يا ربي يا حبيبي

يا ربي يا حبيبي

كنت جالساً في أحد مقاهي باريس مع مجموعة من الأشخاص، وكان من ضمن الجالسين رجل متزوج من امرأة صاحبة نعمة ـ أي (أرستقراطية) ـ ولاحظت انه طوال الوقت لم يكن (على بعضه)، وكان كثير التطلع إلى ساعته، وكثير الحركة بكرسيه، وكثير التلفت يمنة ويسرة، وكثير التطلع في وجوه النساء العابرات على الأرصفة، إلى درجة أنني استسخفته، بل وكدت احتقره، خصوصاً (ببحلقته) بالنساء، فبصراحة (كله عندي إلاّ النساء)، فخدشهن بالأنظار من فوق لتحت لا يروقني إطلاقاً.

وعندما (زودها)، وعندما (عيل صبري)، ما كان مني إلاّ أن اسأله سؤالا غير مباشر وقلت له: لماذا أنت لست على بعضك، هل معك (حصر أو سلس بول) ولا مؤاخذة؟!، فأجابني دون أن يتطلع بوجهي وقال: لا الحمد لله، ولكنني قلق على زوجتي التي وعدتني أن تأتي لي هنا، وقد مضى على موعدها ساعة ونصف الساعة ولم تأت إلى الآن.. عند ذلك ارتحت قليلا وقلت له بسيطة، هون عليك يا فتى، وإنني على يقين أن زوجتك (عالقة) الآن في احد (البوتيكات)، فقال: (من بقك لباب السما).. وما هي إلا دقائق، وإذا بصاحبة الصون والعصمة، تأتي (متكتكة) بكعبها العالي الذي لا اعرف كيف يستطيع أن يحملها، وكيف تستطيع هي أن تسير فيه، استقبلها هو بعدة (بوسات)، دون أن تكلف هي نفسها بتخريب (روجها) الأحمر الفاقع ولا حتى (بنصف بوسة) حتى لو بالكذب، ومع ذلك تقبل زوجها هذا بروح رياضية عجيبة وخاطبها بصوت تملؤه اللهفة دون أي اعتبار لمشاعرنا، وكأننا لسنا موجودين أصلا، وقال لها: وحشتيني يا حياتي، خوفتيني عليك، (اخص) عليك ليه تأخرتي؟!، فقالت له بتأفف واضح: إنني لا أطيق أصحاب التكاسي في باريس، خصوصاً أوقات الزحمة، فكلما أشرت لواحد منهم، نظر إليّ دون أن يتوقف، والمشكلة أن سائق سيارتنا تليفونه المحمول ليس فيه إرسال، فما كان مني يا حياتي إلاّ أن أخاطر واركب المترو، والله لا يوريك ولا (يركب عزيز) في ذلك المترو من كثرة الزحمة، لقد انحشرنا في داخل إحدى العربات وكأننا في علبة، وقبل أن تكمل جملتها قاطعتها بالحديث قائلاً: تقصدين كأنكم في علبة (ساردين)، فردت عليّ بقرف وقالت: لا وأنت الصادق، كأننا في علبة (كافيار).

وعرفت ساعتها أنني نسيت أنني أخاطب (كونتيسة أرستقراطية)، وقدمت لها اعتذاري على كلمتي السردانية (المزنخة)، فتقبلت عذري (بتشميقة) مع (لوية برطم) وزنها (نصف طن)، فتناول زوجها من يدها أكياس المشتريات، وذهب يتبعها.

وتحسفت على فنجال (الكابتشينو) الذي لهفه على حسابي, واللهم يجعل ذلك الفنجال مطرح ما يسري (ما يمري).. يا ربي يا حبيبي حقق طلبتي، لأنني مقهور، ففنجال (الكابتشينو) كان سعره (6 يورو) بالتمام والكمال، وعليكم الحساب.


-----------------
تستاهل
ليش اللقافه وليش تدفع عنه قيمة الكبتشينو كان خليت ام كعب علي تتلخبط وتدفع عنه
مشهور