صدام حسين يتحدى قضاة الاعدام

جميع الذين يعرفون الرئيس صدام حسين كما أعرفه منذ العام 1959 يدركون ما أدركه أن شعرة

واحدة من شعره الكثيف لم تهتز لحظة اصدار حكم الاعدام عليه، ولا لحظة اعلان تصديق محكمة

الاستئناف على ذلك الحكم الذى يتنافى مع الأصول القانونية والاعراف الدولية..


فالمحكمة زائفة، وقضاتها وهيئة الادعاء كان ينبغى أنهم هم الذين يمثلون فى قفص الاتهام هم

ومجموعة عملاء شبح الاغتيال الذى يلازمهم لأنهم ارتضوا القيام بالدور الذى كلفوا به بوعد بجواز

سفر امريكي! وبضعة عشرات أو مئات الآلاف من الدولارات، وتذاكر طيران على طائرة امريكية لهم

ولأفراد أسرهم إلى أمريكا الصهيونية التى استخدمتهم مع أمثالهم العملاء أدوات تدمير لوطنهم

وتمزيق لشعبهم.


الرئيس صدام حسين نذر حياته منذ فجر شبابه للعراق ولأمته العربية، بتصديه مجابهة لعبد الكريم

قاسم الذى طغى وانحرف عن هدف الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة "وحدة مصر وسوريا"

بزعامة الزعيم جمال عبد الناصر الذى قام بدور تاريخى فى استقطاب الاتحاد السوفياتى لحماية ثورة

14 تموز 1959 التى هدمت حلف بغداد ولم يكن يوما يخشى الموت.

وكان بامكانه أن يكون أحب امريكا لو أنه ارتضى أن يكون اقليميا، وان يكون العراق اقطاعية وراثية

يتصرف بشعبها وأرضها كما يتصرف بقية حكام اقطاعيات وطننا المنكوب بهم!

الرئيس صدام حسين كان ومازال أمينا على شرف العراق وشعبه وتاريخه، وشرف وتاريخ أمتنا

العربية الاسلامية، وشرف الجهاد لتحرير المسجد الأقصى المبارك. ولأنه بذلك بقى متميزا فوق أغلب

حكام أمتنا فى زمانه الذين كانوا فى نظر الجماهير العربية والعراقية اقزاما بلا قيمة، ولا مكانة، ولذلك

هانت عليهم المروءة واصطفوا اصطفاف العبيد فى انتظار تعليمات بوش الابن الصهيونى الذى سخرهم

فى خدمة عدوانه الذى كان يستهدف منذ انطلاق صواريخه حياة هذا الرئيس الشامخ الذى استعصى

على جيوشه والده واتباعه من أدعياء العروبة وحماة الاسلام! وخابت آمالهم وتحطمت أمانيهم على

صخرة العراق وصلابة شعبه الذى مازال رافعا شعلة المقاومة التى مازالت بعد أسر رئيسهم فى مثل

هذا الشهر من العام 2003 بأيدى أبطال العراق الذين حطموا اسطورة الدولة الأقوى فى تاريخ

البشرية.

بعد أن أدرك قادة جيوش بوش استحالة هزيمة المقاومة العراقية البطولية نصحوه ونصحه مستشاروه

أن يساوم رئيس العراق الأسير على مغادرة العراق! وتأمين الاقامة اللائقة برئيس دولة، برفقته أفراد

أسرته، فى أى مكان يختاره فى العالم، وأن يطلقوا سراح جميع المعتقلين من رموز عهده وجميع

الذين قى قبضة أيديهم من المقاومين، فكان رده المتكرر: اخرجوا من العراق. واتركونا نحل أمورنا

بأنفسنا.. وأما أنا فلن أترك هذا الوطن الذى ولدت فيه، وحافظت على شرف شعبه، وكرامة تاريخه،

وأمن كل أهله ومن عاش فى ربوعه آمنا مطمئنا، فأمنيتى الوحيدة أن أدفن تحت ترابه.


عندما أعلن القضاة الذين يرتعدون خوفا، قضاة المحكمة المخالفة للقوانين الدولية، وقضاة التمييز من

بعدهم حكم الاعدام والمصادقة عليه! وقف الرئيس صدام حسين شامخا معلنا: فداء العراق ما أحلى

الموت. عاش العراق وعاشت الأمة العربية. وليخسأ الخاسئون.


منقول