقامكم الكريم بالتوجيه بإقامة معرض دائم يحمل اسم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) ويكون مقره في مكة المكرمة لتفعيل التبادل التجاري والصناعي والزراعي بين الدول الاسلامية, وتوطيد الروابط بينهم خاصة وان الموضوع الاقتصادي والمالي هو محور هذا العصر.

فإن ذلك باب عظيم للخير والازدهار تستفيد به ام القرى وما حولها, وينتفع به حجيجها, وتتقوى به اواصر الأمة الاسلامية كلها, ويقوى به التكافل والتكامل بين شعوبها, وتكون مكة المكرمة هي مركز الثقل لهذه الحركة التجارية والمالية والثقافية, ويكون كل ذلك معلماً من معالم عهدكم الميمون.

واود يا خادم الحرمين الشريفين ان اشيد من هذا المكان بما يقوم به صاحب السمو الملكي امير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز من دور فعال بتطوير ما حول المسجد الحرام بتوجيه ورعاية من مقامكم الكريم.

ثم القى الاستاذ سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى كلمة قال فيها: خادم الحرمين الشريفين.. هذا عرس من اعراس مكة التاريخية التي سوف يظل عطرها يفوح على مر العصور, وهذا يوم من ايام السرور التي سيبقى اريجها يسعد القلوب, وينعش الضمائر, وهل هنالك ألذ سعادة, واجمل سروراً من لقاء الحبيب بمن يحب, والمشتاق لمن يهوى, ان هذا اللقاء يجلي وميضاً من انوار حب لمقامكم تغلغل في الأرواح, وامتزج بالدماء, وسكن في الضمائر.. انه الحب للملك الذي احبنا.. انه الإجلال للملك الذي حن على شعبه, واحب رعيته وصدق في مسيرته, فامتلك القلوب, وتربع على عروش الأفئدة, واخذ من الحب احسنه, ومن الود اعذبه, ومن الاجلال اطيبه.

ثم قال: انها ليلة متفردة تخصون بها أهالي مكة المكرمة, وسكان البلد الحرام, الذين هم جزء من اجزاء هذه البلاد الطيبة, والمملكة الغالية, والتي مهما تعددت مشارب أبنائها وتنوعت قبائلهم, فهم كالجسد الواحد, وكالبنيان المرصوص, يجتمعون على وحدة العقيدة, وسمو الهدف, وحب الوطن.. وان مكة المكرمة بادية وحاضرة, شباباً وشيباً, قد حضروا اليكم اليوم ليصدحوا بكلمات الوفاء, وأناشيد الولاء, ولو أن الأمر ممكن لتمنى كل فرد منهم أن يعطر لسانه بكلمة أمامكم, وأن يكحل عينيه بنظرة الى جنابكم, فأهلاً بكم في رحاب محبوبتكم مكة المكرمة.

اثر ذلك القيت كلمة سيدات مكة المكرمة القتها نيابة عنهن الدكتورة رباب بنت صالح محمد جمال قالت فيها/يطيب لي باسم جميع نساء مكة المكرمة ان اهنئكم يا خادم الحرمين الشريفين بعيد الفطر المبارك كما يطيب لنا جميعا ان نجدد البيعة لكم بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فمع ما تحظى به المرأة من رعاية وتكريم تحمده لحكومتكم الرشيدة وتجزل لكم به الدعاء فإنها تواجه تحديات تقلل من دورها الريادي السابق ويتجاذبها تياران تيار المبالغة في الحجر والتضييق من ناحية وتيار الانفتاح اللامحدود والتحلل من كل ما هو اسلامي من ناحية اخرى كما تتعرض مسيرتها نحو النهضة والتقدم لعراقيل يضعها امامها بعض من يتولى امورها وبعض بنات جنسها وكلا الفريقين لم يحسن استيعاب وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة خيرا ونحن لا نريد سوى ما يريده الشرع لنا من حفظ حقوقنا وما اولانا اياه الله تعالى من التكريم والمكانة التي تمكننا من المساهمة في بناء الامة

ان التحديات التي تواجه المرأة في هذه الاونة منبثقة من عصر الانفجار المعلوماتي ووسائل الاتصال والعولمة في مجالاتها المختلفة الاقتصادي والثقافي والاجتماعي مؤكدة ان مواجهتها تتطلب ادراكا عصريا وحلولا ابداعية لابنا الحلول على ماسلف من الاوضاع.

