(مسبحة) أبو كرفتة تصطاد رجال الأعمال

برع في الهروب لثلاث سنوات.. ولم يخب ظنه
(مسبحة) أبو كرفتة تصطاد رجال الأعمال

ابراهيم علوي (جدة)-تصوير: مديني عسيري

رغم هاجس الخوف وشبح القلق الذي ظل يراود المشعوذ (السوداني) أبو كرفتة.. إلا أنه ظل على مدى ثلاث سنوات ماضية يمارس نشاطه اعتيادياً في الايقاع بضحاياه واحداً تلو الآخر..

ولم يقتصر جهده على نصب الفخ لصغار الطامعين في الثراء السريع أياً كانت الوسيلة, انما فرد شباك احتياله حتى وصلت الى رجال الاعمال, فاوهمهم ان الملايين التي يمتلكونها يمكن ان تتحول الى عشرات, والعشرات الى مئات.

فجأة ذاع الخبر, هناك من (يفقس) الاموال.. فكثر عدد مرتاديه, لكن ابو كرفتة استعمل ذكاءه فكان لا يستقبل ضحيتين في موقع واحد, من خلال استئجار شقق مفروشة باوراق مزورة.

وداخل تلك الشقق كان يجلس ابو كرفتة, بعدما يحكم القبضة على ضحيته مستغلاً لهفته وولوعه بالمال, وضعف ايمانه, فيخدعه بطلاسم ويوهمه بالقوة الخارقة لمسبحته التي لا تفارق يداه..

وفي لحظة ضعف, ووسط صيحات (الدراويش) والمشعوذين, وأصوات الأبواب المتصدعة, يخطف ابو كرفتة بصر ضحيته, وتتساقط بعض الدولارات التي سبق ان علقها في سقف الغرفة, فيرتعد الضحية ظناً ان (الجن) استجاب لدعوة الساحر.. فيستجيب هو لكل المطالب التي يعرضها عليه أبو كرفتة, ويوفر له البخور والدجاج الحي والزيوت, وقبل ذلك الاموال المطلوب مضاعفتها.

وما ان تنتهي جلسة السحر, ويخرج (المسحور) من الشقة ويبتعد عنها حتى ينسى تفاصيلها ولا يتذكر سوى انه وقع ضحية نصب, ويسأل نفسه كيف استسلمت..

وما ان يعود الى مقر الوكر, حتى يجد كل شيء بلا اثر, فلا وجود لمشعوذ أو دجال ولا احد هناك يدعى ابو كرفتة..

ومع تعدد البلاغات, كثفت شرطة جدة جهودها لاصطياد ابو كرفتة, وفق المؤشرات التي يدلي بها الضحايا..

وقبل اليوم الموعود.. كان الضحية تاجراً, فأوهم ابو كرفتة بانه مستعد لكل ما يطلب على ان يزيده غنى بعد غنى..

وامام طمع ابو كرفتة في اقتناص الفرصة في هذا التاجر, تواعدا, وكانت الجلسة السحرية الأخيرة..

وفي هذه المرة لم يشعر ابو كرفتة إلا برجال الأمن حوله, فلم يفلح سحره في ان ينجيه منهم, كما عجز سابقاً أن يضاعف ريالاً واحداً.

وسقط أبو كرفتة, وكان الملفت للنظر انه لا يرتدي أي (ربطة عنق) بل ثوباً بلدياً و(طاقية رأس) الأمر الذي لا يفسر سر تسميته بـ(أبو كرفتة).

لكنه اكتفى بالقول فور سقوطه.. كنت أشعر بقرب سقوطي.. وهكذا حدثتني نفسي.. ولم يخب ظني.

وكانت عملية القبض على المحتال ابو كرفتة (م.ن) والذي يعد أشهر المشعوذين وأخطرهم اشرف عليها مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي, وتابعها مدير التحريات والبحث الجنائي العقيد حسن النفيعي, وقاد الضبط الرائد عبدالرحمن المالكي رئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال, واعد الخطة الملازم بندر الغامدي.