9 فتيات يصطدن ضحايا لـ(البورصة) بالليالي الحمراء

سقوط مكتب دكتور التحاليل الطبية ومتابعة موظفي بنوك محلية متورطين في النصب

9 فتيات يصطدن ضحايا لـ(البورصة) بالليالي الحمراء

ابراهيم علوي (جدة)-تصوير: مديني عسيري

لم يمض اسبوعان على سقوط مكتب البورصة الوهمي في شارع التحلية الذي كان يديره احد الوافدين مستغلاً طاقمه النسائى في الايقاع بالضحايا .. حتى جددت شرطة جدة ضرباتها الموجعة ضد مكاتب النصب والاحتيال اذ وضعت يدها على مساهمة جديدة مشابهة للاولى من حيث التكتيك الا ان الابتذال والاغراء الفاضح كان الاسلوب الجديد, حيث اشترط صاحب المساهمة تبرج الفتاة (وجهاً ورأساً وشعراً) وجرأتها في التعامل مع العملاء .. واغرائهم بحركاتها وكلامها ومرونتها الكاملة معه في مقابل تحويل العملاء لضحايا بعد التوقيع على عقود المساهمات في المكتب الذي يتخذ موقعاً في الطابق الرابع داخل فندق بجدة امام سكن منسوبي ومنسوبات المكتب بطاقتين في الطابق الخامس من نفس الفندق.

يدير المكتب وافد حاصل على دكتوراه في التحاليل الطبية, يحمل بطاقتين بصورتين مختلفتين, ويرتبط بعلاقات مشبوهة مع عاملين في عدة بنوك محلية (تجري متابعتهم حالياً لتمرير معلومات عن العملاء الضحايا بالاضافة لتمرير العمليات المشبوهة).

وبدأ المكتب نشاطه منذ نحو ستة اشهر, نجح خلالها منسوبوه الذين تم ضبطهم (خمسة رجال وتسع فتيات) في اقناع عشرات الضحايا بمعدل 10 ضحايا لكل فتاة بالمشاركة في مساهماتهم الوهمية في المضاربة بالاسهم الامريكية والبنوك العالمية والعملات الاجنبية واسواق البترول والذهب والفضة والمعادن والاحجار الكريمة.

وتعمل الفتيات العاملات في المكتب على اختيار الضحايا من رجال اعمال ومال ومن الميسورين ممن يمتلكون رؤوس اموال في البنوك, ومحاولة اقناعهم بامكانية تحريك اموالهم بمكاسب الى 100% في الاسبوع الاول.

وتستخدم الفتيات كافة انواع الغنج والدلال وصولاً الى هدفهن, والحصول على الموافقة للتوقيع على العقود, ومن ثم تحصل الفتاة على عمولة مقدارها الف ريال عن كل عميل تضاف لراتبها الذي يصل الى 1500 ريال شهرياً.

ونجحت الفتيات في ايقاع العديد من الضحايا في فخهن من خلال الممارسات غير اخلاقية فيما استخدمت اساليب اخرى للايقاع بضحايا آخرين بعيداً عن (غنج البنات).

ويقوم (4) اشخاص من المجموعة بإيهام العملاء الجدد انهم عملاء سابقين حققوا مكاسب وراء مساهمات هذا الكتب بدافع استقطابهم.

ويعتمد المكتب على تحويل المساهمات التي يجمعها من ضحاياه بواسطة احد البنوك المحلية الى بنك آخر في احدى الدول العربية.

ويقدم المكتب دورة تدريبية للمستثمرين تلقيها امرأة تستخدم اساليب الاغراء سواء في الحركة او الحديث.

اما العملاء او الضحايا فيخيرون بين ادارة المساهمات بانفسهم من خلال رقم سري, او اسناد الامر كاملاً للمكتب مع امكانية الزيارة في اي وقت.

وبعد جمع المعلومات اللازمة اشرف مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي وبمتابعة مدير التحريات والبحث بجدة العقيد حسن النفيعي, على خطة زرع عنصر امني داخل المكتب لكشف هوية النصابين والمشاركين, ورصد كافة العمليات, وخلال اسبوع كامل قضاه العنصر وسطهم كشف كل المعاملات المشبوهة. ولحظة المداهمة التي قادها مدير بحث الشمال المقدم محمد الوليدي ونفذها الملازم نواف البوق, حاول المشرف على المكتب الادعاء بان نشاطه يقتصر على التدريب وليس المساهمات فيما حاول ايضاً تمزيق اوراق هامة بحوزته .. لكن حضور العنصر الامني المزروع وسطهم افشل خبث دكتور التحاليل.

اما الفتيات, فصدمن من القبض عليهن, بعدما اعتقدن في البداية ان الامر مجرد مداعبة, وحاولن نفى اي علاقة لهن بالمساهمات واعتبرن انفسهن مراجعات, لكن التقنية الحديثة مكنت من تسجيل كافة المحادثات الهاتفية التي اجرتها الفتيات مع ضحاياهن, بالاضافة الى قوائم العملاء. واحيل المتهمون والمتهمات لشرطة الشرفية لاستكمال التحقيق. وكانت المكتب يضم عددا من الغرف المزودة باجهزة الحاسب الآلي التي تحوي رسوماً بيانية والمرتبطة بالانترنت لمزيد من اقناع الضحايا, فيما هناك غرفة اخرى للاتصالات النسائية والتي تطل عليها غرفة المحاضرات.

واعتبر العميد الزحامي سقوط هذا المكتب نجاحا امنياً في اطار القضاء على مساهمات النصب والاحتيال.