هذه الكلمة (كاريزما ) Charisma قد لا يعرفها البعض ،وهي كلمة يونانية الأصل تعني ( نعمة الله ) أو هبة الله ولمزيد من شرح التعريف لهذه الكلمة فهي تعني تلك الشخصيّة الجذابة ، التي بمقتضاها يكون الشخص مُطاع في قومه وله قدرة خارقة في التأثير عليهم .ومحبوبة من الجميع . والكاريزما قديمة جدا . لكن ما نعرفه في العصر الحديث أن هناك قيادات فذة في مجتمعاتها ، وقد أبهرت مجتمعاتها والعالم أيضا . وليس بالضرورة أن تكون هذه في قيادات ،قد تكون في ناس عاديين جدا . كلنا نعرف نلسن ما نديلا والصراع المرير مع حكومة جنوب أفريقيا في ذلك الوقت . أعجب بع شعبه والتفوا حوله حتى حصدوا النصر وبموجبه تلاشت حكومة جنوب أفريقيا ، حتى أصبح ما نديلا يحكم شعبه المعجب بشخصيته ، فيدال كاسترو رئيس حكومة كوبا ، لم يكن أقل شأن من مانديلا ، استطاع أن يتولى الحكم في حكومته وشعبه راضين كل الرضا عنه ، وكم حاولت الولايات المتحدة أن تدخل السم في العسل لكنّها لم تفلح . حاولت كثير لأجد من يماثُلهما في كاريزميتهما لكني لم أجد ، لذا سأ تطرق لبعض القادة الذين كان لهم كاريزمية بين شعوبهم . جمال عبد الناصر كان له شعبية في مصر والعالم العربي ، لذا نعتبره شخصيّة جذابة أيضا لكونه يمتلك قدره خارقة في التأثير على غيره .رغم تحفظ البعض، هوغو شافيز رئيس دولة فنزولا ، وهو الشخص الذي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية الإطاحة به بالتعاون مع بعض المعارضين ، لكن معظم الشعب كانوا حوله ومعجبين بشخصية ذلك الرجل ، وهو الشخص الوحيد الذي سحب سفير دولته من إسرائيل في وقت كانت الدول العربية في حيرة من أمرها . تصّنع البعض هذا النوع ، لكن أمره فُضح ( حسن نصر الله .)قد يكون الكاريزمي أيضا على مستوى قبيلته . رجال عرفناه جُلّهم ماتوا رحمهم الله حتى الآن تتوارد إلى أذاننا ما قاموا به تجاه قبيلتهم وحتى على مستوى المنطقة المجاورة ، والبعض منهم على مستوى الدولة برمتها . أعرف أن أحدهم عندما توفاه الله ، قُدمت التعزية من الملك هنا في المملكة العربية السعودية ،هم كُثر وأخشى أن أنسى البعض منهم . كان الواحد منهم إذا قال كلمة ،الجميع ينصت وينفذ لأن ذلك الكاريزمي قالها وهذا نتاج أعجاب به وبسداد رأيه .كانت تلك الكاريزميات تجتمع فيما بينها ، ليكون الرأي موحد تجاه عمل ما ، ويخدم المنطقة بكاملها دون أن تجد أي معارضة تذكر، بل الكل يبارك تلك الخطى . خذ على سبيل المثال الحملة التي أعدتها الدولة العثمانية على زهران ، حيث كان الرد فوري وبدون تأخير ، وعلمنا مصير من تعاون معهم ذلك الوقت . أما اليوم فقد انتهت تلك الكاريزميات ، حتى أصبح البعض منهم لا يسمع لقوله لمجرد السماع لعدم الثقة فيما يقول .
والله المستعان
بقلمي
الدكتور / محمد الزهراني