الأيام دواليك يوم لك ويوم عليك
من يبقى فيها كما يريد ؟، بل من يدوم له الفرح ؟ ومن يدوم عليه الحزن .؟ ليس هذا هو المهم ، كلٌ يعرف هذا وكل يعيشه ، وإن كنت أظن الحزن يطول عن غبره . كم من الوجوه الشاحبة نراها وهي لا تتغير ، مهما كان الفرح ، لفقد حبيب وصديق غالٍ عليه ، وعندما يحاول تناسيه تذكر تلك الليالي والأيام التي قضياها سويّا ، وفي فرح وسرور وغبطة انتابتهما ، لكنها لم تدم ، صنع الله في خلقه ومن أحسن من الله صبغة . البعض لا هذا ولا تلك إنما هموم الدنيا قائمة على رأسه وكأنه المدبر لتلك الأمور ، نعم في كبد . البعض يترقب المفاجآت ، ويده على قلبه خوفا أن يسقط بين قدميه ومن ثم حزنٌ وندم ( كما حدث في الأسهم ) هذه الدنيا لا تدوم على حال واحد لأحد ، ولو كانت لكانت لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، لكنّه غادر بعد أن أكمل الدين كما أمره الله . هذه الدنيا لا تدوم على حال واحد لأحد ، وإلاّ كان كُثر الطغاة أكثر مما هم عليه ، وكثر المساكين أكثر مما هم عليه ، واتسخت الدنيا أكثر مما اتسخت الآن. الخير والشر دائما في صراع والغلبة في النهاية نعرفها لمن ؟ حكمة بالغة من الله .
الغني قد يمسي غني ، والبعض قد لا يعلم أن ما أتاه الله ليس ملكه وحده ، للناس عليه حق ، إن زاد طغيانه وجحوده استدرجه الله من حيث لا يعلم ، وخرّ عليه السقف ، وأصبح بعدها ينشد الصدقة ، هذا إن كان له مدة في الحياة . الفقير يسعى في مناكبها ، يوم يجد وآخر لا يجد ، وإذا شاء الله انهال عليه المال من كل جانب . نعمة من الله
هذه الدنيا لسنا بمأمنٍ منها ، قد تكون لنا اليوم ولغيرنا غدا . إذا أخي وأختي الأيام دواليك ، يوم لك ويوم عليك .