الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05/04/2006, 01:10 AM
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
مشهور âيه ôîًَىà
Awards Showcase
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7387 يوم
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم : 10000
 معدل التقييم : مشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond reputeمشهور has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قصة مؤثرة جداً ... لن تندموا على قرائتها..



قصة مؤثرة جداً ... لن تندموا على قرائتها..



كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه ، أكثر مما أحبه لصلاحه ودينه ،
فكان يروقني منظره ويؤنسني محضره ، ولا أبالي بعد ذلك بشي من
نسكه وعبادته ، أو فسقه واستهتاره ، لأنني ما فكرت قط أن أتلقى عنه
علوم الشريعة أو دروس الأخلاق .

قضيت في صحبته عهداً طويلاً ما أنكر من أمره ولا ينكر من أمري شيئاً
حتى سافرت من القاهرة سفراً طويلا فتراسلنا حيناً ، ثم انقطعت عني
كتبه فرابني من أمره ما رابني ، ثم رجعت فجعلت اكبر همي أن أراه
فطلبته في جميع المواطن التي كنت ألقاه فيها فلم أجده ،
فذهبت إلى منزله ، فحدثني جيرانه انه هجره من عهد بعيد ، وأنهم لا
يعرفون أين مصيره ، فوقفت بين اليأس والرجاء برهة من الزمان ،
يغالب أولهما ثانيهما حتى غلبه ، فأيقنت أني قد فقدت الرجل ، واني لن
أجد بعد اليوم إليه سبيلا .

هنالك ذرفت من الوجد دموعاً لا يذرفها إلا من قل نصيبه من الأصدقاء ،
وأقفر ربعه من الأوفياء ، وأصبح غرضاً من أغراض الأيام ،
لا تخطئه سهامها ولا تغبه ألآمها .

بينا أنا عائد إلى منزلي في ليلة من ليالي السرار إذ دفعني الجهل
بالطريق في هذا الظلام المدلهم إلى زقاق موحش مهجور يخيل للناظر إليه
في مثل تلك الساعة التي مررت فيها انه مسكن الجان ، أو مأوى الغيلان ،
فشعرت كأني أخوض بحراً اسود ، يزخر بين جبلين شامخين ، وكأن
أمواجه تقبل بي وتدبر وترتفع وتنخفض ، فما توسطت لجته حتى سمعت
في منزل من تلك المنازل المهجورة أنة تترد في جوف الليل ، ثم تلتا أختها
ثم أخواتها ، فاثر في نفسي مسمعها تأثيراً شديداً وقلت : يا للعجب !
كم يكتم هذا الليل في صدره من أسرار البائسين ، وخفايا المحزونين ..
وكنت قد عاهدت الله قبل اليوم ألا أرى محزوناً حتى أقف أمامه وقفة
المساعد إن استطعت ، أو الباكي إن عجزت ، فتلمست الطريق إلى ذلك
المنزل حتى بلغته ، فطرقت الباب طرقاً خفيفاً فلم يفتح ، فطرقته أخرى
طرقاً شديداُ ففتحت لي فتاة صغيرة لم تكد تسلخ العاشرة من عمرها ،
فتأملتها على ضوء المصباح الضئيل الذي كان في يدها ، فإذا هي في
ثيابها الممزقة ، كالبدر وراء الغيوم المتقطعة ، وقلت لها : هل عندكم
مريض ؟ فزفرت زفرة كاد ينقطع لها نياط قلبها ، وقالت : أدرك أبي
أيها الرجل فهو يعالج سكرات الموت ؛ ثم مشت أمامي فتبعتها حتى
وصلت إلى غرفة ذات باب قصير مسنم ، فدخلتها ، فخيل إليّ أني قد
انتقلت من عالم الأحياء إلى عالم الأموات ، وان الغرفة قبر ، والمريض
ميت ، فدنوت منه حتى صرت بجانبه ، فإذا قفص من العظم يتردد فيه
النفس تردد الهواء في البرج الخشبي . فوضعت يدي على جبينه ففتح
عينيه وأطال النظر في وجهي ، ثم فتح شفتيه قليلاً قليلا ؛ وقال بصوت
خافت(( احمد الله فقد وجدت صديقي )) فشعرت كأن قلبي يتمشى في
صدري جزعاً وهلعاً ، وعلمت أني قد عثرت بضالتي التي كنت انشدها ،
وكنت أتمنى ألا اعثر بها ، وهي في طريق الفناء ، وعلى باب القضاء ،
وألا يجدد لي مرآها حزناً كان في قلبي كميناً ، وبين أضلاعي دفينا ، فسألته ما باله ؟ وما هذه الحال التي صار إليها ؟ وكان انسه بي أمد
مصباح حياته الضئيل بقليل من النور ، فأشار إليّ انه يحب النهوض ،
فمددت يدي إليه ، فاعتمد عليها حتى استوى جالساً وانشأ يقص عليّ




