الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

منتدى الثقافة والمعلومات العامة والاحداث السياسية حضارة وتاريخ - اسلامي - سياسي ـ معلومات عامه ــ سياحة ودول - أعلام وأسر - حياة السياسيين - الاحداث والحروب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 29/07/2009, 09:22 PM
مراقبة ومسؤولة منتدى علم النفس و منتدى الثقافه والمعلومات العامه والأحداث السياسيه
rola âيه ôîًَىà
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1065
 تاريخ التسجيل : Jul 2005
 فترة الأقامة : 7235 يوم
 أخر زيارة : 28/01/2015 (04:41 AM)
 العمر : 40
 المشاركات : 6,221 [ + ]
 التقييم : 5000
 معدل التقييم : rola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond reputerola has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
ثورة يوليو 1952



ثورة يوليو 1952 .. الضباط الأحرار





" كنا نقول : نحن الشبح الذي يؤرق به الطاغية أحلام الشعب , وقد آن لهذا الشبح أن يتحول إلى الطاغية فيبدد أحلامه هو ... "


جمال عبد الناصر







فلسفة الثورة

مما لا شك فيه أن ثورة الضباط الأحرار في مصر تركت بَصماتها , ولا تزال على الأمة العربية وعلى القارة الأفريقية , لم يسجل التاريخ العربي الحديث بطلا قوميا وطنيا يقف في وجه الإمبريالية مثل : جمال عبد الناصر.


رغم الفشل العسكري الذي مر به عام 1967 ظل حتى بعد مماته قدوة للكثيرين , ويفتقده بعضهم في ذروة الأزمات والخنوع العربي للبيت الأبيض , والتشرذم العربي المحزن .





أعضاء مجلس قيادة الثورة

اللواء محمد نجيب
البكباشي جمال عبد الناصر
أنور السادات
عبد الحكيم عامر
يوسف صديق
حسين الشافعي
صلاح سالم
جمال سالم
خالد محيي الدين
زكريا محيي الدين
كمال الدين حسين
عبد اللطيف البغدادي
عبد المنعم أمين
حسن إبراهيم






مجلس قيادة الثورة





أحداث الثورة
شهدت الحياة السياسية في مصر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية العديد من الأزمات السياسة في مختلف وجوه النشاط السياسي والاجتماعي، وتمثلت في: قضية الاستقلال الوطني، والنهوض الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية، وأزمة فلسطين، وأزمة الديمقراطية، ولم يكن هناك من سبيل للخروج من هذه الأزمات المترابطة إلا بعملية تغيير سياسي تحرك المياه الراكدة.
وكانت قضية الاستقلال أولى القضايا التي شغلت الحياة السياسية في مصر في تلك الفترة، وكان الوفد هو رائد الحركة الوطنية والمطالب بالاستقلال بأسلوبه التقليدي وهو المفاوضة، ففي الفترة بين الحربين العالميتين جرت ست مفاوضات ومباحثات مع الإنجليز للحصول على الاستقلال فشلت جميعا عدا معاهدة (1355هـ= 1936م) التي وقّع عليها الوفد، وقبل فيها ببقاء القاعدة العسكرية البريطانية في مصر، فانحسر جزء من التأييد الشعبي له.
وخلال الحرب العالمية الثانية زاد تسلط الإنجليز على البلاد سياسيا واقتصاديا طبقا لما أملته المعاهدة السابقة من ضرورات الحرب، فلما انتهت الحرب تصاعدت مطالب الجلاء وإعادة النظر في المعاهدة، وفشلت حكومة السعديين وحكومة إسماعيل صدقي في تغييرها؛ فلجأت مصر إلى مجلس الأمن الدولي ليتخذ قرارا بجلاء القوات البريطانية عنها وعن السودان فلم يؤيدها إلا ثلاثة أعضاء؛ فلجأت حكومة الوفد إلى إلغائها في (المحرم 1371هـ= أكتوبر 1951م)، وبذلك وصلت حكومة الوفد إلى أقصى ما تستطيع في المطالبة بالجلاء.
أما الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية فشهدت فترة ما قبل ثورة يوليو أزمات اقتصادية أدت إلى اضطرابات اجتماعية وعمالية، فزاد حجم الإضرابات الاقتصادية والنقابية. وفي الريف كان المشهد غريبا؛ إذ يملك 0.5% من الملاك أكثر من ثلث الأراضي الزراعية، وفي مواجهتهم أحد عشر مليونا من الفلاحين المعدمين.
وأدت الأزمات الاقتصادية إلى حدوث هزات اجتماعية فأضرب عمال الحكومة عن العمل، وأضرب المدرسون، وأضرب رجال الشرطة، وظهرت بعض القلاقل في الريف. وكانت الأزمات تحيط بالحكومات المتعاقبة ولا تجد لها مخرجا، وهو ما يدل على عدم قدرة أطر النظام السياسي على استيعاب ما يواجهه من أزمات.
وجاءت قضية فلسطين لتزيد حالة الاحتقان التي يعاني منها المجتمع والحركة السياسية في مصر؛ حيث انتهت حرب فلسطين بهزيمة عانى منها الجيش والسياسة المصرية عامة، وترتب على ذلك لجوء بعض الفصائل في الحركة السياسية في مصر إلى استخدام العنف ضد خصومها، والعمل العسكري ضد المحتل الإنجليزي، وترتب على تلك الهزيمة أيضا بروز الجيش المصري كمؤسسة مرشحة للقيام بدور هام في الحياة السياسة المصرية، فظهرت قضية الجيش وتسليحه كقضية سياسية وليست كقضية عسكرية، وزاد تدهور الأوضاع في مصر مع حريق القاهرة في (جمادى الأولى 1371هـ= يناير 1952م)، وعجز النظام السياسي القائم عن ضبط الأمور وممارسة الحكم. وعرفت الشهور الستة التالية للحريق أربع وزارات لم تكمل آخرها اليومين حتى جاء انقلاب الجيش.


