سمكة أو دجاجة

سمكة أو دجاجة


قمت في أحد الأيام بمراجعة الموارد البشرية في قسم التوظيف لأشكو حالتي، وهي باختصار عدم ترقيتي رغم أنني مؤهل. نظر إلي ممثل الموارد البشرية وقال: (سمكة أو دجاجة).
قلت: نعم!، قال: أقول: سمكة أو دجاجة، فرجعت لنفسي وقلت: "هذا عاقل ولا مجنون؟!".
قاطعني بسؤاله عن مدة خدمتي ومؤهلاتي، وعندما أخبرته، قال: "ألم تعلم لماذا لم تتم ترقيتك؟".
قلت: لا. قال: "ألم أقل لك سمكة أو دجاجة". عندها علمت أني أتيت للمكان والرجل الخطأ.. وقطع تفكيري عندما سألني: "كم تبيض الدجاجة؟".
أجبته وأنا متوتر: لا أعلم فلا يوجد عندي دجاج في البيت.
فأجاب هو بنفسه: تبيض الدجاجة بيضة أو بيضتين.
قلت: السلام عليكم. قاطعني قائلا: كم تبيض السمكة. قلت: لا أعلم والسلام عليكم.
قال: انتظر السمكة تبيض بالآلاف ولكن الدجاجة عندما تبيض، بيضتها تصرخ وتولول وقام بتقليد الدجاجة.
عندها قلت: الله يعطيني خيرك ويكفيني شرك.. وهممت بالرحيل ولكن خفت أن هذا التصرف قد يغضبه فبقيت في مكاني أنظر إليه مندهشا وهو يقوم بهذا الدور حتى انتهى.
سكت قليلا ونظر إلي وقال: أما السمكة يا عزيزي فهي تبيض هذا العدد الهائل من البيض ولا يسمع لها صوت .
والموظف الناجح هو من يشعر من حوله وبالخصوص المسؤولين بعمله، ولذلك يجب أن تكون دجاجة، وما إن انتهى من آخر جملة له حتى استأذنت منه وخرجت، وفي الحقيقة إنني أعجبت بما قاله، ولكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أكون دجاجة فأنا في الحقيقة سمكة.

عبد العزيز صلاح الظاهري