13/04/2008, 10:24 AM
|
|
عالم الضياع
قلما تجد عربي يقرأ في كتاب أو يتصفح مجلة ثقافية أو حتى يشغل نفسه بما يُفيد ،شبابنا الكثير منهم في سهر ومرح وأصبحت الإجازة والأيام العادية سواء ، جلوس على الأرصفة أو على قارعة الطريق وياحبذا يعطون المار حقه على الأقل ،لكن تزاحم وفوضى حتى في الأسواق واشكال تقشعر لها الجلود ، يرتدون ملابس تذكرني بما نراه في الأفلام التي تحاكي الماضي ، يلبسون عُتر ملونه وبها جميع الوان الطيف وكأن حالهم يعرضون ازياء قديمة لعل من يُبعث ليشتري منهم ، اجسام اكتضت شحوماً وكأن بعضهم لايستطيع المضي من ثقل ما يحملون من تلك الشحوم ، لاتعرف لبعضهم أين مؤخرته من مُقدمته ، يمترون الشوارع روحة وجيّه مع الصراخ الذي يزعج المارة ولم يتذكروا قول الحق {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }لقمان19 مرورهم من أمام إشارات المرور أشبه بالبهائم السائبة والتي لايعرف أصحابها مع احترامي لادميتهم التي كرمها الله عن كثير ممن خلق . وجدت شاباً يقبع في سيارته وكأن تلك السيارة تشتكي من جور ماتحمل ويستمع إلى أغنية غربية ،من باب الفضول لديّ اقتربت من ذلك الشاب لعلني بمداعبة مني تكن نصيحة ، سألته وكان صوت المسجل مرتفع ويسمعه من به صمم ، سألت ذلك الشاب وقلت له تصدق أحب الأغاني الغربية لكن مُشكلتي لاأعرف ماذا يقولون هل ممكن تخبرني ماذا يقول هذا المغني ؟ أذكر من مقاطع تلك الكلمات شخص يريد يهدي وردة لحبيبته إلاّ أنها لاتحبه وتتهرب منه ، تارة لاترد على الهاتف وتارة لاتفتح له الباب المهم الوردة ماتت قبل أن يوصلها لها ، قلت له أُريدأن تخبرني ماذا يقول هذا المغني ؟ قال بسيطة بالله ماتعرف ؟ قلت له ماأعرف ويقولها بغرور ،قال يقول كنت على رأس جبل وشفت حبيبيي في الوادي وذهبت مسرعاً إليك حبيبتي ، ضحكت أنا التفت إلي قال: ما يُضحك قلت ابيات جميلة ، كأنه حس أني عرفت أنه يكذب ، انتظرت منه لكمة لكنه كان واقعيّاً جداً ، قلت ياأخي كلامك غير صحيح وأنت ازعجت الناس ، قال تريد الصراحة ؟ والله أني شكيّت من هيئتك أنك تعرف انجليزي لكن قلت لربما تمُر عليك واستريح لكن تدري ودي الناس والشباب الذين لايعرفونني يعتقدون أني أفهم انجليزي واعدك لن أكررها ثانية . سافرت إلى بلدان غربيه رأيت الناس في صالات الإنتظار وهم ينتظرون حافلات تُقلهم من مكان إلى آخر أو قطار أو حتى في المطار لابد أن يقرأ في كتاب أو يحمل حاسوب يتصفحه على مقعده ، وشبابنا لاهم لهم إلاّ السهر وجوب الشوارع دون سبب أو قيادة سياراتهم وازعاج عباد الله ، هناك اسباب لامجال لذكرها هنا و سنكتب حول تلك الأسباب وطرق العلاج من الضياع إن شاء الله
نزولاً عند رغبة العديد من الأخوة سنقوم بطرح عددمن المسببات التي يُعتقد أنها أدت إلى هذا الضياع
ومنها ( البيت ـ المدرسة ـ المنهج المدرسي ـ المجتمع .)والطرق العلاجية لها
البيت : لاشك أن البيت هو بداية الصفحة للطفل منذ النشئة الأولى ونرى أن تربية هذا الطفل حتى يتم إدخاله المدرسة مسؤولية المنزل (أب ـ أم) هما الذان يقومان بتعليمه الأدب ويضعان له له نهجاً في الحياة خصوصاً حياته الأولية ، يعودانه على الصدق والأمانة وإحترام الكبير ، وطريقة التعامل مع الآخرين ، يبدأ كل من الأم والأب في تعليمه السلوكيات الخاطئة وكيف تتم معالجتها حتى يصبح لدى الطفل حصيلة من تلك التربويات تُفيده على الأقل عندما ينتقل إلى مقاعد الدراسة ويلتقي بمجتمع متلون العادات والطباع . لن تقف مسؤولية الأسرة عند هذا الحد في نظري بل ستتلوها مهام أخرى لكنها تختلف في التعامل مقارنة بمرحلة الطفوله ، ولعل مرحلة الطفولة هذه هي بداية العلاج تلافياً لما قد يحدث أو تحصيناً لم يتوقع أن يحدث .
