نسر يهشم طائرة.. والأهالي يطالبون بابعاده عن المطار

نسر يهشم طائرة.. والأهالي يطالبون بابعاده عن المطار
مرمى «العقيق» يشرد سكان «لغبة»


سفر الغامدي (العقيق)
ظل نسر جارح طريقه لالتقاط رزقه من مرمى النفايات في «لغبة» وارتطم بقوة بطائرة السعودية الرحلة رقم (1702) القادمة من جدة يوم الثلاثاء 14/12/1425هـ اثناء هبوطها في مطار الباحة مما ادى لتهشيم زجاجها الامامي فهبطت بسلام غير انها توقفت عن الخدمة لعدة ساعات.
لم يتم استجواب النسر الذي هلك جراء فعلته واصبح المتهم الرئيسي بلدية العقيق نظرا لوجود مرمى النفايات بالقرب من المطار من الناحية الشرقية مما سبب حرجا بالغا للطيار اثناء الهبوط بعدما تبين ان النسر لم يكن يستهدف طائرته ولا الركاب عندما ضربها بجناحه القوي وانما كل ما حدث هو سوء تقدير منه عند انقضاضه على غنيمته في مرمى النفايات شرق المطار ونظرا لعدم معرفته المسبقة بجدول الرحلات القادمة للباحة والتي عادة ما تتأخر عن موعدها المحدد!.
تم تشكيل لجنة من البلدية والطيران المدني بمحافظة العقيق للبحث عن مرمى للنفايات فوقع اختيارهم على «لغبة» لتكون المقر الدائم لمرمى النفايات على مسافة 16كم شمال شرق العقيق.
الموقع يكتظ بالسكان وتجاوره عدة قرى سكنية وتتخلله الشعاب والاودية الامر الذي ادى لاستياء الاهالي من اللجنة لاختيارها لهذا الموقع كأنما هم يستشعرون حمى الضنك في جدة ومتصدع جيزان فرفعوا صوتهم بالاحتجاج على اختيار مرمى النفايات قريبا منهم واشتكوا للمسئولين لابعاد مرمى النفايات عن موقعه الحالي حفاظا على صحة الاهالي وصحة البيئة في آن معا.
صفحة والتاريخ
«لغبة» منطقة منبسطة يحتضنها وادي لغبة من ناحيتي الجنوب والشرق ليصب شمالا في وادي «كرا» المشهور على بعد خمسة كيلومترات فيما يقع مرمى البلدية غرب الوادي في منطقة مكتظة بالشعاب وهو الأمر الذي ينذر باختلاط النفايات مع مياه الوادي في حالة جريانه في تلك المنطقة المحايدة ما بين قبيلة «رفاعة» وشيخهم بخيت المكي وقبائل العبيدات الذي يشكل الوادي مصدر شربهم وسكناهم ومع استيطان البادية كانت «لغبة» متمكنة من قلوب سكانها الذين فضلوا البقاء فيها بانتظار ان تصلها الخدمات الا ان المدارس تخطتهم الى قرية (الربوة) كما عبرتهم الكهرباء الى قرى اخرى فنشأت قرية «جميلة» و «المطاردة» وبدأوا في حفر الابار فاصبحوا يشربون ماء عذبا بدون كلور او اي مواد مضافة اليه حتى ان الشيخ عايض فرج - أحد عشاق الوادي - لايطيق شرب مياه الصحة ولايستسيغها الا مجبرا في بعض سفرياته.
لكل هذه المعطيات من خدمات وكهرباء ومياه شرب نظيفة عبر سكان قرى لغبة وجميلة والمطاردة والربوة عن احتجاجهم الشديد لاختيار مرمى البلدية قريبا منهم مما يتهددهم بالخطر فضلا عن تلوث البيئة.
مبشر راجح ناجم ومحمد راجح الغامدي ومحمد راجح عمر وعايض فرج الغامدي قالوا بصوت واحد: لن نقبل بتحويل ارضنا الى مرمى للنفايات ولن نسكت حتى تبعد هذه المخلفات عنا وعن ابنائنا وعن مياهنا واضافوا في استغراب شديد: نحن في دهشة من امرنا لاقحام البلدية نفسها في مشروع كهذا يقع وسط بيوتنا متجاهلة ما قد يترتب على ذلك من اضرار صحية.
