اوصيــك ياعمر

وصيتي الى ولدي العزيز عمر ...

الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه الصلاة والسلام
على خير الخلق صلى الله عليه وسلم

لا أحتاج الى تأكيد الثقة بك فأنت دائما محل للثقة
وعليه .. أوصيك بمحبة الله .. ثم محبة رسوله .. ثم
محبة خلقه .. أساس الحياة وطريق النجاح فلنذكر
أن الاجساد تلتقي ثم تفترق .. أما الارواح المؤتلفة
على الايمان فلا تعرف في قاموسها افتراقا ..

.........

ليكن شعارنا يا بني دائما وأبدا ...
{ تفتحت أزهار المحبة في قلوبنا فخرج شداها وأريجها يشق صدورنا }

يا بني .. كلنا خطاءون فلا يحاسب الصديق صديقه على الامور ولا تحاسب لاالارحام حساب الميزان .
فإن كان فإن كان ولا بد من الحساب فيكن نصحا
وإرشادا وتصويبا وعونا على ذلك وليكن منهجنا في هذا

.......

اجتهد يا بني على أن تكون حياتك ربانية في القول
والفعل .. فالربانية العطرة لا تعني هيئة أو لباسا
ولا حفظ آية أو حديث وحسب .. وإنما هي فوق ذلك
تدبير وسلوك مخلص .. وتعلق بالخالق .. وتذكر في هذا

{ اعبد الله كأنك تراه فإن لم يكن تراه فإنه يراك }

......

يا ولدي ... أوصيك
بالاجتهاد

اجتهد أن يكون لك عند المؤمنين حق لا أن يكون لك
للمؤمنين عليك حق ... دافعك لذلك العزة والرجولة
والمروءة والكرم دون استكانة أو ذل أو مهانة .. وتجنب
يا بني الظلم فإن دعوة المظلوم لا ترد وليس بينها
وبين الله حجاب

......

يا بني ..
كن مع الله ولا تبالي .. ولا تخشى إلا الله وابحث عن الحكمة عند الحكماء مهما بلغ الثمن .. وتذكر يا ولدي
أنه إذا خفت من عدو أو رعبت من ظالم أو ألمت بك
كربة فاهتف من أعماق قلبك موقنا حسبنا الله ونعم الوكيل

......

يا بني ... مع كل النتائج اصبر وما صبرك إلا بالله صبر
الواثق بالفرج العالم بحسن المصير .. واطلب الاجر من
الله على الصبر .. فإن الله تعالى يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب ... أصبر يا بني فإن النصر مع
الصابرين وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا

.......

يا بني ... ما أحوجنا الى البسمة وطلاقة الوجه
وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب ان الله
ورسوله أمرنا بالتواضع حتى لا يبغى أحد على أحد
ولا يفجر أحد على أحد

وإذا أردت يا بني .. أن تخاطب الناس وتؤثر بكلامك
فيهم ... فتأثر به انت يا ولدي قبل غيرك وتفاعل معه
قال تعالى

{ فإذا أنزلنا عليها الماء وربت وأنبتت من كل زوج بهيج }

وتذكر يابني .. أن مقومات السعادة قلب شاكر ولسان ذاكر وجسم صابر

يا بني يا فلذة كبدي ...
أوصيك الأخلاص واكثر من العمل .. ولسبق عملك قولك
.. وتحر الحلال في الكسب والانفاق .. وتذكر ان
النجاح سهل لك وصعب على غيرك من الناس أن يروك
ناجح بناء .. واتسمع لنقد والبناء .. ولا تدع النقص والخطأ
يؤدي بك الى التوقف والاحباط .. بل التفاءل

واعلم يا بني ..
أن الرزق والاجل مضمونان من الحي القيوم .. فلا
تكن لدنيا مهما أزهرت وأشرقت فعبادة الله تعالى
هي المطلوبة منا فأخلص يا ولدي في العبادة ابتداء
من تحقيق أركان الاسلام ومرورا بأركان الايمان
ووصولا الى درجة الاحسان والتي أرجو من الله تعالى
أن تبلغها ... واعلم أن السعي للأسمى هو
( تحكيم شرع الله بين عباد الله )
وكن القدوة حيث تستطيع واعلم أن هذا الدين متين

......

وتذكر ياولدي ... أن مما يشرح الصدر التزود بالعلم
والمعرفة واتساع الثقافة وعمق الفكر وبعد النظر
وأصالة الفهم وإدراك مقاصد الامور وأن المسلم
أشد لنفسه محاسبة من الشريك لشريكه

يقول الفاروق رضي الله عنه

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم
قبل أن توزن عليكم وتزينوا للعرض الاكبر

.....

أكثر من القول
( اللهم إني أسألك العفو والعافية )

وخذ بالاسباب وتوكل على الله واكسب الناس
ومحبتهم وخالقهم بالخلق الحسن .. وتذكر قول الحبيب
عليه الصلاة والسلام

( المؤمن كالنحلة تأكل طيبا وتضع طيبا وإذا وقعت على عود لم تكسره )

ولا تقبل لنفسك ثمنا إلا الجنة

يا بني ... العزيز .. سأنهي هذه الوصية على غير رغبة مني ولكن قبل ذلك دعني أقوله لك ما قاله
الحكماء

{ إن صناعة الحياة فن لا بد أن نتمرس عليه فاجعل
من حياتك مثلا يتحدى للتأسي }

{ وأن صناعة الموت فن فلا بد نتهيأ له }

وأوصيك يا .. بني بأن تبرني ووالدتك خيرا وتذكر الحديث الشريف

{ من أصبح ووالداه عنه راضيان أمسى له بابان
مفتوحان من الجنة وإن كان واحد فواحد ، ومن أصبح
وهما ساخطان عليه أصبح له بابان من النار وأن كان
واحد فواحد ، قيل يا رسول الله وإن ظلماه!! قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وإن ظلماه }

وتذكر يابني أن طاعة الوالدين تكون في حياتهما
وبعد موتهما وفي السر و العلن وفي المواجهة
والبعد وفي القليل والكثير .. واعلم يا بني انك من
عملي وما أحببت يوما أن يكون عملي إلا حسنا

والى اللقاء يا بني في وصية أخرى