المدرسة : يعرف الجميع أن مدارسنا لاتقتصر على مجموعة فقط من التلاميذ ، بل تشمُل العديد منهم مع الأختلاف الشديد في التفكير والأساليب والسايكلوجيات التي تختلف من تلميذ إلى آخر . البعض من الطلاب خصوصاً المراحل العليا من المرحلة الإبتدائية فما فوق ينتاب البعض من الطلاب سلوكيات عدوانية وحب للسيطرة على أقرانهم من الطلاب ، هنا يأتي دور البيت والمدرسة في الحد من هذه السلوكيات . هناك ظاهرة العنف بين الطلاب خارج المدرسة هذا الأمر شديد الخطورة إن لم تتعاون الأجهزة الأمنية وإدارة المدرسة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة . وفي نظري إدارة المدرسة لها دور كبير خصوصاً المرشد الطلابي بحكم تخصصة لمثل هذه الفئة من الطلاب . لايكتفي الضياع لهذا السبب هناك اسباب أُخرى جلية منهاظاهرة تسرب الطلاب من الدراسة وكثرة الغياب التي هي في نظري أخطر من السابقة لكون إللتقاء هولاء الطلاب برفاق سوء ويزيد الطين بِلة . زواج الأب من أكثر من زوجة وفقدانه لتحمّل مثل هذه المسؤولية ، حيث البعض منهم يميل مع إحداهن ويهمل الأخرى أو الأخريات هذا الأمر جد مهم لكونه يتسبب في ضياع اسرة بكاملها أو اكثر .مما يجعل المدرسة تعاني من هذه الأمور ويصعب حل تلك المشاكل لفقدان الولي أو لتهاونه .
المنهج المدرسي : بكل أسف مناهجنا لاتخدم ولاتحاكي عقلية ذلك الطالب بل تحشو أذهانهم ليقوم الطالب بتسميعه أو كتابته على ورقة الإجابة ليحصل على أكبر قدر ممكن من الدرجات ، لم أجد منهجاً حتى الساعة يطبق عمليّا مع الطالب حتى يستطيع ذلك الطالب أن يفهم ويطبق مافيه . مناهج تعطي طالب صغير في المرحلة الإبتدائية معلومات تُسمع له عن نصاب الأبل والبقر والغنم ، منهاج آخر يتحدث لنفس الفئة عن الحائض والنفساء في سن متقدمه البعض منهم لايعرف معنى ذلك ومن الممكن لم يسمع به من قبل .مناهج علمية كما هي يحفظ الطالب تلك القواعد والقوانين حتى لو سئل كتبها في ورقة الإجابة ، طبعاً حفظها ولو تطلب منه تطبيقها على الواقع لما استطاع ، في بلدان متقدمة مثل هذه القوانين تطبق من قبل المعلم وبعده يطلب من الطالب القيام بها ومن صميم تكوينه لتلك التجربة .مختبرات علمية ينقصها الكثير من الأجهزة العلمية المتطورة وإن وجدت فهي مُعطّلة ، فصول دراسية ضيقة بها مايزيد عن أربعين طالب لايكاد المعلم أن يناقش ويتحاور مع طلابه إلا والوقت قد أزف .مناهج دراسة تُصاغ من لدن خبراء والله أعلم بمدى خبرتهم لايُشرَك المجتمع في صنع ذلك المنهج ويدلون بما يحتاجه المجتمع وليس بما يحتاجه المسئولين في المناهج .
آخر تعديل دكتور الموسى يوم
14/04/2008 في 01:18 AM.
|