وقالت اننا معشر النساء بحاجة الى معالجة قضايانا ومشكلاتنا بمنظور اسلامي واقعي متجدد واملنا ان تعود للمرأة على يديكم مكانتها الاولى التي كانت لها في اوائل عصر الاسلام وان تنال نصيبها من التكريم اما ومعلمة وطبيبة ومهندسة وتاجرة وغير ذلك من الادوار التي تكون بها عمارة الارض.

واضافت تقول وفي هذه العجالة لا يمكننا ايصال كل طموحاتنا وطروحاتنا ولذلك فإنني اطلب منكم بأسم جميع المكيات ما طلبته الصحابيات من الرسول صلى الله عليه وسلم حين قلن له اجعل لنا يوما من نفسك لما لمسناه من كريم رعايتكم وثقتنا كبيرة في حسن الاجابة.

أثر ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الى المعرض المصاحب للحفل حيث تشرف عدد من الاطفال بالسلام عليه أيده الله فيما كانت مجموعة من الاطفال تنثر الورود في طريقة وتؤدي مجموعات من أهالي مكة الاهازيج الشعبية.

وشاهد الملك المفدى فى بداية الجولة خارطة تمثل توزيع أعلام وحدود الحرم المكي الشريف بعدها قام حفظه الله بجولة فى جناح أسواق مكة القديمة للمأكولات والحرف المكية حيث تذوق عددا من المأكولات الشعبية كما توقف فى مركاز العمدة وبعدها قام رعاه الله بجولة شملت حلقة الدرس الشرعي وأجنحة مؤسسات أرباب الطوائف وخدماتها والعطارين وصناعة السبح ومصنع الفخار والخزف والقطان والصباغة وصناعة الاحذية وصناعة العقل والرماح والسيوف والخطاطين والقهوة الشعبية.

اثر ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفل العشاء الذي أقامه أهالى مكة المكرمة بهذه المناسبة.

حضر الحفل الخطابي والجولة صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الامير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الامير فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود وصاحب السمو الامير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الامير ممدوح بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالاله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وأصحاب السمو الملكى الامراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع غفير من أهالي مكة المكرمة.وعقب حفل العشاء عزف السلام الملكي ثم غادر الملك المفدى بحفظ الله ورعايته مقر الحفل متوجها الى جدة مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

مشاهدات في قلب الاحتفاء

* فور وصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى مقر الاحتفال عزف السلام الملكي, ليسير حفظه الله في ممر خاص الى المنصة المعدة وسط تهليلات وتكبيرات أهالي مكة المكرمة الذين وقفوا على جنبات الممر ينثرون الورد على -ملك القلوب- وماء الورد في تظاهرة تقليدية شعبية لأهالي مكة حيث سار أمام المليك الشباب الذين يحملون السفن التراثية والفوانيس المضيئة فيما كان (6) من أبناء مكة الصغار ينثرون الورد حيث نثروا قرابة (50) كيلو من الورد.

* تجلت مقولة خادم الحرمين الشريفين (شعبي كعيني) حقيقة كسناء الشمس أمس حيث توقف حفظه الله لمصافحة عدد من أهالي مكة المكرمة أثناء توجهه الى المنصة الرئيسية في الاحتفاء.. فصافح الرجال وقبّل الأطفال في لمسة حانية لملك الانسانية.

* (الله ينصرك يابو متعب) كانت العبارة التي تعالت في الاحتفال من أهالي مكة المكرمة حيث احتشد قرابة (5) آلاف شخص من أهالي مكة المكرمة وهم يحملون صور المليك المفدى وولي عهده الأمين والعلم السعودي الذي دوما يرفرف عاليا.

* شهد مقر الحفل كثافة بشرية هائلة منذ ساعات مبكرة حيث توافد أهالي مكة المكرمة الى هناك وتراصت السيارات حتى محطة الفتح على طريق مكة- جدة السريع رغبة من الجميع في متابعة فعاليات الحفل.

* قام خادم الحرمين الشريفين بجولة على السوق الشعبي للحرف والأكلات الشعبية المكية حيث استمع حفظه الله الى العاملين من أبناء مكة في تلك الحرف اليدوية الى جانب تذوقه من الأكلات الشعبية المعروضة اهمها (الفول, المطبق, والحلويات).

وكان حفظه الله يصافح اصحاب تلك المهن ويشد على أيديهم ويدعو لهم بالتوفيق مؤكدا لهم ان البركة في تلك الأعمال اليدوية والشعبية.