الضباط الأحرار
غابت المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية في مصر فترة جاوزت الخمسين عاما منذ الاحتلال البريطاني لمصر، حيث تم تصفية الجيش من الضباط العرابيين، ثم غُيّب الجيش في السودان، غير أن حركة الضباط بدأت تنشأ في أواخر الثلاثينيات من مجموعات من الضباط بأهداف عامة شائعة تمثل استجابة لروح العداء للاستعمار البريطاني فبدأت بلقاءات شباب الضباط في معسكرهم في "منقباد" بصعيد مصر عام (1357هـ= 1938م) .



جمال عبد الناصر


ثم ما لبث هؤلاء الضباط أن شكلوا حركتهم التنظيمية السياسية وآثروا الابتعاد عن الارتباط بالحركات الحزبية في المجتمع، وإن انتمى بعض ضباط حركة الضباط الأحرار إلى تيارات سياسية وفكرية معينة، وتشكلت اللجنة لهم عام (1369هـ= 1949م)، وعقدت أول اجتماعاتها واتفقت على تكوين خلايا سرية في الجيش إعدادا للانقلاب العسكري بعد ست سنوات.
إلا أن الضباط عجلوا القيام بانقلابهم بسبب معرفة الملك وأعوانه بحركتهم بعدما دخلوا في مواجهة علنية مع الملك فاروق في انتخابات نادي الضباط أسفرت عن فوز مرشحهم اللواء محمد نجيب على مرشح الملك في رئاسة النادي؛ فتقرر تعجيل موعد قيام الجيش بحركته، خاصة بعد تمكن الجهات الأمنية من كشف أسماء بعض الضباط الأحرار وغالبيتهم في اللجنة التأسيسية.
واختيرت ليلة 22 يوليو لها حتى تفاجأ الحكومة الجديدة التي يرأسها أحمد نجيب الهلالي، قبل أن يتمكن وزير الحربية الجديد من إصدار التعليمات والأوامر بالتصدي لها، ثم أجّل جمال عبد الناصر الموعد ليلة واحدة ليتمكن من استطلاع رأي قيادة الإخوان المسلمين في الموافقة على قيام حركة الجيش.
كان عدد الضباط الأحرار الذين أسهموا فعلا في القيام بحركة 23 يوليو حوالي تسعين ضابطا، كان ثلثهم من الضباط صغيري الرتب من رتبتي النقيب والملازم، أما الثلث الباقي من الضباط فأعلاهم رتبة هو المقدم (البكباشي). ولم يكن للتنظيم أحد في السلاح البحري قط، وكان لديه أعداد يطمئن إليها في سلاحي الفرسان والمدفعية والطيران.