كنا نتوقع ان تقوم البلدية بتوسعة وسفلتة الطريق وانارة القرية ونظافتها وجمع نفاياتها لا أن تحولها الى مرمى للنفايات حتى تزكم انوفنا الروائح النتنة وتنتقل الينا الامراض.
بل من ينقذنا من الحيوانات الضالة التي تتجمع حول النفايات كما نستغرب سكوت فرع وزارة الزراعة في العقيق عن حماية البيئة حيث يمتلئ الوادي بالغابات واشجار السدر علما بانه يقع الى جوار موقع (مرمى النفايات) ارض تخص وزارة البترول والثروة المعدنية ولديها النية في التنقيب عن معادن ثمينة فيه لاسيما ان هناك اثارا منذ مئات السنين تدل على استخراج بعض المعادن الثمينة في هذا الموقع، فيما يؤكد سفر عائض فرج ان هذا الموقع لايتفق واشتراطات المواطن لقربه من ابار الشرب واعتماد الاهالي عليها في شربهم ويضيف: لاشك ان وزارة الشؤون البلدية يهمها مصلحة المواطن.
وطالما ان هذا المواطن سيتضرر من وجود مرمى النفايات فلماذا الاصرار عليه بدلا من تدميره ثم لماذا أُلغي الموقع القديم المقترح في «الحدبة» الذي تم تحديده منذ فترة طويلة كأنسب موقع لمرمى النفايات وتحويله الى «لغبة»؟؟
نتمنى ان تعيد البلدية النظر في الموضوع واختيار موقع اخر لطمر النفايات يواكب مستقبل المنطقة العمراني فما هي الا سنوات قليلة حتى تصبح «لغبة» و «الربوة» و«شواحط» مخططات سكنية تحيط بالمطار من الناحية الشرقية الشمالية اذ لاتبعد عن المطار سوى عشرة أميال فقط.
وبعرض موضوع مرمى النفايات على رئيس بلدية العقيق عبدالله محمد الجوني وملاحظات الاهالي عليه، اوضح ان مرمى لغبة تم اختياره منذ فترة طويلة كمرمى دائم للمحافظة بواسطة احد المكاتب الهندسية الاستشارية المتعاقدة مع الوزارة الذي رأى انه مناسب ليكون مرمى دائما للمحافظة وهناك معاملة في هذا الخصوص ما بين البلدية والامارة لتنفيذ المرمى على احدث المواصفات العالية بحيث تضمن عدم المساس بالبيئة المحيطة بهذا المكان وقد تم عمل رسم كروكي وتم حصر اقرب المنازل والمزارع والآبار المجاورة له.
اما مدير مطار الباحة المهندس فهد محمد العدواني فينظر الى موقع المرمى بجانب المطار من حيث خطورته البالغة على الحركة الجوية مطالبا بابعاده بغض النظر عن الموقع الجديد مشيرا الى تعرض الطيارين الى بعض الصعوبات التي اعترضت طريقهم جراء اصطدام طائراتهم ببعض الطيور التي عادة ما تحوم حول مرمى النفايات لالتقاط ارزاقها وما واقعة النسر الذي ارتطم باحدى الطائرات ببعيدة عن الاذهان حيث تم استبدالها باخرى حتى يتم اصلاحها، معربا عن خشيته في تكرار مثل هذا الحادث اذا ما أبقي على مرمى النفايات في موقعه الحالي.
ومن جهة يوضح الدليل الارشادي لاقامة مثل هذه المدافن عدة اشتراطات ينبغي اخذها في الاعتبار عند انشاء مدفن صحي كالسوائل والغازات التي ستنتج عنه وتصريف مياه السيول وتحلل النفايات والروائح التي ستنبعث منها والضوضاء والغبار والحشرات الناقلة للامراض والحيوانات الضالة واستخدامات الاراضي المجاورة له مستقبلا.

بارك اللة فيك

شكرا لك على المرور