الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

منتدى الاخبار المحلية واالعالمية كل مايتعلق بالاخبار والاحداث اليومية في المنطقة العالمية والمحلية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 21/02/2006, 11:07 AM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
Awards Showcase
لوني المفضل Maroon
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل : Aug 2004
 فترة الأقامة : 7564 يوم
 أخر زيارة : 21/01/2025 (03:28 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 64,160 [ + ]
 التقييم : 16605
 معدل التقييم : صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مهرجان العصافير



د.عبد الرحمن العشماوي

كانت العصافير قد أعلنتْ بتغريدها طلوع الفجر، حيث تبدأ قبل انبثاق نوره بحركتها الدائبة في أعشاشها التي بَنتها بمهارة عجيبة على فروع أغصان شجرة السِّدر الشامخة التي تمدُّ ظلالها في فناء المنزل... نعم، العصافير تبدأ التغريد قُبيل أذان الفجر، وكأنَّها تنشد ألحان الفرحة ببزوغ يومها الجديد، وتردًّد أناشيد العتاب لنا نحن البشر الذين نحرم أنفسنا جمال إشراقة الصَّباح بتلك الإغفاءةِ الصباحية التي تحول بيننا وبين احتفال الآفاق بأضواء الفجر وأشعة الشمس.
يا له من فجرٍ جميل...!!
صورٌ كثيرة ترسمها ريشته المضيئة على صفحات مخيِّلتي، صورٌ لعظمة هذا الكون والتي تدلُّ على عظمة مبدعه وخالقه سبحانه وتعالى.
مهرجان العصافير رائعٌ في ذلك الصَّباح، ها هي ذي تبدأ الرَّفْرفة بأجنحتها متنقلةٌ بين أغصان شجرة السدر، وزَقزقَةُ صغارها تشرح الصدر، وتستثير كوامن الفكر.
دقائق معدودات مرَّت بي في موقع مراقبتي للعصافير، بعدها توجَّهَتْ أسرابُها بصورة رائعةٍ تثير الإعجاب، سبحان الله، آلاف العصافير انطلقت أمامي مغادرةً فراخَها وأعشاشها مع ذلك الصباح الجميل، وغابت في الأفق.
إلى أين تنطلق تلك الأَسراب؟!
لم تُمهلْني ذاكرتي، بل عرضتْ في ذهني مباشرة عبارات ذلك الحديث الشريف وكأنَّّها أرادتْ أنْ تجيبني عن سؤالي إجابةً سريعة:
«لو توكَّلْتم على الله حقَّ التوكُّل، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً، وتروح بطانا»، لله هذه الفصاحة النبوية الآسرة.... «تغدو؟»، نعم، وها هي ذي العصافير قد غدت أمامي في هذا الصباح الجميل... «خِمَاصاً؟» ، نعم، إنها بلا شكٍ جائعة ولهذا غدتْ تبحث عن رزقها... «وتروح؟»، نعم، لقد رأيتها أكثر من مرةٍ ترتدي رداء الشفق الأحمر في بدايات انطواءٍ النهار وقبيل غروب الشمس، وهي تعود إلى أعشاشها في سدرة المنزل، وتغرِّد وتٌزَقْزِقُ حتى أتخيَّل أنها تتحدث مع بعضها بأخبار رحلتها في ذلك اليوم... «بطاناً؟»، نعم، تروح وقد شبعتْ وملأتْ بطونها.
وتأمُّلْتُ «المقابلة البلاغية» الجميلة، بين تغدو خماصاً، وتروح بطاناً، ولاح في ذهني سؤال: لماذا تختار البلاغة النبوية كلمتي «خماصاً، وبطاناً» دونَ غيرها من الكلمات الدالَّةِ على الجوع والشِّبَع؟!
إنَّ كتب اللغة تقول: الخَمْصَةُ: الجَوْعة، والمَخْمَصَةُ: المَجاعة، والخَميصُ: ضامرُ البطن، إنَّّها أشدُّ حالات الجوع، لأنَّ المخلوقات يمكن أن تشعر بالجوع حينما يحلُّ وقت طعامها ولو لم تكن فارغةَ البطن، فلا يكون التعبير هنا دقيقاً، وإِنما الأَدَقُّ منه التعبير بالمَخْمَصة التي هي أقصى حالات الجوع حيث يضمرُ البطن.
أمَّا «البِطْنَة» فإنَّ كتب اللغة تقول: إنها امتلاءُ البطن، يقال: بَطنَ يبطَنٌ بَطَنَاً، عَظُمَ بطنه من الشًّبَع، والِبطْنَةُ: الكِظَّة، وهي أن تمتلىء من الطعام امتلاءً شديداً.
يا له من جوابٍ عن السؤال الذي خطر بالبال، ويا لها من لغةٍ عربيةٍ عظيمة، ويا لَها من بلاغةٍ نبويةٍ لا تجارى!!.
كم نحن بحاجةٍ إلى أن نعلِّم أجيالنا لغتنا العربيَّةَ الفصحى، لغةَ البلاغة والبيان ولغة السَّعَةِ والشمول، ولغة الدِّقَّةِ وعُمْقَ الدِّلالة، ولغة الوضوح، ولغةَ الإيجاءِ الجميل.
ربَّما يمرُّ الجاهل باللغة، أو المقصِّر في معرفةِ إيحاءَاتها بهذا الحديث الشريف مروراً سريعاً دون أنْ يفطن إلى هذه الدقِّة في استخدام العبارة، فما دام المقام مقام التأكيد النبوي على تكفُّل الله عزَّ وجلّ برزق عباده المتوكِّلين عليه حقَّ التوكُّل، فإنَّ التعبير بالَمخْمَصة وهي أشدُّ الجوع، وبالبِطْنَة وهي أشدُّ الشِّبَع، هو الأنسب والأمثل والأَدَقَّ في أداءِ المعنى المُراد.
كم نحن بحاجةٍ إلى هذا الكنز البيانيِّ العظيم
إشارة:



من جذور اللغة الفصحى انطلقْنا
نملأ الدنيا صدىً عَذْباَ شجيَّا
وبها نتلو كتابَ الله غَضَّاً
مثلما أنزله الله طريَّا
لغةٌ ما سافر الإبداعُ فيها
سفراَ إلا أعادتْه فتيَّا



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
دهاء الشيخ محمد بن يحيى العسيري شيخ رباع تاريخ قرية رباع بين الماضي والحاضر 0 5003 20/10/2024 02:27 PM
وقفات ودروس من حروب بخروش بن علاس ضد جحافل... تاريخ زهران وغامد 2 9406 17/09/2024 11:11 PM
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 18588 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 16987 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 15597 28/12/2023 05:06 PM

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w