وزارة الهلالي
كان نجاح اللواء محمد نجيب في انتخابات نادي الضباط على غير رغبة القصر ذا تأثير كبير في الحياة السياسية؛ إذ عمل القصر على حل مجلس إدارة نادي الضباط، فاستقال اللواء نجيب، وتدخل رئيس الوزراء حسين سري لإنقاذ الموقف بأن يعين نجيب وزيرا للحربية، فلم يتمكن من ذلك فقدم استقالته؛ فاختار الملك محمد نجيب الهلالي لتشكيل الوزارة الجديدة في (28 شوال 1371هـ= 22 يوليو 1952م)، واختير إسماعيل شريف الموالي للقصر وزيرا للحربية، غير أن هذه الوزارة لم تكمل يومين حتى قامت الثورة، وتحرك الجيش بقيادة اللواء محمد نجيب، وسيطروا على بعض الأماكن العسكرية وقيادة الجيش، وأعلن المقدم أنور السادات البيان الأول للثورة يوم (2 ذي القعدة= 23 يوليو).
واستطاع تنظيم الضباط الأحرار تقويض النظام القائم في ساعات معدودة، واعتلت حركة الجيش قيادة السلطة في البلاد، وقدم اللواء نجيب إلى رئيس الوزراء محمد نجيب الهلالي طلبات الجيش، وهي: تكليف السياسي المخضرم علي ماهر بتشكيل وزارة جديدة، وتعيين اللواء محمد نجيب قائدا عاما للجيش، وطرد ستة من حاشية الملك؛ فرفع رئيس الوزراء هذه الطلبات إلى الملك، فوافق عليها، ثم خُلع الملك فاروق بعد أربعة أيام من قيام الثورة، وغادر الملك وأسرته مصر واتجه إلى إيطاليا، وأُعلن أحمد فؤاد الثاني ملكا على مصر، تحت إشراف مجلس الوصاية.
ولعل نجاح حركة الضباط الأحرار في القيام بانقلابها الناجح، واستطاعتها السيطرة على الحكم وخلع الملك، رغم انكشاف بعض أفرادها قبل القيام بالحركة، وصغر عدد ورتب الضباط القائمين بها، واقتصارهم على بعض الأسلحة دون غيرها -يعود إلى استفادتها من بعض الإمكانات المؤسسية المتاحة لها كتنظيم عسكري؛ حيث قصرت الحركة أهدافها في تحقيق الانقلاب على احتلال أهداف عسكرية محددة هي مبنى قيادة الجيش ومعسكرات العباسية وألماظة، فضلاً عن هدف مدني واحد هو مبنى الإذاعة.
كما أن استقلال الضباط عن الحركة الحزبية مكنهم من التحرك باسم المؤسسة العسكرية، فاستقطبت بذلك ليلة الثورة قسما من الضباط غير المنضمين إليها، مثل: العقيد أحمد شوقي الذي انضم قبل قيام الثورة بست ساعات؛ ثقة منه في اسم محمد نجيب.
كذلك أفاد في فاعلية التحرك استغلال الضباط وضعهم الوظيفي بالجيش، فجرى التحرك في شكل تعليمات تنفيذية، دون إدراك المأمورين بالهدف وراء ذلك، فمثلا يوسف صديق أحد الضباط المشاركين في الثورة أظهر لجنوده أنهم يقومون بعمل خطير لصالح الوطن، ولم يدرك هؤلاء أنهم يقومون بانقلاب عسكري، يستهدف السلطة وخلع الملك، ولعل بعضهم ظن أنه يتحرك تنفيذا لأوامر الدولة وليس العكس. يضاف إلى ذلك أن مخططي حركة يوليو حرصوا أن يجذبوا بعض أصحاب الرتب المعتبرة نسبيا لملء الفراغ في القيادة، فجاء اختيار اللواء محمد نجيب ليرأس الحركة؛ لما يتمتع به من رتبة عالية وسمعة طيبة في الجيش، كما أنه شخصية معروفة للمدنيين.




أسباب الثورة

1) استغلال الطبقة البرجوازية والإقطاعية للفلاحين, وخاصة أن جمال عبد الناصر ينتسب إلى قرية بني مر, إحدى قرى الصعيد المصري .

2) الاستهتار الإنجليزي بالشعب المصري , وحتى بالملك فاروق وخاصة عندما قام السير " مايلز لا مبسون " بمحاصرة القصر وإذلال الملك في 4 فبراير 1942 .


3) حرب فلسطين والحصار في الفالوجة , أثار سخط الجيش والشعب .

