عبد الواحد الزهراني : السالمي والسوطاني نموذج سيء .. وهذا ‏رأيي في بنات الرياض .‏

- عبد الواحد الزهراني : السالمي والسوطاني نموذج سيء .. وهذا ‏رأيي في بنات الرياض .‏
- شعر العرضة لم ينتشر لأن المتلقي حكّم عنصريته !!‏
- المحاورة لم تنتصر على العرضة لكنها خدمت ‏
- بعض كلمات الشقر تستحق براءة إختراع
- في الجنوب شعراء لا يعرفون غير المحسنات البديعية ‏
- رواية بنات الرياض (( سوالف حريم ))

‏

‏********‏

في مصادفة ( رتب لها ) وفي موعد كان(أشبه بالمصادفة) تشرفت (مقناص) بزيارة ‏كريمة لقامة شعرية شاهقة ونجم جنوبي لم تزده السنين إلا سطوعا .ولا الشهرة إلا ‏تواضعا... دخل ساحة العرضة الجنوبية فباعد بين أطرافها لتتسع له وللمبدعين ‏أمثاله..وأعار سمعه كله لمجتمعه وأمته فشرع- بكل أمانة – في ترجمة الآهات ‏والأمنيات والتطلعات إلى قصائد شجاعة لا تجبن عند السؤال ولا ترتد عن حق أمنت ‏به.‏
وباعتبار ماتقدم يصبح من نافلة القول ذكرنا لصاحب هذه الإبداعات بقولنا انه: ‏الشاعر الكبير عبد الواحد بن سعود الزهراني .. ولإن كان كل ما قلناه سلفا في حكم ‏المعلوم لدى(كل القراء) فعزاءنا الوحيد هو أن هذا الحوار الذي بين ايدكم كان عبارة ‏عن اجتماع ثنائي رفيع المستوى، ولأنه كذلك فقد أسفر عن مفاجأة من الوزن الثقيل ‏‏.. اقروا الحوار واكتشفوها بأنفسكم:‏

‏*أهلا ومرحبا بكم بيننا وسعداء بزيارتك؟‏
- شكرا لكم على كرم الضيافة وحسن الاستقبال, وقد اتيت خصيصا لزيارة المجلة ‏لأبارك لكم بالمقر الجديد وهذه النقلة النوعية. لقد سرني مجلس مقناص المفتوح ‏ووجدت انه افضل بكثير مما تناقلته ألسن الشعراء وأهل القصيد.‏

‏*هذا اقل ما تقدمه المجلة لضيوفها ونافذة تواصل جديدة مع القراء ومنسوبي الساحة؟‏‏
- بل إنه أكبر من ذلك فهو في نظري منتدى ثقافي شامل تجد فيه الصياد بجوار ‏الشاعر وصاحب الإبل بجوار الخيال, وهذا المجلس نقلة نوعية في تاريخ الصحافة ‏الشعبية.‏

‏*لنبدأ حوارنا عن شعر العرضة بما انك احد رموزه؟
‏- شعر العرضة يعيش في ازهى عصوره، ولله الحمد.‏

‏*لماذا؟
‏- لأنه موروث حديث النشأة مقارنة بالفنون الشعبية الأخرى فعمره لم ‏يتجاوز150سنة وقد نشأ لأسباب متعلقة بظروف الحياة في ذلك الوقت, ومن سوء ‏الحظ انه نشأ في عصر الانحطاط الفكري والثقافي إلا انه تطور بشكل ملحوظ حتى ‏وصل إلى ما وصل إلى ما وصل إليه الآن سواء في المفردة أو في طريقة الشقر ‏‏(الجناس) حتى أصبحت بعض مفردات الشقر تستحق(براءة اختراع) للشاعر ولذا ‏هو في أزهى عصوره.‏

‏*يقودني هذا لسؤالك عن أهم ملامح بناء شعر العرضة من حيث الشكل والمضمون؟‏‏
- سؤال مهم للغاية ولعل في إجابتي ما يفيد لأغلب المتلقين من خارج منطقة الجنوب ‏لم يراعوا هذه الخاصية وحكموا على شعر العرضة(النقد)الموضوع الذي كان يطبق ‏على الشعر الفصيح والشعر النبطي فيما بعد.وفي هذا تجن على شعر العرضة لان له ‏أركان لايتم الا بها ولايمكن تطبيق نظريات النقد عليه الا ان كانت بنظرة شاملة لكل ‏مقوماته , وشعر العرضة يعتمد بناؤه الشكلي على المحسنات البديعة بشكل كبير ‏والشقر كعنصر أساسي وتتفق من حيث المضمون مع المحاورة من حيث الحرص ‏على المعنى خصوصا (الدفن) وهو ما يميز شاعر عن آخر من حيث قدرته على ‏الفتل والنقض.‏

