طريق عقبة قلوة يكلف 70 مليوناً ويلحق أضرارا جسيمة بمصادر المياه

طريق عقبة قلوة يكلف 70 مليوناً ويلحق أضرارا جسيمة بمصادر المياه

الباحة: جمعان الكرت

رفع عدد من أهالي قبيلة بيضان، بمنطقة الباحة، خطاباً إلى "وزارة النقل" و"إمارة المنطقة".. يطالبون فيه برفع الضرر عنهم.. والمتمثل في دفن المزارع، وتدمير مصادر المياه التي كانت تسقي حقولهم.
تأتي هذه "الخطوة" كرد فعل مباشر على "تجاوزات" إحدى الشركات القيمة على مشروع طريقة "عقبة قلوة" الذي يجري العمل به حالياً، لربط قطاع السراة بالقطاع تهامة. خصوصاً وأن هذه الشركة العاملة في هذا المشروع ألحقت الأذى بمزارع الأهالي هناك وعرضت أراضيهم الزراعية للأخطار التي اتضحت تأثيراتها السلبية والتدميرية بجلاء.




المواطن بخيت محمد الزهراني لم ينكر أهمية الطريق بوصفه رافداً مهماً بل ومن أهم روافد التنمية في منطقة الباحة لكونه يربط قرى بيضان بالسراة، بقرى قلوة بتهامة كما يسهم في رفع رصيد السياحة الصيفية والشتوية، إلى جانب تسهيل الحركة السكانية والاقتصادية بين القطاعين. لكنه في الوقت نفسه - يرى أن سعادة الأهالي التي كانت غامرة عند بدء المشروع تلاشت فيما بعد وذلك لبطء تنفيذ المشروع - ثم -وهذا هو الأهم - ما أحدثته آليات تلك الشركة من أضرار بالمصاطب الزراعية وذلك جراء "القطع الجائر" دون مراعاة للمزارع والينابيع التي يعول عليها المواطنون كثيراً - منذ أزمنة طويلة - لأهميتها في حياتهم المعيشية.
تلك المزارع وتلك الينابيع أصبحت أثراً، مما دفع الأهالي إلى الإعلان عن توجسهم من أن تلاقي سائر "الينابيع" (مثل "غرار الحروض" التي تنبجس من بطون الجبال لتسقي مزارع البن والموز والفاكهة) المصير السيئ نفسه.
ويرى المواطن "يعن الله قريع" أن الطريق بوضعه الراهن أصبح يشكل خطراً على الأهالي بسبب تساقط الصخور بين الحين والآخر في عرض الطريق.
ويصف "قريع" معاناة الأهالي، وتضررهم بأنه حقيقي وواقعي كونه يمس حياتهم في الصميم!
واستجابة لردود أفعال الأهالي المتذمرين مما حصل والذين رفعوا "خطابات" إلى الجهات المعنية يوضحون "وجهة نظرهم" ويكشفون فيها عن هواجسهم ويطالبون برفع الضرر، تشكلت لجنة من الأمارة، وإدارة الطرق، والشركة المنفذة، وخلص أعضاء اللجنة إلى وضع تقرير مفاده: أن "القطع تسبب بالفعل في أضرار مادية لأصحاب المزارع حيث دفنت مزارعهم".
وطالبت "اللجنة" في تقريرها بتعويض المواطنين المتضررين مادياً، أو منحهم أراضي في موقع آخر تعادل مساحة أراضيهم التي يستحيل استصلاحها بوضعها الراهن من جراء كميات التربة والصخور التي دفنت مزارعهم.
ولكن ما الذي حدث بعد ذلك؟! وهل أصبحت تلك المقترحات أو التوصيات التي قالت بها "اللجنة" في تقريرها، موضع التنفيذ؟!.
يجيب المواطن محمد جمعان عطية بأن "المعاملة" تم تحويلها إلى أمانة المنطقة بتاريخ 23/2/1426هـ ولكن الأمانة (في سياق خطابها) رفضت منح المتضررين قطع أراض بحجة أن ليس لها دخل في نشوء الأضرار وترمي بالمسؤولية على "إدارة الطرق"، وتم تحويل المعاملة نفسها - بأمر من إمارة المنطقة - إلى الإدارة العامة للطرق والنقل بالباحة وطالبتها بحل المشكلة بشكل نظامي.
لكن المعاملة - يقول عطية - مازالت في أدراج "إدارة الطرق" منذ عام كامل، ولم يبت فيها، ولم يحصل المتضررون على أي تعويض.
"الوطن" طرحت "المشكلة" على المهندس عبدالعزيز بدوي (مدير عام الطرق بالباحة) فقال: "فيما يخص مطالبة الأهالي بإزالة الأضرار عن مزارعهم فقد تشكلت لجنة من الإمارة وإدارة الطرق لتدارس هذا الموضوع"، وقال: "إن بحث تلك الأضرار ما زال جارياً مع الجهات الأخرى"!!.
وأشار المهندس بدوي إلى أن المشروع جاء على مرحلتين وكلف 70 مليون ريال، والطريق يربط السراة بتهامة خصوصاً محافظة قلوة، وهو في الوقت نفسه يختصر المسافة من مدينة الباحة إلى قلوة وصولاً إلى طريق الساحل.
وعن السبب الذي أدى إلى تغيير مسار الطريق أوضح المهندس بدوي بأن ذلك جاء بناءً على طلب الأهالي وبتوجيه من مقام الإمارة.. حتى يتم التنفيذ سريعاً!. لتبقى إشكالية التعويض في انتظار الحل.

الاربعاء9/1/1427

المصدر جريدة الوطن