4) الاستهتار بمطالب الجنود المصريين مثل حل مجلس إدارة نادي ضباط الجيش فقد شعر جمال عبد الناصر إهانة وبمس بكرامتهم وكرامة الشعب.

5) التكاتف بين فئات الشعب المصري ومن ضمنهم حركة الأخوان المسلمين والتي جندت عددا كبيرا من الشباب للدفاع عن فلسطين , كان للجيش المصري 12 كتيبة مشاة في فلسطين عام 1948 وكان لحسن البنّا 3 كتائب مشاة تقاتل مع الجيش المصري , ولكن رئيس الوزراء وبإيحاء من الملك فاروق الذي لوح له الإنجليز بخطورة الإخوان المسلمين فقام بحل حركة الإخوان المسلمين وبعدها تم اغتيال الإمام حسن البنّا 12-2- 1949 - مما زاد من سخط حركة الإخوان والشعب المصري . ويشار إلى أن عبد الناصر نفسه قام بتدريب مجموعة من شباب الإخوان على استعمال الأسلحة .وعندما نفذت الثورة 22-23 يوليو 1952 بواسطة 99 ضابطا من ضباط الجيش معظمهم من الإخوان .

6) رغبة المصريين بالحصول على الاستقلال الحقيقي والتنصل من التبعية والهيمنة الأمريكية – البريطانية .

7) اقتصار السياسات البرلمانية على نخبة صغيرة من الشعب .

8) رفض بريطانيا الانسحاب من قناة السويس .

9) القضاء على الفساد الداخلي كما وضح قادة الثورة للسفارة البريطانية في القاهرة .




قوانين الثورة الجديدة

اتخذت الثورة عددا من الإجراءات المحققة لأهدافها السياسية والاجتماعية التي تبنتها، وفي دعم سلطتها الجديدة وتثبيت أركانها، فأصدرت بعد أيام من قيامها أمرا بإلغاء الألقاب، ثم أصدرت قانون تطهير الإدارة الحكومية.
وقد قام اللواء نجيب بتشكيل وزارة جديدة (18 من ذي الحجة= 7 من سبتمبر) أصدرت بعد يومين من تشكيلها قانون الإصلاح الزراعي الذي حدد الملكية الزراعية، وكان هذا القانون إجراء ثوريا ذا صلة مباشرة بجوهر المشكلة الاجتماعية القائمة وقتها، وأوجد شعبية كبيرة للثورة في الريف. أما القانون الآخر الذي أصدرته الوزارة فهو قانون حل الأحزاب.
كان دستور 1923 يشكل عائقا أمام عدد من القوانين التي تصدرها الثورة، حيث عُرضت هذه القوانين على المحاكم، ودُفع بعدم دستوريتها، كما أن القوانين كانت تصدر بأوامر ملكية من هيئة الوصاية دون عرضها على مجلس النواب لإقرارها؛ لأن المجلس حل قبل قيام الثورة، وهذا الأمر يشكل تهديدا على شرعية الثورة الوليدة؛ لذلك ألغت قيادة الثورة دستور 1923م ببيان أعلنه القائد العام للجيش في (23 من ربيع الأول 1372هـ= 10 من ديسمبر 1952م).
وكان أهم قرارات الثورة في (6 من شوال 1372هـ= 18 من يونيو 1953م) حيث أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإلغاء النظام الملكي، وإعلان النظام الجمهوري، واستقالت وزارة محمد نجيب، وشُكلت وزارة جديدة ضمت عددا كبيرا من العسكريين، وأصبح نجيب رئيسا للجمهورية، ورئيسا لمجلس قيادة الثورة، ورئيسا للوزراء، وكان أول قرار وقعه الرئيس نجيب مرسوم ترقية الرائد عبد الحكيم عامر إلى رتبة اللواء، وتعيينه قائدا عاما للجيش.