‏*لعل هذا مأخذ بعض النقاد والمتهمين بامر الشعر الذين يرون ان اصرار الشاعر ‏على التكلف وملء البيت بالمحسنات يأتي على حساب المعنى؟‏
‏- نعم في الجنوب شعراء لا يعرفون سوى المحسنات البديعة، ولكن من الظلم ‏للعرضة وشعرائها الحكم بهذه الطريقة فالشعراء المتمكنون يطوعون المحسنات وكل ‏مفردات البيت خصوصا الشقر لخدمة المعنى وليس فن تطريبي كما يعتقد البعض ‏إنما التطريب يزيد من توهجه.‏

‏*بعيدا عن رأي النقاد إذا قرأ احدهم بدعا لأحد شعراء العرضة بدون التأثر ‏بالإيقاعات والرقصات المصاحبة له فلا يجد فيه المتعة ذاتها التي يشعر بها اثناء ‏العرضة وربما يفسر هذا عزوف بعض أبناء المناطق الأخرى عن عدم التفاعل مع ‏هذا اللون ؟
‏- هذا القول سمعت به ولكن رأيي الشخصي أن العنصرية لها دور في هذا والعرضة ‏لم تمنح الفرصة الكافية للتعاطي معها ولدي شعور بان هناك تعمدا لتجاهل هذا اللون ‏لمجرد انه خارج دوائر الضوء الموجود في الحجاز ونجد أو للنفور من اللهجة ‏الإقليمية وكما تعلم أن لكل منطقة لهجتها ومن الصعب أن يتغير الشعراء لهجتهم ‏لمجرد أن يتفاعل الآخر معهم.‏

‏*هذا يحدث بين كل أبناء المناطق ولكن نجد أن هناك تقاربا بين لهجات مختلف ‏المناطق والشعر ساهم في هذا وخرجت القصائد بلغة متعارف عليها أو لنقل مشتركة ‏حتى بين أبناء الخليج فلماذا المفردة الجنوبية فقط هي التي بقيت خارج هذه الشمولية؟ ‏‏
- نعم نتيجة لانفتاح الناس في هذا الزمان وتعدد مصادر الثقافات وتوحد مصادر ‏المعلومات خرجت لهجة شبه موحدة ولكن هذا ليس بسبب استخدام اللغة الدارجة إنما ‏لتعمد الشعراء الكتابة بلهجة غير لهجتهم وهذا قديكون ساهم في انتشارهم ولكنه ‏افقدهم خصوصية ( الجغرافيا ) وخرجت لنا قصائد مستنسخة ليست في الفكر فحسب ‏بل حتى في اللفظ وشاعر الجنوب كغيره درس نفس المناهج وزامل ابناء المناطق ‏الأخرى ومنهم من كتب باللهجة الدارجة ولكن بقيت اللهجة الجنوبية ذات حضور ‏في شعر العرضة لأنها موروث كالعرضة نفسها .‏

‏*هل ترى أن اللهجة شبه الموحدة أضرت بالشعر؟‏‏
- بالتأكيد فقد انقرضت بعض المفردات الجميلة من موروثنا الشعري الزاخر فمن ‏يقرا لبديوي الوقداني والمسعودي وابن سبيل يجد أن هناك مفردات جميلة قد تلاشت ‏من القصيدة النبطية وهذا بسبب تعمد الكتابة بلهجة شبه موحدة .‏

‏*العرضة لها تواجد جيد في المحافل الرسمية والمهرجانات الوطنية هل تعتقد أنها ‏وصلت؟‏- لاشك أنها وصلت كموروث يمثل منطقة عزيزة من مناطق وطننا الغالي ولكن ‏شاعر العرضة مظلوم في المحافل . ‏

‏*ألايشارك؟
‏- يشارك ولكنه يعامل كموروث وليس كشاعر ويكفي أن تعلم انه يشارك شعراء من ‏كل الوطن العربي بدعوات رسميه ويشارك شاعر الجنوب كأحد أعمدة العرضة ‏والعرضة نفسها لاتمنح الفرصة كالمحاورة والمجرور والسامري على سبيل المثال ‏بسبب سوء التنضيم .‏

‏*شعراء العرضة الحاليين كيف تراهم؟‏
- لايوجد في الجنوب أكثر من 10 شعراء حقيقيين وهم يشكلون مدرستين مختلفتين ‏وهذا في صالح الشعر فمنهم من بقي مصر على التمسك بالتقليد القديم لشاعر ‏العرضة ومنهم من جدد وطوّر فيه وحدث في المفردات وهذا لاشك سينقل العرضة ‏للأخر بدون أن يفرغها من مضمونها .‏

‏*هل نشهد حداثة عرضة ؟‏
- بالتأكيد ويجب أن نعي النجيل ابن ثامرة طور وإلا لما برز شعراء مثل ابن ثامرة ‏وحوقان وتركوا لنا تراثاً عظيماً وهذا الجيل المجدد منه سيترك تراثاً للأجيال القادمة ‏وهذا دور الشاعر الحقيقي .‏

