امرأة عزيز قومها وألم الفراق

كم هذه الدنيا غريبة ، وكم عجائبها أغرب . تُجمّع وتفرق ، كم من صديقُ آلمه فراقك وكم من
من عدوٍ سره فراقك ، لكن الندم قادم إن لم يكن الآن سيكون غداً ، سيكون عندما
بفتقدك وينظر إلى أماكن وجودك وبصمات يدك هنا وهناك ، قد يكون ذلك
الفراق بسبب أو بدون سبب . أقتضت الحاجة بالرحيل من هنا لوجود
منتجع آخر أفضل أو لحاجة في نفس الراحل والمُرحِّل هي
الدنيا تُجمع وتفرق ، لكنها ليست وحدها ممسكة
بزمام الأمور ، نحن أتحنا لها الفرصة
حتى أفقدتنا أعز من نُحب فيها
ما أحلى الصفاء في جو عطر يسوده الإخاء بعيداً جداً عن كل شائبة تزيد القلب ألماً بل تُدمي
جراحاً لم نصدق تماثلها للشفاء ، هي الدنيا تنافس شريف ،وإذاكان غير شريف بُغية
الإرتقاء ، فذلك لايحدث الا في مجتمع كسول غير دؤوب مآله الى
السقوط من الأعالي كأنما خرّ من السماء ، فيسقط في مكان
سحيق ، لانعرف أهو في أرض أم كان في ماء ، لكن
ما نعرفه أنه هلك وصعٌب علينا البحث عنه
واودعاناه مصيره وقدره الذي تمناه.
قد يكون في بحر لُجي ظلمات بعضها فوق بعض ، تلتقمه هوام لانعرف بعدها من سيخرجه
من فيها . إن سبح الله وقال كما قال يونس فإن الله عزيز غفار ، قادرُ على
إخراجه الى أرضٍ يلتقطه من السيارة من يشاء ، لكني أرجو أن
لايكن عند عزيز قومه فتكون زُليخة تراوده صباح مساء .
ليته مثل يوسف استغفر ربه ثم أناب، وصرف عنه
كيدهن بدلاً من عزيز قومه يجده على الباب
من سيشهد معه أنه بريءُ والسجن
له حارسُ مكار ، من دخل سجنه
كانت نهايته الدمار ، هي
تلك نهايةُ مؤلمة كان
سببها الفراق....