الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

المنتدى العام للمواضيع العامه التي لايوجد لها قسم معين

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15/06/2007, 04:38 AM
ابو يحيى âيه ôîًَىà
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 6301
 تاريخ التسجيل : May 2007
 فترة الأقامة : 6550 يوم
 أخر زيارة : 17/08/2008 (03:59 AM)
 المشاركات : 45 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابو يحيى is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
اين ذهبت الاخلاق



انتشرت في الغرب مؤخرًا موجةٌ من الكتب تُعَلِّم الناسَ فنون اللياقة الاجتماعية أو ما يُسَمَّى الإتيكيت. وتُعَدُّ عودة هذه
الكتب بقوة إلى الأسواق ظاهرة جديدة وملفتة للنظر، خاصة مع كثرة الحديث عن الحريات الشخصية التي أصبحت تتعدى على حقوق الآخرين وحقوق المجتمع، وانتشار ظواهر الفردانية والنفعية التي قضت على الكثير من المجاملات الاجتماعية في العقود الأخيرة في الغرب.


لقد رصدت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في أحد أعدادها الصادرة مؤخراً هذه الظاهرة، وأرجعتها إلى حاجة المجتمع الغربي إلى استعادة أصول التعامل القائم على الاحترام بين الأفراد، وليس فقط الركض وراء الاستمتاع الفردي أو الحرية الشخصية. تعجبتُ أن الغرب يحاول العودة إلى ما نحاول نحن اليوم التخلي عنه من أجل اللحاق بركب الحضارة.


يوماً ما؛ كنا نعلم أولادنا احترام الكبير، واحترام المرأة، وعدم التلفظ بالعبارات الخارجة، والتأدب في الحديث مع الغير.

يبحث الغرب اليوم عن استعادة هذه القيم التي بدأنا نحن نتخلى عنها بدعوى أنها أفكار رجعية أو أنها تقدح في فكرة المساواة أو حقوق الآخرين. أعجبني في مقال الفاينانشال تايمز اقتباسٌ من كتاب صدر في منتصف القرن الماضي - أي منذ خمسين عامًا - بعنوان "الكتاب الكامل عن الإتيكيت" لمؤلفةٍ أمريكية شهيرة اسمها "آمي فاندربيلت". كانت نصيحة الكاتبة للرجل عندما يقابل المرأةَ في الطريق هي التالي: "عندما تحيي امرأةً تعرفها في الطريق العام، انتظر أولاً حتى تومئ لك بالتحية، وعندها ارفع قبعتك وأدر وجهك نحوها قليلاً مع الابتسام، ولا تتوقف لها إلا إذا قررت هي التوقف أولاً. واحذر أن تتوقف أنت أولاً أو أن تحملق فيها. وإذا قررت المرأةُ أن تقف لتحدثك؛ فتحرك بها بعيدًا قليلاً حتى لا تزاحم المارة. ولا تمد يدك للسلام عليها إلا إذا مدت هي يدها للسلام. ولا تدخن أبدًا وأنت تحدثها".

هكذا كان الغرب يرى معاملة المرأة واحترامها قبل أن تنتشر موجة الانحلال الأخلاقي، وتتحول المرأة إلى سلعةٍ اجتماعية تُستغل أبشع استغلال وتُحتقَر اجتماعيًا بدعوى المساواة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كانت تلك المرأة في منتصف القرن الماضي مُهانة اجتماعيًا في الغرب كما هي الآن؟ وإذا كانوا في الغرب يحاولون اليوم استعادة هذه الأخلاق النبيلة؛ فلماذا نسعى نحن إلى التخلص منها؟


إن مجتمعاتنا تشهد تنامي ظاهرة "الجَلافة" و"قلة الذوق" بشكل مُلفت للنظر. ومن يمثل هذه الظاهرة اليوم ليست الطبقات الفقيرة من المجتمع كما يعتقد البعض، وإنما يكثر انتشارها في الطبقات المتوسطة والعليا من المجتمعات العربية. تتخفى مظاهر انعدام اللياقة الاجتماعية أحيانًا تحت مسميات المساواة والحرية الشخصية، أو التعالي على الآخرين بسبب الوضع الاجتماعي أو النجاح المادي، أو بقايا القبلية الجاهلية التي نهى عنها الإسلام.

