صفقات بالملايين لاستيراد «الأسماك الفاسدة» وبيعها على مطاعم جدة

صفقات بالملايين لاستيراد «الأسماك الفاسدة» وبيعها على مطاعم جدة
مدير مشروع إحياء مهنة الصيد: شيخ الصيادين لم يصطد سمكة في حياته



كشف مدير مشروع إحياء مهنة الصيد في مكة المكرمة فيصل باطويل عن أسرار وخفايا مثيرة تدور تفاصيلها يوميا في سوق السمك المركزي في جدة، وأبطالها عدد من الدلالين الذين حملهم مسؤولية تسارع انقراض مهنة الصيد في منطقة مكة المكرمة، ونفور الصيادين وتناقصهم إلى أقل من ثلاثين صيادا.وقال باطويل في معرض تعليقه على ما وصفه بسقوط سوق السمك بيد العمالة البنقالية: مايحدث في السوق حالة استثنائية شاذة على مستوى جميع أسواق السمك في العالم، إذ أن شيخ الصيادين في السوق لاعلاقة له بمهنة الصيد إطلاقا، ولم يصطد سمكة واحدة طوال حياته، فمهنته الأساسية دلال، ودخل ترشيحات المشيخة لطائفة الدلالين، ثم أضيفت له مشيخة طائفة الصيادين في حالة غير مسبوقة سواء في مجال صيد السمك أو في غيرها من المهن المشابهة، الأمر الذي أدى إلى نشوء حالة من التناقض السافر داخل السوق، وطغت مصالح الدلالين بدعم من شيخ السوق على مصالح الصيادين الذين تحولوا إلى شبه أجراء يرزحون تحت رحمة بعض الدلالين بدعم من شيخ الطائفة الحريص على مصالحه التي تتقاطع مع مصالح العمالة الوافدة داخل السوق. باطويل الذي يقف على مشروع وطني طموح يتبناه ويقف خلفه حاكم المنطقة الأمير خالد الفيصل حذر أيضا من خطورة ما يجري في سوق السمك، ليس على مهنة الصيد كمهنة سيادية انتهكت من قبل العمالة الوافدة فحسب، بل على الصحة العامة نتيجة تناول أسماك تم حظر بيعها وتسويقها في بلد المنشأ لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآمن بسبب مرور أكثر من عشرين يوما على صيدها، وفي إطار التنسيق القائم بين مشروعنا وبين الجهات ذات العلاقة بالثروة السمكية والموردين المعتمدين في تلك الدول تلقينا اتصالات تحذر من الآليات التي يعتمدها بعض التجار المحليين غير المرخصين بالتعاون مع الدلالين السعوديين خلال استيراد الأسماك للمملكة.
ولفت باطويل إلى أن تسويق تلك المنتجات التي دخلت عمليا مرحلة التعفن وبيعها على المطاعم بأسعار زهيدة يقضي على مصالح الصيادين السعوديين وبالتالي يهدد استمرار مهنة الصيد ويعجل بانقراضها، موضحا أن تعمد الدلالين إغفال الميزة التفاضلية للمنتج المحلي، ومساواته بالمستورد الذي يباع للعمالة الوافدة المتنفذة داخل السوق بأسعار زهيدة، إضافة إلى إغراق السوق بطريقة غير نظامية بعشرات الأطنان من أسماك تم صيدها من قبل هواة سعوديين ووافدين لا يملكون تصريحا بالصيد، أجبر الصيادين السعوديين على الانصياع لهذه الضغوط، وبيع منتجهم على العمالة بالآجل، وبأثمان زهيدة لا تلبي في أحيان كثيرة متطلبات الرحلة من وقود وصيانة لوسيطة الصيد .
وأشار فيصل باطويل إلى أن مشروع إحياء مهنة الصيد سيعمل على معالجة تلك السلبيات بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة السمكية، ومع كافة الجهات ذات العلاقة، مبينا أن جمعية الصيادين التعاونية في منطقة مكة المكرمة التي صدرت عليها الموافقة أخيرا خطوة نوعية في تحقيق الأهداف المنشودة الرامية إلى إنقاذ هذه المهنة الأصيلة، وضمان عودة الحياة إلى هذا القطاع الحيوي المهم، وضمان حقوق ومكتسبات الصيادين المنتهكة من قبل مجموعة من الدلالين آثروا مصالحهم على مصالح الوطن والمواطن، وأتاحوا فرصة استنزاف خيرات البلد المقدرة بمئات الملايين من قبل العمالة الوافدة المتحايلة على النظام .

حسبي الله عليهم