حركة المدفعية والفرسان
عندما قامت ثورة يوليو لم يكن لتنظيم الضباط الأحرار خريطة تنظيمية ترسم الأبنية ومستويات العمل والعضوية وتحدد الاختصاصات وطريقة اختيار القيادات، فلم يظهر من الناحية التنظيمية إلا الهيئة التأسيسية قبل ثورة يوليو، التي ما لبثت أن اتخذت اسم مجلس قيادة الثورة، وتُتخذ فيها القرارات بالأغلبية؛ لذلك وجد كثير من أعضاء التنظيم أنفسهم أمام أحد خيارين: إما أن يرتبطوا بواحد من قيادات الحركة وبخاصة جمال عبد الناصر؛ فيكتسبوا بهذه الصفة ووجودهم السياسي النشط، بينما وجد آخرون أنفسهم في وضع لا يسمح لهم بذلك وبالتالي لم يكونوا إلا مجرد ضباط جيش، لا إسهام لهم في رسم السياسات؛ لذلك بدأ يظهر تيار معارض لقيادة الثورة في سلاح المدفعية وسلاح الفرسان، ففي المدفعية استمرت اجتماعات الضباط الأحرار في السلاح بعد الثورة تناقش مواقف القيادة، واشتد نقد تصرفات عدد منها، وطبعوا منشورات تطالب بتكوين قيادة جديدة عن طريق الانتخاب الحر، فانتهى الأمر باعتقال هؤلاء الضباط في (جمادى الأولى 1372هـ = يناير 1953م).
وفي سلاح الفرسان والمشاة تحدث الضباط عن جمعية عمومية تُعرض عليها القرارات الكبيرة التي تتعلق بالبلاد حتى لا ينفرد عشرة أو أكثر بإصدار مثل هذه القرارات، وطالبوا بإجراء انتخابات لمجلس قيادة الثورة، واقترح بعضهم أن يشمل المجلس أعضاء دائمين وآخرين منتخبين، كما طالب البعض بأن يكون مجلس إدارة نادي الضباط الذي حله الملك هو الممثل المنتخب لحركة ضباط الجيش.
وتقدم هؤلاء بطلب إلى محمد نجيب لتنظيم هيئة الضباط الأحرار، وتكوين رئاسة لها بالانتخاب من مندوبي الأسلحة، وذلك في (ذي الحجة 1371هـ= أغسطس 1952م) فلم تستجب قيادة الثورة لذلك، وما لبثت أن أصدرت قرارا بإلغاء تنظيم الضباط الأحرار بحجة أنه استنفد أغراضه، فتمسك الضباط بتنظيمهم وكونوا لجانا منهم عن طريق الانتخاب. فلما علمت القيادة بذلك نقلت بعض موجهي الحركة خارج أسلحتهم، واعتقلت البعض، فتجمع حوالي أربعمائة ضابط في ميس المدفعية مقررين الاعتصام حتى يُفرج عن زملائهم فاعتُقل البعض وحققت معهم قيادة الثورة، وكانت تلك الكلمة الفصل في وجود تنظيم الضباط الأحرار. وشهد (شهر جمادى الأولى 1372هـ = يناير 1953م)، أي بعد ستة أشهر من قيام الثورة، حملة اعتقالات بين الساسة المدنيين، وقرارا بحل الأحزاب، واعتقال ومحاكمة بعض ضباط المدفعية، وحل تنظيم الضباط الأحرار.


أزمة مارس
لم تقض حملة اعتقالات الضباط المعارضين وحل تنظيم الضباط الأحرار على حركة المعارضة في الجيش، حيث تصاعدت المعارضة بداخله في سلاح الفرسان في (رجب 1373هـ= مارس 1954م)، متواكبة مع حركة الصراع الحزبي ضد قيادة الثورة، وصفّيت الحركتان في أوقات متقاربة.
فقد تشكل مجلس قيادة الثورة من أحد عشر عضوا رأسه محمد نجيب، وكانت القيادة الحقيقية فيه لجمال عبد الناصر رئيس اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وبدت في المجلس زعامتان، اكتسبت فيها زعامة محمد نجيب تأييد شعبيا كبيرا بسبب الإنجازات التي حققتها الثورة في بداية عهدها، أما زعامة عبد الناصر فقد استمرت علاقته الوثيقة بالضباط سواء في قيادة الثورة أو بين الضباط الأحرار.
وقد ازدادت السلطة الفردية لعبد الناصر مع تقدم انتصار مجلس قيادة الثورة على معارضيه من الأحزاب المختلفة، حيث وقف غالبية المجلس مع عبد الناصر في مواجهة الحركة الحزبية باستثناء يوسف صديق وخالد محيي الدين، وكان دور هذه الأغلبية يضعف بقدر ما كانوا يتغلبون على الحركة الحزبية.
وفي أزمة الصراع على السلطة بين نجيب وناصر ، وجد نجيب نفسه رئيسا بلا صلاحيات بل ويتعرض إلى مضايقات تصل إلى حد الإهانة من بعض أعضاء المجلس، فقدم استقالته إلى مجلس قيادة الثورة في (19 من جمادى الآخرة 1373هـ= 22 من فبراير 1954م) فقبل المجلس استقالته، فقامت المظاهرات المؤيدة له التي قادها الإخوان المسلمون وكل القوى المناوئة للاستبداد والتسلط العسكري، وطالبوا بعودة الحكم المدني، كذلك تحرك سلاح الفرسان، وطالب بعودة نجيب.
وأمام هذا الإصرار الشعبي عاد نجيب إلى الحكم مرة ثانية، وأعلن إجراءات لوضع دستور وعودة الحياة المدنية، إلا أنه قامت مظاهرات تدعو إلى سقوط نجيب، وانتهت في (11 من شعبان 1373هـ= 17 من أبريل 1954م) باستقالة نجيب، وتولي عبد الناصر مكانه.




