الجريمة التي هزت جدة - والد “الطفل المذبوح” يتنازل عن القصاص ويكتفي بالدّية الشرعية

الأحد, 1 مارس 2009


سعيد العدواني - جدة



اسدل الستار على قضية الطفل السوري " احمد" الذي نحره خاله بأحد المراكز التجارية في شارع فلسطين بعد ان تنازل والد الطفل المذبوح عن مطالبته بالقصاص والاكتفاء بالدّية الشرعية ، فيما تنازلت والدة الطفل عن كل مطالبها بعد تدخل اهل الخير من المصلحين الذين نجحوا في حلّ الخلاف والحصول على التنازل من الطرفين واسقاط القصاص عن الخال الجاني . وسجل الأب ملاذ بن محمد بن ناصر المصري تنازله الشرعي لدى ناظر القضية بالمحكمة العامة بجدة معلنا تنازله عن الجاني الذي نحر ابنه في شهر صفر من العام الماضي مكتفيا بدفع الدية التي حددها الشرع.
وقال محمد بن ناصر المصري جدّ الطفل المذبوح :إنهم تنازلوا عن المطالبة بالقصاص بعد بداية المحكمة في تداول القضية وتحديد الجلسات لصدور الحكم الخاص بالقضية ، مؤكدا انهم تنازلوا بعد مساعي أهل الخير ولوجه الله , داعيا الله ان يعوضهم خيرا وان يجزي ابنه ملاذ كل خير على تنازله لوجه الله.
وفي ذات السياق قال عبد الله بن عابد المالكي المحامي والمستشار القانوني الوكيل الشرعي لوالد الطفل المذبوح إن مساعي اهل الخير تكللت بالنجاح وتوصلوا للصلح وحصلوا على تنازل والد الطفل الطفل المذبوح , وأضاف ان الجاني مكث في مستشفى شهار بالطائف قرابة 6 اشهر للكشف عن حالته وتشخيص حالته الصحية والنفسية ومعرفة ما اذا كان الجاني يعاني من مشاكل نفسية وحالة نفسية جعلته يقدم على ما اقدم عليه . واضاف ان مستشفى الصحة النفسية اكد ان الجاني لا يعاني من اي حالة نفسية او مرضية وان كل ما اصابه هي تراكمات وضغوط نفسية ولكنها لا تصل الى درجة تجعله يقدم على مافعله .
وأشار الى ان المحكمة العامة بجدة بدأت في النظر في القضية منذ شهر رجب الماضي وتلقت تقرير مستشفى الصحة النفسية الذي طلب فيه الاطباء تخفيف العقوبة على الجاني دون أن يحددوا اي امراض معينة في الجاني , وقال المالكي ان ناظر القضية عقد جلستين قضائيتين وبعدها بدأ اهل الخير في السعي للحصول على تنازل والد الطفل المذبوح عن القصاص ونجحوا في ذلك والحمد لله تنازل الاب عن مطالبته بالقصاص واكتفى بالدية التي حددها الشرع ولم يطلب ريالا واحدا زيادة عليها . وبيّن ان المحكمة بدأت تنظر في القضية لتصدر حكمها في الحق العام وليس الخاص كون الخاص سقط بتنازل والد الطفل ووالدته وهي اخت الجاني ومن المتوقع ان يصدر الحكم في الحق العام في الجلسات المقبلة ,
وكانت الجريمة وقعت في يوم الاثنين 25 من شهر صفر من عام 1429 هـ عندما اصطحب شاب في العشرينات من عمره ابن اخته الذي لم يتجاوز العامين والنصف لاحد المراكز التجارية الموجودة على شارع صاري وهناك استل الجاني سكينا من على رفّ المحل ونحر به ابن اخته الطفل " احمد " وفصل رأسه عن جسده وهو ما أثار دهشة المتسوّقين . وتم القبض على الجاني والذي بقي واقفا امام جثة ابن اخته حتى وصل رجال الامن وألقوا القبض عليه ليتم ايداعه السجن والتحقيق معه وتصديق اعترافاته شرعا ليتم نقله بعدها لهيئة التحقيق والادعاء العام .