وفي كل هذه الأحوال نشاهد الجيل الجديد من الشباب وهو لا يحترم والديه بدعوى "عدم التكلف" في العلاقة، ويسُب أصدقاءه بأبشع الألفاظ بدعوى "التَّبسُّط والفكاهة"، ويهزأ من المدرس والضابط والحاكم بدعوى "الحرية الشخصية"، ويسخر من رجل الدين ومن المثقفين والمفكرين لأنهم في نظره "يحلمون بِماضٍ لن يعود، أو مدينةٍ فاضلة لن تقوم"، المهم أن كل المجتمع يستحق السخرية والتهكم والاستهزاء.

المرض ليس مرض الشباب فقط، ولكنه طال بآثاره السيئة معظم فئات مجتمعاتنا. فلم يعد غريباً أن تسمع امرأة تتلفظ بألفاظ معيبة أو رجلاً كبيراً في السن، ولكنه في الأخلاق ليس كبيراً. التعامل بين فئات المجتمع أصبح أشبه بالمصارعة منه بالحوار أو بالتراحم. نظرتنا إلى بعضنا البعض أصبحت نظرة غريبة لا تمت لمجتمعاتنا وتقاليدنا بصلة. الصغير يتعالى على الكبير، والكبير يحقر الصغير. المرأة تنظر للرجل وكأنه عدو، وتنسى أنه الأب والأخ والزوج والابن.

المرأة لم تعد إلا وسيلةً للإمتاع لمن يقلدون الغرب في مجتمعاتنا، أو وسيلةً للاستعباد لمن يتمسكون بالأخلاق الجاهلية، وينسون أخلاق الإسلام. ينسى الكثيرون أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة، وليست ذلك الكيان الغريب الذي يتعرى ويتلوى في القنوات الفضائية بدعوى "الحرية".

نحن في حاجةٍ إلى عودة "الذوق" إلى كلماتنا؛ ولا يعني ذلك النفاق الاجتماعي البغيض. وفي حاجة إلى سيادة مفاهيم "الاحترام" مرة أخرى في مجتمعاتنا؛ ولا يعني ذلك تسلط الكبير على الصغير أو القوي على الضعيف أو الغني على الفقير. إننا نحتاج إلى استعادة "الأدب" في نظرتنا إلى أنفسنا وإلى الناس وإلى العالَم مِن حولنا. لقد بُعِث خير البشر صلى الله عليه وسلم ليتمم صالح الأخلاق، ووُصِف في أفضل كتاب بأنه على خُلُقٍ عظيم، ووصفته زوجته عائشة رضي الله عنها أن خلقه كان "القرآن".

فاسأل نفسك يا من تقرأ هذه الكلمات: من أين تستمِد أخلاقك؟ وما هو مصدر "اللياقة الاجتماعية" أو الإتيكيت الذي تتحلى به؟ قد يطول بك البحث عن خيارات معاصرة تناسب حضارة القرن الحادي والعشرين، ولكنني أجزم أنك - في النهاية - ستجد أن أفضل كتاب معاصر يجمع أسمى معاني اللياقة الاجتماعية لزماننا القادم هو كتاب جميل موجود في كل الأسواق يُسمَّى "القرآن".



*الدكتور باسم خفاجي مدير المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب





دمــــتم كما تحبون
مــع أرق التحايـــا




رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها ابو يحيى
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
صـــــور نادره لأثار ومقتنيــــــات الرســــول... سلامٌ عليك يارسول الله ( و نصرة آمهات المؤمنين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ) 1 2001 26/06/2007 11:15 PM
الغــــــــاز حيـــــــرت العـــــالـــم... منتدى اليوتوب والمقاطع 4 1753 25/06/2007 02:51 AM
فـ ــــرفـــــــــــــــــــــــــــــ ـشـ ـــــه منتدى المرح والوناسة وسعة الصدر 7 1706 18/06/2007 04:31 AM
سبحـــان الله هذا ماتردده عند مشاهدتك هذه الصور منتدى اليوتوب والمقاطع 10 2273 18/06/2007 03:41 AM
وصية الام التى ماتت وسلمها الدكتور للولد... منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 1715 18/06/2007 03:08 AM

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w