القصة الآتية :
من عشر سنين كنت اسكن أنا ووالدتي بيتاً يسكن بجانبه جار لنا من أرباب الثراء والنعمة ، وكان قصره يضم بين جناحيه فتاة ما ضمت
القصور أجنحتها على مثلها حسناً وبهاء ، ورونقاً وجمالاً ، فألم بنفسي
من الوجد بها مالم استطع معه صبراً ، فما زلت بها أعالجها فتمتنع ،
وأستزلها فتعتذر ، وأتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا اصل إليه ، حتى
عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها ، فسكن جماحها ،
وأسلس قيادها ، فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد .
وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنيناً يضطرب في أحشائها ،
فاسقط في يدي ، وطفقت ارتئي بين أن أفي لها بوعدها أو اقطع حبل ودها ،
فآثرت أخراهما على أولاهما ، وهجرت ذلك المنزل الذي كنت تزورني فيه ،
ولم اعد اعلم بعد ذلك من أمرها شيئاً .
مرت على تلك الحادثة أعوام طوال ، وفي ذات يوم جائني منها مع
البريد هذا الكتاب ، ومد يده تحت وسادته واخرج كتاباً بالياً مصفراً ،



فقرات فيه ما يأتي :
(( لو كان بي أن اكتب إليك لأجدد عهداً دارساً ، أو وداً قديماً ، ما
كتبت سطراً ، ولا خططت حرفاً ، لأني اعتقد أن عهداً مثل عهدك
الغادر ، ووداً مثل ودك الكاذب ، يستحق أن احفل به فاذكره ، أو
آسف عليه فاطلب تجديده .
انك تعرف حين تركتني أن بين جنبي ناراً تضطرم ، وجنيناً يضطرب ،
تلك للأسف على الماضي ، وذلك للخوف من المستقبل ، فلم تبال
بذلك وفررت مني حتى لاتحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت
صاحبه ، ولاتكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها ، فهل أستطيع
بعد ذلك أن أتصور انك رجل شريف ؟ لا ... بل لا أستطيع أن
أتصور انك إنسان ؛ لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس
العجماوات وأوابد الوحوش إلا جمعتها في نفسك ، وكل مافي الأمر انك
رأيتني السبيل إلى إرضائها فمررت بي في طريقك إليها , ولولا ذلك
ما طرقت لي باباً ، ولا رأيت لي وجهاً .
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة ، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك
وجريرة نفسك ، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة ، فقد دافعتك جهدي
حتى عييت بأمرك ، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير ،
بين يدي الجبار الكبير .
سرقت عفتي ، فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب ، استثقل الحياة
واستبطئ الأجل ، وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون
زوجة لرجل ولا أماً لولد ، بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من هذه
المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة رأسها ، مسبلة جفنها ، واضعة خدها
على كفها ، ترتعد أوصالها وتذوب أحشاؤها ، خوفاً من عبث العابثين
وتهكم المتهكمين .
سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من
ذلك القصر الذي كنت متمتعة فيه بعشرة أبي وأمي ، تاركة ورائي تلك
النعمة الواسعة وذلك العيش الرغد إلى منزل حقير في حي مهجور لا
يعرف احد ، ولا يطرق بابه ، لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام
حياتي .
قتلت أمي وأبي ، فقد علمت أنهما ماتا ، وما احسب موتهما إلا حزناً
لفقدي ، ويأساً من لقائي .
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك ، والهم الطويل
الذي عالجته بسببك ، قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي ، فأصبحت
في فراش الموت كالذبالة المحترقة تتلاشى نفساً في نفس ، واحسب أن الله
قد صنع لي ، واستجاب دعائي ، وأراد أن ينقلني من دار الموت والشقاء ،
إلى دار الحياة والهناء .
فأنت كاذب خادع ، ولص قاتل ، ولا احسب أن الله تاركك دون
أن يأخذ لي بحقي منك .
ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد بك عهداً ، أو اخطب إليك وداً ،
فأنت أهون عليّ من ذلك ، إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف
وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها ، سعادتها وشقائها ، فلا أمل لي في ود ،
ولا متسع لعهد ، وإنما كتبت إليك لأن لك عندي وديعة وهي فتاتك ،
فان كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة ، فاقبل
إليها وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها ))




