سبعيني مستعيداً ذكرى معركته:قـطـــــعــــت البراري مشياً وتعـــاركــــتمـع الضــباع

سبعيني مستعيداً ذكرى معركته:
قـطـــــعــــت البراري مشياً وتعـــاركــــتمـع الضــباع


خالد نامس ـ جازان
عبد الله سبعيني رسم الزمن على جبينه خطوطا لا تمحى يتجول في الأسواق يتحدث مع هذا وذاك، ولا تمل أحاديثه وقصصه الشيقة عن ماضيه الذي لاقى فيه كل صنوف المتاعب والصعاب.
لم يبخل في الحديث عن ماضيه قائلا:
قبل خمسين عاما، وأنا في العشرين من عمري، كنت أجوب القرى والهجر ومرسى القوارب في كل مكان من جدة إلى الشقيق إلى جازان، حتى قرية ميدي ومحافظة الحديدة اليمنية، مشيا على الأقدام و كان عندما يخيم الظلام أفترش أي مكان في البر أو بالقرب من البحر وأخلد للنوم.
سافرت تارة برفقة شباب من كانوا في سني، وتارة لوحدي إلى أماكن لا يمكن الذهاب إليها اليوم إلا بالطائرات أو السيارات، وخلال ذلك وقعت لي أحداث ومواقف لن أنساها ما حييت، فقد عملت حطابا ونجارا وفي عدة مهن أخرى من صيد السمك إلى الحياكة إلى طلاء القوارب البحرية وغيرها، كنت أجوب المناطق وكل تفكيري الوصول إلى المكان الذي أقصده وهدفي المحدد، وكنت عند مروري بإحدى القرى أشتري قرصا واحدا من عيش الخمير بخمسة قروش وآكل منه حتى أصل إلى غايتي كنا لانعرف المطاعم الفاخرة ولا الوجبات السريعة.
ويستطرد سبعيني في سرد أبرز المواقف التي مرت به مستعيدا ذكرى المعركة التي دارت بينه وبين مجموعة من الضباع أثناء رحلة إلى اليمن وبالتحديد إلى قرية ميدي اليمنية قائلا: كنت وقتها متجها إلى هناك لشراء طلاء يعرف بالصيفة، يستخدم في طلاء القوارب البحرية وعند وصولي إلى منطقة كثيفة بالأشجار بين الحدود اليمنية السعودية، هاجمتني ثلاثة من الضباع الضارية، كنت لا أحمل سوى سكينا طويلا يسمى بـ «الحواشة» فأيقنت بوقوعي فريسة سهلة لهذه الضباع في تلك الليلة، ولكنني لم أستسلم، أخرجت «الحواشة» وعصا صغيرة أتدارى بها من الضباع وأمشي للخلف لأقترب من إحدى أشجار السدر، وأقتطع منها فرعا مملوءا بالأشواك، ثم بدأت أدافع به عن نفسي إلى بزوغ الفجر، وعندها غادرت الضباع ساحة المعركة التي كسبتها، فاستلقيت بظهري على الأرض قرابة الساعة، بعد أن أنهكني التعب، وعند شروق الشمس واصلت رحلتي حتى وصلت إلى هدفي، بينما ظل هذا الموقف في ذاكرتي طوال تلك السنين لا أنساه أبدا.