نتائج الثورة

1) سيطرة الضباط وكانوا حوالي الألف على مرافق الدولة الحيوية .

2) ملاحقة الحزب الشيوعي والزج بأعضائه في غياهب السجون .

3) إلغاء الملكية والقضاء على أُسرة محمد علي باشا .

4) فك الشراكة مع الإخوان المسلمين الذين رأى بهم جمال عبد الناصر خطراً على مجلس الثورة ولا سيما أنهم يملكون تنظيما دقيقا مبني بشكل هرمي ويملكون السلاح والإرادة , فقد ذاقوا أبشع صنوف العذاب ... والتجويع ...والاعتقال وتهديد الأهل , استعمال أساليب البطش والضغط على الأُسر والزوجات ليطلبن الطلاق من أزواجهن المسجونين .

5) تشجيع حركات التحرر الوطنية في العالم العربي .

6) إقصاء محمد نجيب عن الحكم عام 1954 بسبب الخلاف مع عبد الناصر وكان عبد الناصر هو الحاسم والآمر في مصر .

7) توزيع الأراضي على الفلاحين الصغار ومصادرة أراضي الملاكين الكبار الذين ازدادوا غنىً على أكتاف الشعب المصري .

8) تأميم قناة السويس , مما أدى إلى حرب السويس 1956 العدوان الثلاثي على مصر ( إسرائيل – فرنسا – بريطانيا ) رغم نجاح الدول عسكرياً إلا أنهم فشلوا سياسياً , حيث أدانت كل من روسيا والولايات المتحدة الهجوم وكانت الأزمة نصرا لعبد الناصر وسياسته مما رفع من مكانته في العالم الثالث .

9) إنشاء سد السويس لتأمين حاجة مصر من المياه وإيقاف الفيضانات المدمرة , إقامة محطات لتوليد الطاقة , تطوير طرق المواصلات النهرية , استغلال بحيرة ناصر , كمصدر للثروة السمكية وجذب للسياح مما ينعش خزينة الدولة, وقد قارن المصريون إنجازه في عهد عبد الناصر كأهرامات مصر بالرغم من بعض السلبيات التي رافقت إنجازه .

10) حاول عبد الناصر تطبيق الوحدة مع سوريا 1958- 1961 لكن الفكرة فشلت .

11) قاد عبد الناصر سياسة عدائية تجاه إسرائيل .

12) هزيمة حزيران 5. 6 . 1967 , اعتقد عبد الناصر بأن بإمكانه الانتصار عسكريا على إسرائيل لكن المفاجأة أن سوريا ومصر والأردن تحطمت جيوشهم أمام جيش الدفاع الإسرائيلي فخسرت مصر شبه جزيرة سيناء , والأردن للضفة الغربية , وسوريا للجولان .

وكانت لهذه الحرب تداعيات كبيرة لا تزال تثقل كاهل الشعوب العربية, ولا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية والجولان السوري , ولم تنجح الدول العربية باسترداد هذه المناطق لا سياسياً ولا دبلوماسياً ولا عسكرياً وقد قدم عبد الناصر استقالته ولكن المظاهرات الشعبية أدت إلى سحبه للاستقالة .

كتب محمد حسنين هيكل:- " إن التاريخ سوف ينصف جمال عبد الناصر حتى في هزيمة سنة 1967 .. ابسط ما سوف يقال عنه ! أنه رجل تحمل المسؤولية بشجاعة , وتقبل الحساب عنها في كبرياء ، ومَثل كرامة وإرادة أمة بأسرها في يوم من أحلك أيامها وكان وسط الظلام والعواصف والمؤامرات الدولية " .

