ليه.. تسافرون ؟

كتاب اليوم موضي الزهراني ليه.. تسافرون ؟ مازال ارتفاع حمى السفر للخارج وخاصة للقادرين فقط دون المساكين الذين ارتفعت حرارتهم مع ارتفاع الأسعار على المستوى المحلي، يشكل معاناة أزلية مع موسم كل صيف ! ومن الغباء عندما يتساءل الكثير "لماذا الناس عندنا كالمجانين مع بداية كل صيف يصممون على السفر لو لأسابيع ويعودون لبلدهم محملين بالهمّ والملل ؟ لكن قد تحمل الإجابات همّاً أكبر أتمنى من ذوي القلوب الرحيمة من أصحاب القرار أخذها بعين الاعتبار منها: * عندما يبحث المواطن البسيط عن راحته النفسية في إجازته الصيفية سيجدها في مدينة أو مدينتين على مستوى المملكة والتي تتمتع بالأجواء الرائعة كأبها والباحة والطائف، ولكن في المقابل الخدمات فيها دون المستوى المطلوب! فالحدائق العامة تعد على الأصابع وياليتها تتمتع بمستوى حديقة عامة في مصيف لايزوره المصطافون إلا في المواسم! والرحلات الجماعية معدومة! والدليل السياحي للآثار التي تنعم بها تلك المدن قد لا يحصل عليه إلا من لديه علاقات عامة بكذا جهة! والطرق المؤدية لأكثر المناطق برودة مازالت خطيرة ومشهوداً لها بالحوادث طوال العام! بخلاف مطارات تلك المدن السياحية التي مازال مستواها دون مستوى الخدمات الدولية! * أيضاً الشاب لا يفضل السفر مع أسرته داخل المملكة ويفضل البقاء في بلده أو السفر مع الأصدقاء دون علم أسرته ويتعرض للمحاذير الكثيرة، وذلك لكي يهرب من إحساسه بالرفض عند إقباله على كل مكان عام وبالذات المراكز التجارية الرئيسية لدينا! فالمضحك أن الشباب يقفون لساعات يتوسلون رجال الأمن للدخول والاستمتاع بالمقاهي أو المطاعم الموجودة بالمراكز مثلهم مثل الفتيات لكن توسلاتهم تذهب سدى, مما يزيدهم قهراً وظلماً ويتجهون للتنفيس بأساليب غير حضارية أمام كل مجمع تجاري وبالذات عند خروج النساء ووقوفهن في انتظار سياراتهن! وأعتقد أن تمييز الفتيات دوناً عن الشباب في هذا الجانب يحتاج لدراسة من قبل القائمين على تلك المراكز، حيث آمنت أن كثيرات من الفتيات ذوات الأشكال الاستعراضية لهن دور كبير في حدوث المعاكسات! والأفضل عدم دخولهن المراكز التجارية كمجموعات مثل الشباب إلا مع عوائلهن خاصة أن جميع الباعة في المحلات رجال "إذا كانت إدارات المراكز تهدف إلى محاربة المعاكسات! فالتقسيم الأسري الذي لا نراه إلا في بلادنا لابد من اختفائه حتى نزرع بداخل الفتيات والشباب احترام الآخر عن اقتناع وليس من خلال فرض الأنظمة التي لا تزيدهم إلا تشبثاً بالممنوع، وكل من يتجاوز الآداب السلوكية العامة يدفع الثمن وحده وليس مجتمع بكامله! لذلك فالسفر للخارج وإن كانت خسائره ليست بسيطة إلا أنه يجمع الأسرة في مكان واحد ويخضع أفرادها بمختلف أعمارهم لنظام واحد في النوم والأكل والتنزه بخلاف الوضع الحالي لدينا مع الإجازة الذي شتت الأسرة أكثر حيث انقلبت الموازين فأصبح الليل نهاراً والعكس صحيح والكل في الاتجاه المعاكس للآخر! 0 : عدد التعليقات