*ومن يقود حملة التجديد؟‏
- محمد بن حوقان شاعر يهتم بمفرداته جيداً وارى انهو من رواد هذا اللون وبن ‏عزيز واللخمي .‏

‏*طالما أن للعرضة خصائص تختلف فما هي أهم أسباب نجاح شاعر العرضة؟
‏ - الموهبة بالتأكيد ثم الأداء قد يكون أهم من الشعر أحيانا كذلك حسن الصوت ‏والتعامل الفعال مع المناسبة فشاعر العرضة مقاتل داخل معركة . ‏

*من الشاعر الذي يشدك اداءة؟
‏- ابن عزيز مؤد رائع وشاعر متمكن كذالك البيضاني وابن حوقان وابن مصلح .‏

‏*عبد الواحد اختلفت مع بعض شعراء العرضة في أكثر من مناسبة وطلبـت إيقاف ‏العرضة اكثر من مره كحفلتك مع الشاعرين السوطاني والسالمي ؟
‏- هذا صحيح لأنني لا اقبل الإسفاف من بعض الشعراء وردة فعلي كان من ‏الضروري أن تحدث لان اخلاقنا لا تسمح لنا بالانسياق وراء الهراء .‏

‏*كيف تتعامل مع خصمك؟
‏- حسب مقتضيات الموقف ولكن الشاعر الذي يتحدث بكلام سوقي مشين فأحاول ‏ارتفع به وبالمناسبة حتى يعود لجادته وإن لم يفعل تركت محاورته وهذا النموذج ‏السيئ يمثله السالمي والسوطاني .‏

‏*عبد الواحد النبطي وقصيدة شاعر الجنوب خارج شعر العرضة كيف تراها؟
‏- هناك الوان تراثيه كالمسحباني وصوت الجبل والقصيد على سبيل المثال تأخذ ‏شكل القصيدة العامودية والرهان في النجاح أو الفشل في أي قصيده يعود لموهبة ‏الشاعروليس لنوع ما يطرقه من الشعر وهناك الكثير من شعراء الجنوب نجح في ‏الخروج للساحة بنصوص رائعة وإبداع خارج تأطير شعر العرضة الذي له ‏خصوصيته .‏

‏*كتبت بعض النصوص النبطيه الجميله ثم توقفت لماذا؟‏
‏- الشاعر صاحب إحساس وأحيانا يكتب القصيدة كما تأتي ولا يقرر كيف يكتبها ‏والموهبة والملكة تمكن الشاعر من التعبير عن ما يشعر به باي طريقه كانت .‏

‏*وقصيدة بنات الرياض؟
‏- هذي القصيدة كتبتها لأنني محتج على الرواية .‏

‏*ورأيك في رجاء الصانع والرواية؟‏
- رواية بنات الرياض ليست رواية بل سوالف حريم ولم تراع خصوصية هذا الوطن ‏وأهله وبدت كتابتها متأثرة بالفكر الوافد وساعدها تشجيع بعض المطبلين لها . ‏

‏*بعيداً عن العرضة لمن تقراء؟‏
‏- بحكم تخصصي اقراء كتباً في الادارة التربوية وبعض كتب الادب والصحف ‏اليوميه وبعض مجلات الادب والثقافه والروايات واتابع شعر المحاوره ويعجبني ‏اسلوب حبيب السهل وغموض ملفي وثقة القرقاح وحكمه محمد المسعودي .‏

‏*والانترنت؟‏
- أنا متصفح جيد ولكن لا أشارك في المنتديات إلا نادراُ لانها وسيله للتعلم والاطلاع ‏ومن خلاله أتعلم الكثير.‏

‏*وموقعك على الشبكة؟‏
- كانت هناك محاوله من بعض المعجبين ولكنها لم ترى النور لانشغالي بالدراسات ‏العليا حالياً وحالما افرغ سأفكر في الأمر.‏

‏*تبدو شارد الذهن وأنت تحدثني عن الشعراء لماذا؟‏‏
- لا شيء يشغلني سوى مصير الشاعر فنحن أمه لا نقدر الأدباء وكما قال محمد ‏حسين زيدان ( نحن مجتمع دفان ).‏

‏*ألانك شاعر؟‏
- بل لأنني مواطن عربي فما يحدث في الدول العربيه من تجاهل للأدباء والمفكرين ‏فيه اجحاف وتسأل بأستمرار لماذا لا نكرم الرواد إلا بعد وفاتهم؟ عموماُ أشكركم ‏على هذا الحوار الذي لم يخطر على بالي قبل زيارتكم ..

‏

(كتبه صقر الجنوب نقلا عن مجلة مقناص )