فما أتممت قراءة الكتاب حتى نظرت إليه فرأيت مدامعه تتحدر علىخديه فسألته : وماذا بعد ذلك ؟ قال : إني ما قرأت هذا الكتاب
حتى أحسست برعدة تتمشى في جميع أعضائي ، وخيل إلي أن صدري
يحاول أن ينشق عن قلبي حزناً وجزعاً ، فأسرعت إلى منزلها وهو هذا
المنزل الذي تراني فيه الآن ، فرايتها في هذه الغرفة على هذا السرير
جثة هامدة لا حراك بها ، ورأيت فتاتها إلى جانبها تبكي بكاءً مراً ،
فصعقت لهول ما رأيت ، وتمثلت لي جرائمي في غشيتي كأنما هي
وحوش ضارية ، واسود ملتفة ، هذا ينشب أظافره ، وذاك يحدد
أنيابه ، فما أفقت حتى عاهدت الله ألا ابرح هذه الغرفة التي سميتها
(( غرفة الأحزان )) حتى أعيش فيها عيشها ؛ وأموت موتها .
وها أنذا أموت اليوم راضياً مسروراً ، فقد حدثني قلبي أن الله قد
غفر لي سيئاتي بما قاسيت من العناء ، وكابدت من الشقاء .
وما وصل من حديثه إلى هذا الحد ، حتى انعقد لسانه واكفهر وجهه
وسقط على فراشه فاسلم الروح وهو يقول : ابنتي يا صديقي
؛


فلبثت بجانبه ساعة قضيت فيها ما يجب على الصديق لصديقه ،
ثم كتبت إلى أصدقائه ومعارفه فحضروا تشييع جنازته ، وما رئي
مثل يومه يوم كان أكثر باكية وباكياً .
ولما حثونا التراب فوق ضريحه جزعنا ولكن أي ساعة مجزع
يعلم الله أني اكتب قصته ، ولا املك نفسي من البكاء والنشيج ؛
ولا أنسى ما حييت نداءه لي وهو يودع نسمات الحياة ،
وقوله : ( ابنتي يا صديقي ) .
فيا اقويا القلوب من الرجال ، رفقاُ بضعفاء النفوس من النساء .
إنكم لا تعلمون حين تخدعونهن عن شرفهن ، وعفتهن .. أي قلب
تفجعون ، وأي دم تسفكون
!!

أخوكم خلــــــــــــــودي

منقـــــــول للامانه



 توقيع : مشهور


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... محـليــــــــات 0 11996 21/12/2013 01:19 AM
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... محـليــــــــات 0 8352 21/12/2013 12:42 AM
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ منتدى حواء 1 10493 21/12/2013 12:19 AM
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ منتدى العرائيس 0 12817 21/12/2013 12:13 AM
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو منتدى الاحداث السياسية والجريمة 0 8116 20/12/2013 11:12 PM

قديم 05/04/2006, 05:45 PM   #2
عضو جديد


الصورة الرمزية المحترف
المحترف âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1098
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 28/01/2012 (02:48 PM)
 المشاركات : 670 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



مشكووووووووور يا مشهووووووووور


 

رد مع اقتباس
قديم 29/05/2007, 03:08 AM   #3


الصورة الرمزية محبة الخير
محبة الخير âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5457
 تاريخ التسجيل :  Jan 2007
 أخر زيارة : 08/09/2007 (02:48 AM)
 المشاركات : 400 [ + ]
 التقييم :  30
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



استاذنا العظيم مشهور شكرا لك على هذه القصة العظيمة التى تحمل الكثير من العظة و المعانى
شكرا لك و جزاك الله خيرا على نقلك الرائع لها


 
 توقيع : محبة الخير



رد مع اقتباس
قديم 29/05/2007, 06:53 AM   #4
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية ابوريان
ابوريان âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5098
 تاريخ التسجيل :  Nov 2006
 أخر زيارة : 19/05/2010 (08:11 PM)
 المشاركات : 1,059 [ + ]
 التقييم :  102
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ماقصرت كعادتك مبدع وبيض الله وجهك .. لك التقدير والاحترام من اخوك ابوريان


 
 توقيع : ابوريان




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w