المتاحف الشخصية.. ذاكرة السنين في غرف منزلية

المتاحف الشخصية.. ذاكرة السنين في غرف منزلية



الثلاثاء, 21 أبريل 2009


حامد العلي - الدمام



التراث السعودي موجود ومنتشر فى كل مناطق المملكة، من خلال الموروثات الشعبية التي تتنوع وتتعدد نظراً لكبر مساحتها وامتلائها بالتراث إضافة لوجود المزيد من القطع النقدية والأثرية ذات التاريخ العريق.
ولأن جمع تلك الأثريات يعد أمرا صعبا، فقد هيأ الله أشخاصا لجمعه من محبي التاريخ وعشاق الأصالة، ومن بين هؤلاء المواطن باقر إبراهيم الشميسي أحد أبناء محافظة القطيف، وهو رجل قارب الخمسين من عمره، ولكنه قضى سنوات طويلة في جمع التراث والقطع الأثرية، رغبة في الحفاظ عليه من الاندثار ونقله إلى الجيل الحاضر والأجيال القادمة، وهو ما جعله يحول جزءا كبيرا من منزله إلى متحف خاص، يقضي فيه معظم وقته بين مقتنياته والتي تمثل كل قطعة فيه قيمة كبيرة تمثل جزءا من الماضي.
مقتنيات قديمة
يقول الشميسى: إن فكرة جمع المقتنيات الأثرية بدأت منذ أكثر من 30 عاما رغم ندرتها وصعوبة الحصول عليها، مما تطلب في كثير من الأحيان السفر إلى مسافات بعيدة من أجل الحصول على قطعة أثرية واحدة لدى أي شخص في أي مكان من المملكة، بالإضافة إلى الأسعار المبالغ فيها أحيانا، وقد شكل ذلك عائقا كبيرا استطعت التغلب عليه، بتضافر الأصدقاء وتشجيعهم. ولا تتصور سعادتي حينما أجد قطعة أثرية لم تكن موجودة في متحفي .
ويضيف باقر: بدأت في تأسيس متحفي الخاص بمنزلي، وقمت ببناء غرفة كبيرة بالطريقة السعودية القديمة، ووضعت لها بابا من الأبواب القديمة والشبابيك «الدرايش»، أيضاً وضعت بها جميع القطع الأثرية التي لدي، وقمت بجمع هذا الكم الهائل من هذه المقتنيات الأثرية التي تمثل ثروة تراثية وطنية منها على سبيل المثال «الجرامافون» الذي يعود إلى مائة سنة، وكذلك أجهزة الراديو والأسطوانات القديمة بأنواعها وأجهزة هاتف تعود إلى أكثر من 60 عاما، وأدوات الصيد البحرية والمجلات وملابس نسائية قديمة، ومن تلك المقتنيات بعض الأواني المنزلية التي تعود لأكثر من 100عام.
ولم يقتصر اهتمامي على المقتنيات الأثرية، وإنما اهتممت أيضا بالآلات الموسيقية القديمة، حيث أقتني البومات تعود لأكثر من 40 عاما لبعض الفنانين الشعبيين أمثال الفنان حجاب بن نحيت والفنان حضري أبو عزيز والفنان عبدالله فضاله والفنان طلال مداح.
زوار المتحف
ويشير الشميسي إلى أنه ليس لديه إحصائية دقيقة لمقتنيات المتحف التي جمعها على مر هذه السنين الطويلة، إلا أنها تزيد على 1000 قطعة، وعن زوار المتحف أو القرية التراثية قال: المتحف في مكان يسهل على أبناء المحافظة والزوار الكرام من خارجها الاطلاع عليه ليشاهدوا أصالة الآباء والأجداد ويقفوا عن كثب على تراثهم وموروثهم الشعبي، وأجد كبار السن أكثر حنينا ورغبة من الشباب في مشاهدة محتويات المتحف، ولكن أبواب متحفي مشرعة للجميع خاصة الشباب ليعرفوا عن ماضي أجدادهم وحضارتهم التي هي أساس حاضرهم، وليدفعهم ماضي أجدادهم إلى خلق روح التحدي لمواجهة الواقع والمستقبل.

يسلمو اخي