أخي يعيش في قلق

أخي يعيش في قلق


أخي يبلغ من العمر سنتين وخمسة أشهر، عنده مشكلة أنه دائما يأكل أصابعه أكلا شديدا حتى يبدأ ينزف منها الدم، وكأنه لا يشعر أبدا بها، فأصبحنا نؤنبه أو نضربه أو نحضنه، ولكنه لم يعدل عن أكل أصابعه أبدا، بل زادت المشكلة، نرجو إرشادنا للحل.
ابنتك. م

مشكلة هذا الطفل أنه يعاني من قلق يبدو شديدا من خلال شدة قضمه لأظفاره، وأنتم بدوركم تعاملتم مع أعراض المشكلة وليس مع المشكلة، فالقلق عند مثل هذا الطفل هو المشكلة، وقضم الأظافر أحد أعراضها، والتعامل مع الأعراض غير صحيح، تماما مثل الشخص الذي يعاني من التهاب في أمعائه ويعاني من صداع، فهل الحكمة أن نعطيه مسكنا للصداع ونهمل السبب الحقيقي الذي يكمن في التهاب الأمعاء؟ أم نعالج السبب فتختفي بالتالي الأعراض؟ المطلوب منكم أن تبحثوا في أسباب قلقه،والمرجح أن أحد أسباب قلقه الواضحة في رسالتك هو التعامل غير الثابت معه، فأنتم تارة تؤنبونه، وتارة تضربونه، وتارة تحضنونه، وعليه فقد بات في حيرة من أمره جراء قضمه لأظفاره، ولم يعد يعرف بالضبط رد فعلكم على ما يفعل، وهذا يزيد من قلقه واضطرابه، الأمر الآخر المهم أيضا أن نعرف ظروف هذا الطفل وطبيعة علاقته بكم جميعا وترتيبه الميلادي وهل يعاني من مشكلات أخرى غير قضم الأظافر كالغيرة مثلا؟ وهل والدتك تعمل أم لا، وهل المسؤول عن رعايته أنت ووالدتك أم أن للخادمة دورا في هذا؟ كل هذه الأمور وسواها نحتاج أن نعرفها قبل التفكير بالحل، إذ أن معرفة الظروف المحيطة بالمشكلة هي الأساس في تشخيصها ومن ثم في التوصل للحل المناسب لها. ويبقى مهما جدا أن تزوروا متخصصا في مجال العلاج السلوكي كي يفهم منكم المشكلة وظروفها ويساعدكم في تحديد الحل المناسب، وحتى يتم ذلك يفضل تخفيف مصادر الضغط المحيطة به، كما يفضل أن تثبتوا على سلوك محدد إزاء مشكلته والعمل بشكل حثيث على إحاطته بقدر أكبر من الحب والأمن فذلك سيساعد كثيرا على حل المشكلة. عكاظ