13) ظهر جمال عبد الناصر كصاحب رغبة عامة في النفوذ , وتقديس لشخصه .

14) حاول عبد الناصر إن يزعم المثلث العربي والإسلامي والإفريقي كتب في كتابه فلسفة الثورة :- " أيمكن إن نتجاهل أن هناك دائرة عربية , وأن هذه الدائرة منا ونحن منها , امتزج تاريخنا بتاريخها وارتبطت مصالحنا بمصالحها ... أيمكن أن نتجاهل أن هناك قارة افريقية شاء لنا القدر أن نكون فيها ... أيمكن أن نتجاهل أن هناك عالما إسلاميا تجمعنا وإياه روابط لا تقر لها العقيدة الدينية فحسب , وإنما تشهدها حقائق التاريخ" .

15) عام 1953 شرعت إذاعة القاهرة ببث برامج تحت اسم " صوت العرب " بغرض إعلاء شأن عبد الناصر ومحاربة وفضح وكلاء الاستعمار أمثال ( الملك حسين , كميل الشمعون , ونوري السعيد ) وكانت تحث على اغتيال بعض الزعماء المشبوه بهم , وقد لاقت هذه المحطة رواجا كبير عند العرب والمسلمين , وأثارت انتباه المخابرات الأمريكية والبريطانية , التي فكرت في نسف الإذاعة أو إقامة إذاعة منافسة , ودرست تأثيرها على المثقفين العرب ( ومثلا حاول الإنجليز قصف الإذاعة عام 1956 لكنهم ضلوا الهدف ) .

16) نجح عبد الناصر سياسيا ودبلوماسيا أن يكون هدفا في الحرب الباردة,ولاعبا مركزيًا في الحلبة الدولية المعسكر الشيوعي والولايات المتحدة يتسابقان على طلب وده, فقد وصلت مساعدات الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة 1958- 1962 2,3 مليار دولار أمريكي في تدخل في ألازمة اللبنانية 1952- 1957 , واليمن أرسل 15 ألف جندي لدعم الانقلاب الجديد .




السودان والجلاء

كان موضوع السودان هو نقطة الخلاف الدائمة بين المفاوضين المصريين والبريطانيين لمدة تزيد على الثلاثين عامًا، فمصر تعتبر السودان جزءا منها لا يمكن التنازل عنه، وبريطانيا تريد فصل الاثنين؛ لذلك رأى رجال الثورة حل مشكلة السودان حتى يتمكنوا من التفاوض مع الإنجليز للجلاء عن مصر، فوافق الزعماء السودانيون على هذا الأمر، ودمجت الأحزاب السودانية التي تنادي بالاتحاد مع مصر في الحزب الوطني الاتحادي.
وكان على السودانيين أن يقرروا مصيرهم، إما بالاتحاد مع مصر أو الاستقلال، إلا أن سياسة بعض رجال الثورة خاصة "صلاح سالم" المسئول عنه الملف السوداني أدت إلى سقوط وزارة إسماعيل الأزهري المؤيدة للاتحاد مع مصر، وتألفت وزارة جديدة كانت تطلب الاستقلال، وبذلك انفصل السودان عن مصر.
وقامت الثورة بالتفاوض مع الإنجليز للجلاء عن مصر حتى جلت نهائيا عن مصر في (10 من ذي الحجة 1375هـ= 18 من يوليو 1956م). وانتقد الكثيرون اتفاقية الجلاء؛ لأنها أبقت مصر مرتبطة بالإنجليز، وضمنت لهم العودة إلى قواعدهم العسكرية في حالة حدوث اعتداء على مصر أو تركيا، وكان أكثر المنتقدين لها الإخوان المسلمين، وهو ما أوجد فجوة عميقة بين الجانبين.

إن ثورة يوليو وأحداثها غزيرة؛ لأنها ارتبطت بمرحلة من التطور في مصر والعالم العربي، تصاعدت فيها موجات التحرير من الاستعمار والرغبة في الاستقلال، وهو ما عملت الثورة على تدعيمه ومساندته؛ فأيدت حركات التحرر العربي وغيرها.

أما على صعيد الداخل فكان للثورة أنصارها وخصومها، ضحاياها والمنتفعون منها، وكل يتخذ موقفه من تجربته التاريخية وملاصقته للحدث، وما تعرض له بسبب مواقفه. وإن كانت الثورة نجحت في إقصاء الملك عن عرشه وإقامة الجمهورية وإجلاء الإنجليز، وتحقيق نوع ما من العدالة الاجتماعية استفادت منه بعض طبقات الشعب خاصة المعدمة والفقيرة، فإن الديمقراطية وحرية الإنسان وكرامته كانت أولى ضحاياها؛ حيث نحّت الثورة الحياة الليبرالية التي اتسمت بها الحياة السياسية قبل الثورة، والتي تعد من أزهى عصور الديمقراطية في مصر، وجاءت بالحكم الفردي العسكري؛ حيث ذابت المؤسسات والقوى السياسية في شخص الزعيم، فأصبح هو القائد والمؤسسة.






** إن موت جمال عبد الناصر كان كالصاعقة على قلوب ملايين المصريين والعرب , 28 سبتمبر 1970 , وشاءت الأقدار أن يقرأ بيان وفاته أنور السادات الذي قرأ بيان الثورة :" لقد تعرض البطل الذي سيبقى ذكره خالداً إلى الأبد في وجدان الأمة والإنسانية – لنوبة قلبية حادة ... إن جمال عبد الناصر كان أكبر من كل الكلمات , وكان مجاهدا عن الحرية مناضلاً من أجل الحق والعدل, مقاتلاً من أجل الشرف إلى آخر لحظة من عمره ".

وقام العديد من الشعراء والمفكرين بتناول الثورة وشخصية عبد الناصر بين المؤيد والمعارض , أما الشاعر السوري الكبير نزار قباني فخصص له إحدى المجموعات الشعرية بعنوان " لا " وفي قصيدة جمال عبد الناصر .


قتلناك .. يا آخر الأنبياء

قتلناك ..

ليس جديداً علينا

اغتيال الصحابة والأولياء

فكم من رسول قتلنا ..

وكم من إمام ..

ذبحناه وهو يصلي صلاة العشاء

فتاريخنا كله محنة

وأيامنا كلها كربلاء ..

***

قتلناك ..

يا جبل الكبرياء

وآخر قنديل زيت ..

يضيء لنا ليالي الشتاء

وآخر سيف من القادسية

قتلناك بكلتا يدينا

وقلنا المنية ..

لماذا قبلت المجيء إلينا ؟

فمثلك كان كثيراً علينا ..

سقيناك سم العروبة حتى شبعت ..

رميناك في نار عمانَ .. حتى احترقت

أريناك غدر العروبة حتى كفرت

لماذا ظهرت بأرض النفاق ..

لماذا ظهرت ؟

فنحن شعوب من الجاهلية

ونحن التقلب ..

نحن التذبذب ..

والباطنية ..

نُبايع أربابنا في الصباح

ونأكلهم حين تأتي العشية ..

***

قتلناك ..

يا حبنا وهوانا ..

وكنت الصديق , وكنت الصدوق ,

وكنت أبانا ..

وحين غسلنا يدينا .. اكتشفنا

بأنا قتلنا منانا ..

وأن دماءك فوق الوسادة ..

كانت دمانا

نفضت غبار الدراويش عنا ..

أعدت إلينا صبانا ..

نسأل الله العفو والمغفرة

وفقكم الله



 توقيع : rola





" يارا قرة عيني "

اللهم بارك لي فيها واحفظها و احميها من كل سوء وجنبها الشيطان الرجيم و اكتبها من عبادك الصالحين ..

اللهم آمين

رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها rola
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
انخفاض ضغط الدم : أسباب وأعراض وعلاج انخفاض ضغط... منتدى الصحه والغذاء 0 12138 09/01/2014 07:35 AM
معلومات عن الجهاز المناعي منتدى الثقافة والمعلومات العامة والاحداث السياسية 2 18988 01/11/2013 06:33 AM
فضل صلاة الظهر وسننها الصلاة 14 31623 14/10/2013 05:52 PM
نص كلمة العاهل السعودي تعليقا على الأحداث في مصر منتدى الاحداث السياسية والجريمة 1 13348 16/08/2013 11:08 PM
بالفيديو.. الملك عبد الله: السعودية تقف شعبا... منتدى الاحداث السياسية والجريمة 1 18049 16/08/2013 10:58 PM

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w